8 علامات تدّل على خيانة زوجك

تُعدّ الخيانة الزوجية من أكثر التجارب المؤلمة والمفجعة التي يمكن أن تمرّ بها المرأة، حيث تضرب الثقة في الصميم وتهزّ أركان العلاقة الأسرية. إن اكتشاف أن الزوج قد يخون يُعدّ صدمة نفسية لا توصف، وقد تنعكس آثارها العاطفية والنفسية على المرأة وعلى المحيط الأسري بشكل عام، خاصة إذا كانت العلاقة قائمة على الحب والوفاء والتضحية. وفي ظل التعقيدات التي تحيط بالعلاقات الإنسانية، تبقى المؤشرات السلوكية والملموسة وسيلة ضرورية لفهم التغيرات غير المألوفة في تصرفات الشريك. المقال التالي يُفصّل ثماني علامات قد تدلّ على وجود خيانة زوجية، وفق ما خلصت إليه دراسات نفسية واجتماعية وأبحاث سلوكية متعمقة.

أولًا: التغير المفاجئ في نمط الاهتمام بالمظهر الشخصي

أحد أبرز العلامات التي قد تُشير إلى خيانة الزوج هو الاهتمام المفاجئ وغير المعتاد بمظهره الشخصي، خصوصًا إذا لم يكن في السابق يعير هذا الأمر الكثير من الاهتمام. عندما يبدأ الرجل في شراء ملابس جديدة دون مناسبة واضحة، أو يستخدم عطورًا فاخرة باهظة الثمن بشكل مفاجئ، أو يقضي وقتًا طويلاً أمام المرآة لتنسيق مظهره قبل الخروج، فقد يكون ذلك مؤشرًا على محاولته إثارة إعجاب شخص آخر خارج العلاقة الزوجية.

هذا التغير المفاجئ غالبًا ما يرتبط بمحاولة بناء صورة جذابة في أعين شخص جديد، إذ تشير الدراسات إلى أن الرجال الذين يدخلون في علاقات عاطفية جديدة يصبحون أكثر وعيًا بمظهرهم الخارجي ويسعون إلى تحسينه. هذا السلوك، إذا لم يكن مرتبطًا بسبب واضح كالحصول على وظيفة جديدة أو التحاقه بفعالية اجتماعية معينة، يستحق الانتباه.

ثانيًا: الانشغال المفرط بالهاتف المحمول ووسائل التواصل الاجتماعي

أظهرت أبحاث علم النفس الاجتماعي أن من أبرز مؤشرات الخيانة الزوجية هو سلوك الرجل الذي يصبح مهووسًا فجأة باستخدام هاتفه الذكي، وخصوصًا في حال وضع كلمة مرور جديدة، أو أصبح يخفي هاتفه باستمرار، أو يغادر الغرفة للرد على المكالمات، أو يُبدي تذمرًا إذا حاولت الزوجة النظر في شاشة الهاتف بشكل عابر.

هذا التغير غالبًا ما يكون نتيجة سعي الرجل للحفاظ على سرية اتصالاته الجديدة، وقد يترافق مع حذف مستمر لسجلات المكالمات أو الرسائل النصية، أو استخدام تطبيقات مشفرة للمحادثات. وفي كثير من الحالات، يستخدم الزوج وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل السري مع الطرف الآخر، وهو ما يجعل هذا الانشغال علامة بالغة الأهمية يجب الانتباه لها.

ثالثًا: تغيرات ملحوظة في السلوك العاطفي والتواصل

من العلامات الكلاسيكية التي ترافق الخيانة الزوجية هو تغيّر طبيعة التواصل العاطفي بين الزوجين. قد تشعر الزوجة بأن زوجها أصبح فجأة بارداً عاطفياً، أقل اهتماماً بمشاعرها، يتجنب الحديث الطويل، ويميل إلى الانغلاق والصمت حتى في الأوقات التي كان يُبدي فيها اهتمامًا كبيرًا بالمشاركة.

هذا البرود قد يكون نتيجة لتحول اهتمامه العاطفي نحو شخص آخر، مما يؤدي إلى انطفاء مشاعره تدريجياً داخل العلاقة الأساسية. كما أنه قد يصبح سريع الانفعال أو يتصرف بعدوانية غير مبررة، في محاولة لا شعورية لتبرير سلوكه الداخلي أو لنقل شعور الذنب إلى الطرف الآخر.

رابعًا: الغموض في مواعيده وتبريراته غير المنطقية

عندما يبدأ الزوج في قضاء وقت طويل خارج المنزل دون أسباب واضحة أو تقديم مبررات غير مقنعة مثل “العمل الإضافي” أو “الاجتماعات الطارئة”، وتكون هذه الأعذار متكررة وغير قابلة للتحقق، فإن هذا السلوك يثير الشكوك حول صدقه وشفافيته. تزداد الريبة إذا ما بدأت هذه الغيابات تتزامن مع تغيّرات أخرى في سلوكه مثل العودة المتأخرة للمنزل، أو التردد المتكرر على أماكن لم يكن معتاداً عليها سابقًا.

في هذا السياق، تلجأ بعض الزوجات إلى مراقبة سلوك الزوج من خلال مراجعة كشوفات الحساب أو استكشاف مواقع تتبع الموقع الجغرافي. في حين أن هذا السلوك يجب أن يتم بحذر وتوازن، إلا أنه في بعض الحالات يوفر مؤشرات قوية على النشاطات غير المعتادة.

خامسًا: تراجع الاهتمام بالعلاقة الحميمة

التغير السلبي في العلاقة الحميمة يُعدّ من أقوى العلامات التي تشير إلى احتمال وجود خيانة. من الطبيعي أن تمر العلاقات الزوجية بفترات فتور عاطفي، ولكن عندما يترافق هذا الفتور مع عزوف شبه كامل عن العلاقة الجنسية، أو ملاحظات مستمرة من الزوج عن “الملل” أو “الروتين”، فإن هذا الأمر يُثير القلق.

وفقًا لتقارير علم النفس الجنسي، فإن الرجل الذي يجد إشباعًا عاطفيًا أو جنسيًا خارج الإطار الزوجي غالبًا ما يفقد الحافز للمشاركة الحميمة مع زوجته. وهذا التغير لا يكون جسديًا فقط، بل يمتد ليشمل الجانب العاطفي والنفسي، حيث يبدو الزوج منفصلاً ذهنيًا حتى في حالات التقارب الجسدي النادرة.

سادسًا: الإنفاق المالي غير المبرر

من المؤشرات الأخرى التي تُنذر بالخيانة الزوجية، ظهور نفقات مالية غير مبررة أو التغير في أسلوب إدارة الأموال. قد تلاحظ الزوجة أن زوجها يسحب مبالغ مالية كبيرة من الحساب دون تفسير واضح، أو يقوم بشراء هدايا دون مناسبة، أو يُظهر تحفظًا غير مبرر في مشاركة التفاصيل المالية كما كان يفعل في السابق.

في بعض الحالات، قد يفتح الرجل حسابًا مصرفيًا سريًا أو يحتفظ بأموال نقدية بعيدًا عن علم زوجته، وهذا السلوك يرتبط مباشرة بمحاولة تمويل علاقة أخرى دون الكشف عنها. هذا المؤشر يأخذ بعدًا إضافيًا من الخطورة إذا كانت العلاقة الزوجية تقوم على شراكة مالية متوازنة.

سابعًا: المقارنة المتكررة والسلبية مع الآخرين

من السلوكيات المؤذية التي قد تُشير إلى دخول الزوج في علاقة عاطفية خارجية، اعتماده المتكرر على مقارنة زوجته بسيدات أخريات سواء من حيث المظهر أو الشخصية أو المهارات. عندما يبدأ الزوج في إطلاق تعليقات مثل “فلانة أكثر أناقة” أو “فلانة تعرف كيف تتعامل بلطف” أو “فلانة تفهم زوجها أكثر”، فإن هذا يدل على وجود مصدر آخر للمقارنة غالبًا ما يكون شخصًا حقيقيًا في حياته.

هذا السلوك لا يؤدي فقط إلى إيذاء مشاعر الزوجة، بل يشير أيضًا إلى تآكل احترامه وولائه العاطفي للعلاقة. وقد يكون محاولة غير مباشرة لتقليل شأن زوجته أو تبرير خيانته الداخلية أمام نفسه.

ثامنًا: الحد من التواصل مع العائلة والأصدقاء المشتركين

من العلامات التي تُغفل أحيانًا ولكنها بالغة الدلالة، هو ميل الزوج إلى الانسحاب من الدوائر الاجتماعية المشتركة. يبدأ في تجنّب اللقاءات العائلية، يرفض حضور المناسبات، أو يمتنع عن لقاء الأصدقاء الذين يعرفون زوجته. هذا السلوك ينبع من خوفه من اكتشاف أمره أو الشعور بالذنب تجاه المقربين الذين قد يلاحظون تغيراته.

غالبًا ما يرتبط الانعزال الاجتماعي بالرغبة في عزل العلاقة غير الشرعية عن محيطه الاجتماعي المعتاد، ومحاولة خلق فضاء مستقل لا يمكن تتبعه أو مساءلته عليه.

الجدول التالي يوضح العلامات الثمانية ومؤشر الخطورة لكل منها

إن رصد هذه العلامات لا يعني بالضرورة التأكد من وقوع الخيانة، لكنه يشير إلى وجود خلل عميق في العلاقة يتطلب النظر إليه بجدية. التعامل مع هذه المؤشرات ينبغي أن يتم بعقلانية وتوازن، مع الأخذ بعين الاعتبار الخلفيات الشخصية والسياق الاجتماعي والثقافي الذي يعيش فيه الطرفان.

المصادر:

• Buss, D. M. (2000). The Dangerous Passion: Why Jealousy is as Necessary as Love and Sex. Free Press.

• Glass, S. P. (2003). Not Just Friends: Rebuilding Trust and Recovering Your Sanity After Infidelity. Free Press.