علامات تعرض الطفل للتحرش

10 دلائل تُشير إلى احتمالية تعرض طفلك للتحرش الجنسي

يُعد التحرش الجنسي من أخطر الجرائم التي تهدد الأطفال، حيث تتسبب في آثار نفسية وجسدية عميقة قد تؤثر على نموهم وتطورهم بشكل عام. للأسف، قد لا يظهر الاعتداء الجنسي بشكل فوري أو مباشر على الطفل، بل قد تكون العلامات أو الأعراض غير واضحة، مما يجعل من الصعب اكتشاف الحالة في الوقت المناسب. لذلك، من المهم على الآباء والمربين أن يكونوا على دراية بأية إشارات قد تُشير إلى أن طفلهم قد يكون قد تعرض للتحرش الجنسي.

1. تغيّر في السلوك والمزاج

يعد التغير المفاجئ في سلوك الطفل من أبرز العلامات التي قد تشير إلى تعرضه للتحرش الجنسي. قد يعاني الطفل من تقلبات مزاجية شديدة، مثل الاكتئاب، الغضب، القلق أو العصبية. قد يصبح الطفل أكثر انطوائية أو متوترًا، أو على العكس، قد يظهر سلوكًا مفرطًا في النشاط وعدم القدرة على الاسترخاء.

قد يُظهر الطفل أيضًا سلوكيات غير لائقة أو مبالغ فيها قد تكون بعيدة عن طبيعته، مثل الحديث عن مواضيع جنسية بشكل غير معتاد أو التحدث عن أماكن خاصة أو جسدية بطريقة غير ملائمة لسنه.

2. مشاكل في النوم والأحلام المزعجة

الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي غالبًا ما يعانون من اضطرابات في النوم، مثل صعوبة النوم أو الاستيقاظ المفاجئ أثناء الليل. قد يُصاحب هذا القلق أحلامًا مزعجة أو كوابيس متكررة حول الموضوعات الجنسية أو مشاهد غير مرغوب فيها.

من الأعراض المصاحبة لهذه الاضطرابات قد يكون الخوف من الذهاب إلى الفراش أو التوتر الشديد عند الحديث عن النوم وحده في مكان معين. إذا كانت هذه العلامات تتكرر، قد يكون ذلك مؤشراً على شيء غير طبيعي.

3. الانسحاب الاجتماعي والانعزال

من أبرز الدلائل على أن الطفل قد يكون قد تعرض للتحرش الجنسي هو تراجع تفاعله الاجتماعي. قد يبتعد الطفل عن الأنشطة الاجتماعية التي كان يحبها، مثل اللعب مع الأصدقاء أو المشاركة في الأنشطة المدرسية. يمكن أن يُظهر الطفل أيضًا تراجعًا في ثقته بالنفس ويفضل البقاء بمفرده في أوقات فراغه.

قد يتجنب الطفل أيضًا بعض الأشخاص أو الأماكن التي قد تذكره بتجربة مؤلمة، أو يظهر خوفًا غير مبرر من شخص معين. في بعض الحالات، قد يبدأ الطفل في تجنب الحديث عن تجاربهم أو إخفاء مشاعره بشكل مبالغ فيه.

4. التغيرات الجسدية والتغيرات في سلوك النظافة الشخصية

من الممكن أن تكون هناك تغيرات جسدية غير مفسرة في جسم الطفل، مثل تورم أو تهيج في المناطق الحساسة، أو الشكوى من الألم أثناء التنظيف أو الاستحمام. قد يظهر الطفل أيضًا سلوكًا غير معتاد في ما يتعلق بالنظافة الشخصية، مثل الإفراط في التنظيف أو تجنب غسل نفسه.

عند ملاحظة أي من هذه التغيرات الجسدية أو السلوكية، يجب أخذ الحذر والبحث عن تفسيرات أخرى، حيث يمكن أن تكون مؤشرًا على تعرض الطفل لمعاملة غير لائقة.

5. تغيرات في أداء الطفل الدراسي أو العقلي

يُلاحظ على الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي تراجعًا في أدائهم الدراسي. قد يصبحون أقل تركيزًا في الصف، يظهرون ضعفًا في الانتباه أو صعوبة في الفهم، ويتأثرون عاطفيًا نتيجة لما يمرون به. قد ينخفض مستوى ثقتهم بأنفسهم، مما يؤدي إلى تدهور في قدرتهم على التعامل مع الأمور الأكاديمية.

يؤدي الانزعاج النفسي الذي يعيشه الطفل إلى تأثيرات ملحوظة على مهاراتهم الحركية أو حتى الفكرية، مثل صعوبة في التركيز أو الخوف من الإجابة على الأسئلة.

6. مشكلات في السلوك الجنسي

من العلامات الخطيرة التي قد تشير إلى أن الطفل تعرض للتحرش الجنسي هي ظهور سلوك جنسي غير مناسب. قد يتصرف الطفل بطريقة تُظهر معرفة بالموضوعات الجنسية التي تتجاوز عمره أو مستواه العقلي. قد يحاول الطفل تقليد سلوكيات جنسية أو يتصرف بطريقة مبالغ فيها تجاه الآخرين.

إذا كان الطفل يظهر اهتمامًا غير لائق بمسائل تتعلق بالجنس، أو يتصرف بطريقة غير طبيعية نحو الآخرين، يجب التحقيق في الأمر بحذر واهتمام.

7. فقدان الثقة في الأشخاص البالغين

من الممكن أن يفقد الطفل الثقة في الأشخاص البالغين، خاصةً إذا كانوا جزءًا من الحلقة الاجتماعية التي تعرض فيها للتحرش. قد يصبح الطفل شديد الحذر أو يرتاب في تصرفات الأشخاص المقربين منه، مثل الأبوين، المعلمين أو الأقارب.

هذا التغير في سلوك الطفل قد يعبر عن محاولاته لحماية نفسه من إعادة التجربة المؤلمة، لذلك يجب مراقبة سلوك الطفل وتقديم الدعم اللازم له بشكل مستمر.

8. التبول اللاإرادي أو مشاكل في الأكل

يُلاحظ في بعض الحالات أن الأطفال الذين تعرضوا للتحرش الجنسي يعانون من مشاكل في التحكم في التبول، مثل التبول اللاإرادي بشكل غير معتاد، حتى في حالة وجودهم في أعمار لا يكون فيها التبول اللاإرادي أمرًا طبيعيًا. قد يظهر الطفل أيضًا اضطرابات في الشهية، مثل تناول الطعام بشكل مفرط أو فقدان الشهية تمامًا.

تُعد هذه التغيرات في سلوك الطفل جزءًا من الطريقة التي يعبر بها عن قلقه الداخلي أو معاناته النفسية الناتجة عن التجربة الصادمة.

9. الشعور بالخجل والذنب

من الأعراض النفسية الأخرى التي قد تظهر على الطفل هو شعوره بالخجل أو الذنب. قد يشعر الطفل بأن ما حدث له كان خطأه، أو قد يشعر بالمسؤولية عن الحادثة، وهو ما ينعكس على سلوكه بشكل عام. قد يتجنب الطفل التحدث عن التجربة أو إخبار أحد بها خوفًا من إلقاء اللوم عليه.

10. إظهار علامات من التحدي أو السلوك العدواني

أحيانًا قد يظهر الطفل سلوكًا عدوانيًا أو يتصرف بتحدٍ تجاه الأشخاص المقربين منه، مثل العنف ضد الإخوة أو الصدّ العنيف تجاه المحيطين به. قد يشير هذا إلى أن الطفل يحاول التعبير عن مشاعر الغضب أو عدم الأمان، وقد يكون محاولة للهروب من مشاعر العجز أو الخوف التي يعاني منها.

قد يكون هذا السلوك ناتجًا عن محاولات الطفل للسيطرة على وضعه أو الدفاع عن نفسه بطريقة عدوانية، خاصة إذا كان قد تعرض لتحرش من شخص بالغ أو أحد المقربين.

الخلاصة

إن التعرف المبكر على علامات تعرض الطفل للتحرش الجنسي يمكن أن يساعد في التدخل السريع وتوفير الدعم النفسي والجسدي اللازم له. يجب على الأبوين والمربين أن يكونوا على دراية بتلك العلامات وأن يسعوا إلى تقديم بيئة آمنة وصحية للأطفال، حيث يمكنهم التعبير عن أنفسهم بحرية دون خوف من الاعتداء أو الإساءة.