أمراض معدية تهدد المسافرين

4 أمراض مُعدية قد تُصاب بها خلال السفر

السفر، سواء لأغراض العمل أو السياحة أو الدراسة، يعد تجربة رائعة تفتح الأفق وتمنح الإنسان فرصة لاكتشاف أماكن جديدة. إلا أن هذه التجارب قد تحمل معها بعض المخاطر الصحية، وخاصةً عند زيارة مناطق قد تكون عرضة لأمراض مُعدية. التغير في البيئة، التفاعل مع ثقافات وأطعمة جديدة، واستخدام وسائل نقل مختلفة قد يعرض المسافر لخطر الإصابة بعدد من الأمراض المعدية. في هذا المقال، سوف نتناول أربعة من أهم الأمراض المعدية التي قد يتعرض لها الأفراد أثناء السفر، وأسباب الإصابة بها، وكيفية الوقاية منها.

1. حمى الضنك

حمى الضنك هي واحدة من أكثر الأمراض المعدية انتشارًا في المناطق الاستوائية والمناطق ذات المناخ الحار. تُسبب هذه الحمى فيروس يُنقل عن طريق لدغات البعوض المصاب من نوع “الزاعجة” (Aedes aegypti). تعتبر حمى الضنك مرضًا شائعًا في المناطق مثل جنوب شرق آسيا، أفريقيا، أمريكا اللاتينية، ومنطقة البحر الكاريبي.

أعراض حمى الضنك:
تظهر الأعراض عادة بعد فترة تتراوح بين 4 إلى 10 أيام من التعرض للدغة البعوض المصاب، وتشمل:

• حمى مفاجئة وشديدة.

• صداع شديد خلف العينين.

• آلام في المفاصل والعضلات.

• طفح جلدي.

• نزيف خفيف من الأنف أو اللثة.

طرق الوقاية من حمى الضنك:

• تجنب المناطق التي تعاني من انتشار الحمى.

• ارتداء ملابس طويلة الأكمام والسراويل.

• استخدام طارد الحشرات على الجلد المكشوف.

• الإقامة في أماكن مغلقة مزودة بشبكات على النوافذ أو تكييف هواء.

• التخلص من المياه الراكدة حول أماكن الإقامة لتقليل فرص تكاثر البعوض.

2. التيفوئيد

التيفوئيد هو مرض بكتيري يُسببه نوع من البكتيريا يُعرف بـ “السالمونيلا التيفية”. ينتقل هذا المرض عن طريق تناول الطعام أو المياه الملوثة بالبكتيريا، ويمكن أن يكون شائعًا في الأماكن ذات المعايير الصحية الضعيفة.

أعراض التيفوئيد:
تبدأ الأعراض عادة بعد أسبوع أو أكثر من الإصابة، وتشمل:

• حمى مستمرة وعالية.

• صداع شديد.

• آلام في البطن.

• اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الإسهال أو الإمساك.

• إرهاق عام وضعف.

• في الحالات الشديدة، قد يتعرض الشخص المصاب لتسمم الدم أو مضاعفات أخرى تهدد الحياة.

طرق الوقاية من التيفوئيد:

• تجنب شرب المياه من المصادر غير المعروفة أو التي لا يتم التأكد من نقاوتها.

• تجنب تناول الأطعمة غير المطبوخة جيدًا، خاصة في الأماكن التي لا تتوافر فيها معايير النظافة.

• الحرص على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام.

• أخذ اللقاحات المضادة للتيفوئيد قبل السفر إلى المناطق الموبوءة.

3. الملاريا

الملاريا مرض معدٍ تسببه طفيليات من جنس “المتشيطيات”، وينتقل عن طريق لدغات أنثى البعوض الحامل للطفيليات. يُعتبر هذا المرض شائعًا في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، جنوب شرق آسيا، وأمريكا اللاتينية.

أعراض الملاريا:

• حمى شديدة تتكرر على فترات منتظمة.

• قشعريرة وتعرق غزير.

• صداع وألم عضلي.

• تعب شديد.

• في بعض الحالات، قد يؤدي المرض إلى فشل الأعضاء والوفاة إذا لم يتم علاجها بشكل مبكر.

طرق الوقاية من الملاريا:

• استخدام أدوية مضادة للملاريا قبل السفر وأثناءه وبعد العودة.

• النوم تحت شبكات مغطاة بمبيدات حشرية.

• تجنب الخروج في ساعات المساء حيث يزيد انتشار البعوض الحامل للطفيليات.

• ارتداء ملابس طويلة الأكمام والسراويل لتقليل فرصة التعرض للدغات البعوض.

4. التسمم الغذائي

التسمم الغذائي هو مرض معدٍ يحدث عندما يستهلك الشخص طعامًا أو ماءً ملوثًا بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات. قد يكون التسمم الغذائي أكثر شيوعًا في البلدان التي تعاني من ضعف في معايير الصحة العامة، حيث تكون طرق تحضير الطعام والنظافة أقل أمانًا.

أعراض التسمم الغذائي:

• غثيان وقيء.

• إسهال، أحيانًا قد يحتوي على دم.

• آلام شديدة في البطن.

• حرارة مرتفعة.

• جفاف شديد في الجسم بسبب فقدان السوائل.

طرق الوقاية من التسمم الغذائي:

• تجنب تناول الطعام من أماكن غير موثوقة أو التي لا تلتزم بمعايير النظافة.

• تناول الأطعمة المطبوخة جيدًا والمقدمة في درجة حرارة عالية.

• تجنب تناول الأطعمة النيئة أو غير المغسولة، خاصة الفواكه والخضروات.

• الحرص على شرب المياه المعبأة والمحفوظة في عبوات مغلقة.

الختام

بينما يمكن للسفر أن يكون مصدرًا للمتعة والتعلم، فإنه يأتي مع مخاطر صحية قد تؤثر على تجربة السفر بشكل عام. حمى الضنك، التيفوئيد، الملاريا، والتسمم الغذائي هي بعض من الأمراض المعدية الأكثر شيوعًا التي يمكن أن يصاب بها المسافرون. الحفاظ على الوقاية المناسبة من خلال أخذ اللقاحات، استخدام الأدوية الوقائية، اتباع إجراءات النظافة الشخصية، واختيار الأطعمة والمياه بعناية يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذه الأمراض. من المهم أن يكون المسافر على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على صحته أثناء السفر، مما يضمن له تجربة آمنة وخالية من المشاكل الصحية.