في الفترة الممتدة من 4 أغسطس 1944 إلى 1 يناير 1945، شهدت الحروب العالمية الثانية جهودًا عسكرية هامة جرت تحت عنواني “عملية أفروديت” و “عملية أنفيل”. كلا العمليتين تمثلان جوانب مهمة من الجهود الحربية التي قادتها الحلفاء ضد القوات الألمانية في أوروبا.
بدأت عملية أفروديت كتجربة أمريكية بريطانية مشتركة، وهي عملية استراتيجية استهدفت مواقع مهمة للغاية في ألمانيا، وخصوصًا في شمال فريسيا ومنطقة أوست فريزلاند. تم تنفيذ العملية باستخدام الطائرات غير المأهولة، وتكمن فكرتها الرئيسية في استخدام الطائرات المسيرة (الطائرات بدون طيار) المحملة بالمتفجرات لاستهداف الأهداف الاستراتيجية الألمانية، مثل مواقع الصواريخ ومنشآت الطيران. وقد سبقت هذه العملية بفترة وجيزة تدريبات عسكرية لتحضير الطواقم والطائرات المستخدمة.
أما عملية أنفيل، فكانت عملية هجومية بريطانية أمريكية استهدفت ساحل نورماندي الفرنسي وسواحل بلجيكا وهولندا، وذلك بهدف توسيع الممرات البحرية للحلفاء في أوروبا وتعزيز وجودهم العسكري في المنطقة. تمثلت فكرة العملية في هجوم مشترك بري وبحري على هذه السواحل، وكانت جزءًا من الجهود العامة للاحتفاظ بزخم هجوم الحلفاء في أوروبا وتحقيق التقدم المستمر نحو هزيمة القوات الألمانية.
بالرغم من الجهود الكبيرة التي بُذلت في تخطيط وتنفيذ هذه العمليات، إلا أنها لم تحقق كل الأهداف المرجوة. عملية أفروديت، على سبيل المثال، واجهت تحديات فنية وتكتيكية عدة، مما أدى إلى فشل بعض المهام وتنفيذ آخرها بشكل غير كامل. وفيما يتعلق بعملية أنفيل، فقد تحققت بعض النجاحات في تحقيق التقدم على الأرض، ولكنها كانت تحمل عبءًا ثقيلاً من الخسائر البشرية والموارد.
تعتبر هذه العمليات جزءًا من مسار الحروب العالمية الثانية الهام، حيث تكشف عن استراتيجيات الحلفاء وتحدياتهم أمام القوى المحورية الألمانية في أوروبا في تلك الفترة الزمنية الحرجة. ومن خلال دراسة تلك العمليات، يمكن فهم أفضل لمدى تعقيد الحرب وتأثيرها على المستوى العسكري والسياسي والاقتصادي في ذلك الزمان.