في عام 763 هجري، قام المفكر والأديب البارع أبو الحسن ابن هذيل بتأليف كتابه الرائع بعنوان “عين الأدب والسياسة وزين الحسب والرياسة”. كان هذا العمل الأدبي والسياسي من أهم الإسهامات التي قدمها الكاتب في تلك الفترة الزمنية، حيث قام بتقديمه كهدية للسلطان محمد بن يوسف، مضيئاً طريقه بالآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي خصصها لخدمة المواضيع التي احتواها الكتاب.
وفي أغلفة هذا العمل الأدبي الرائع، يعكس ابن هذيل تنوعًا فائقًا في موضوعاته، حيث استمد مفاهيمه وآراءه من آراء العظماء والحكماء والعقلاء. استعان بالشعراء ليعزف لحناً جميلاً يحكي قصص المواضيع التي تناولها، فأدرج العديد من القصائد التي أضفت طابعاً فنياً على صفحات الكتاب.
وكأن الكاتب قد حاول أن يجمع بين الأدب والسياسة، قدم محاوره بأسلوب رائع ومشوق، متنقلاً بين الفصول ببراعة وإتقان. لم يغفل أيضًا دور الشعراء، حيث أدرج العديد من القصائد التي ألهمت القارئ وأضفت إليه متعة الإطلاع على صفحات الكتاب.
وعلى صعيد الدين والسياسة، قدم الكتاب مناقشات وشروحات عميقة حول تلك المواضيع، محاولًا فهمها وتفسيرها من منظور أدبي وفلسفي. ومع 312 صفحة مليئة بالحكم والأفكار الراقية، يُظهر هذا العمل النفيس دقة فهم المؤلف لعلاقة الأدب والسياسة، وكيف يمكن للشعراء أن يسهموا في تشكيل التفكير السياسي.
صدر هذا الكتاب القيم عن دار الكتب العلمية في عام 1991، واستحق بغلافه الكرتوني أن يكون قطعة أثرية تجمع بين جمال المحتوى ورونق الشكل. ويُصنف هذا العمل ضمن فئة الكتب السياسية، حيث يتناول قضايا الدين والسياسة بشكل متقن ومعمّق.
بهذا الكتاب، أخرج لنا أبو الحسن ابن هذيل تحفة أدبية فريدة، تستحق القراءة وإعادة القراءة، فإنها تمثل عينًا تنظر إلى عالم الأدب والسياسة بتنوع وتميز.