“فتاة المعركة الأنجل Alita: Last Order” تمثل ملحمة مدهشة في عالم المانغا، حيث يتم طرح أسئلة جوهرية حول تعريف الإنسان وتفكيك الهوية في سياق يمتزج فيه الخيال العلمي بالعمق الفلسفي. تبدأ القصة بلحظة محورية عندما تستفيق البطلة، غالي، في مدينة السماء سالم. يندلع في قلبها سؤال كبير: “كيف نعرف المعنى الحقيقي لكون الإنسان؟”. تتوجب عليها البحث عن إجابات لهذا السؤال الضخم بمفردها.
مع معركة غالي الداخلية لفهم هويتها وتحديد مفهومها للإنسانية، يأتي تحول مصيري عندما تكتشف أن العدو السابق، الدكتور ديستي نوفا، قد أعاد بناء جسدها وتحسينه بشكل كامل. تتوجه غالي إلى البحث عن صديقها لو واستعادة ذكرياتها المفقودة. ومع ذلك، تتعرض لمأساوية غير متوقعة عندما يكشف ديستي عن سر مدينة سالم. في سن ال19، يتم استبدال أدمغة سكان سالم بشرائح حاسوبية. هذا الكشف يدفع بالمواطنين إلى الجنون، حيث يندلعون في أعمال شغب أو يقومون بالانتحار. تتسارع الأحداث وتصبح غالي في وسط الفوضى وأشباح ماضيها.
تتساءل غالي في ظل هذا الفوضى الشاملة، وبينما يعود ماضيها ليطاردها، هل يمكنها حقًا أن تصل إلى تسوية مع ذاتها؟ هل يمكن للبطلة التغلب على تحديات الهوية والإنسانية في وجه الأحداث المروعة والكشف عن أسرار مدينة سالم؟
من خلال تصوير مثير وعميق، ترسم المانغا عالمًا مستقبليًا مظلمًا حيث يتداخل السايبربانك والخيال العلمي بشكل رائع. يظهر العمل بوضوح تاثيرات العنف والنضج والمواضيع الفلسفية، مما يجعله يمتاز كعمل سينين يتعامل بجدية مع تحديات الحياة والوجود.
بفضل تصويرها الملحمي وتفاصيل القصة المعقدة، تظل “فتاة المعركة الأنجل Alita: Last Order” ليست مجرد مانغا، بل تجربة غنية ومثيرة تتحدى القارئ على مستوى عمق التفكير والتأمل في معنى الإنسانية والهوية في ظل الظروف الصعبة والتحديات الفارقة.