في الثامن من أغسطس عام 1924، شهدت منطقة كوني أيلاند في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية، حادثة غير مألوفة ومروعة، حيث تعرض المصطافون لموجة ضخمة غامضة أثناء استمتاعهم بالسباحة والاستحمام على الشاطئ. وفقًا لتقرير نيويورك تايمز الذي نُشر في التاسع من أغسطس 1924، كانت الموجة التي ضربت الشاطئ عالية تصل إلى 15 قدماً وتمتد لأكثر من نصف ميل، وقد تسببت في سقوط مئات الأشخاص وإصابة أربعة آخرين، مما أدى إلى حالة من الذعر والهلع بين الحشود.
يُعتقد أن هذه الموجة الضخمة ناتجة عن تجربة غير مألوفة وغير معروفة، حيث لم يتم تحديد سببها بدقة. بحسب التقرير، كانت سطح الماء هادئًا تمامًا وكأنه بركة صغيرة، ولكن فجأة وبعد الساعة السادسة مساءً، حدثت هذه الاضطرابات المفاجئة التي تسببت في هبوط الموجة العاتية على الشاطئ.
تم تقديم عدة تفسيرات لهذه الظاهرة، من بينها اقتراح بأن تموج الماء قد تسببت فيه دوامة ناجمة عن دوران المرساة لسفينة بحرية على بُعد حوالي ميل من الشاطئ، وهو ما جعل السفينة تقترب أكثر من المسار العادي للسفن الكبيرة. إلا أن هذا التفسير لم يُثبت بشكل قاطع، مما يجعل هذه الحادثة لغزاً محيّراً ومثيراً للاستفهام.
هذه الواقعة تظل تشكل لغزاً تاريخياً، وتعكس قوة الطبيعة التي قد تظهر بأشكال غير متوقعة وتترك آثاراً مدمرة دون سابق إنذار، مما يجعلها محط اهتمام للعلماء والباحثين حتى اليوم.