في مايو عام 1940، انطلقت إحدى أبرز الحملات العسكرية في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وهي غزو فرنسا والدول المنخفضة. بدأت هذه الحملة في العاشر من مايو واستمرت حتى الثاني والعشرين من يونيو من ذلك العام، وتعد واحدة من أهم الأحداث التي شكلت مفترقاً في تاريخ الصراع العالمي.
بعد فترة من الهدوء النسبي، قامت قوات المحور، بقيادة ألمانيا النازية، بشن هجوم كبير وسريع على فرنسا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ، بهدف السيطرة على المنطقة وفرض الهيمنة العسكرية. وقد اعتمد النازيون في هذه الحملة على استراتيجية الحرب السريعة “Blitzkrieg” التي تهدف إلى تحقيق اختراق سريع للخطوط الدفاعية العدو وتفكيكها.
تميزت الحملة بسرعة تقدم القوات الألمانية وقوة هجماتها، حيث استخدمت طائراتها بكثافة في غارات جوية واسعة النطاق، وتحركت قواتها البرية بسرعة هائلة مدعومة بتكتيكات متطورة وقادة متميزين. تعرضت القوات الفرنسية والحلفاء الأخرى لصدمة كبيرة، حيث فشلت الخطط الدفاعية المعدة بشكل مسبق في مواجهة هذه الهجمات العنيفة والمباغتة.
ومع ذلك، على الرغم من التقدم السريع للقوات الألمانية، فإن بعض المواجهات الشرسة وقعت خلال الحملة، خاصة في منطقة الأردين وأخميم ومعركة دنكيرك والتي شكلت نقطة تحول هامة في تاريخ الصراع.
وفي النهاية، استطاعت قوات المحور تحقيق السيطرة على فرنسا والدول المنخفضة، مما أدي إلى انهيار الدفاعات الفرنسية واستسلامها في النهاية، وفتح الباب أمام القوات الألمانية للاستمرار في توسيع نطاق سيطرتها في أوروبا.
بالإضافة إلى ذلك، يعتبر غزو فرنسا والدول المنخفضة من المحطات الرئيسية التي أدت إلى تغيير كبير في ديناميكية الحرب العالمية الثانية، وتعززت خلالها قوة المحور وتنامت قوة النازية في القارة الأوروبية.