أنواع البواسير وعلاجها الفعّال

أنواع البواسير وأسبابها وأعراضها وطرق علاجها

تعد البواسير من الأمراض الشائعة التي تصيب الأفراد من مختلف الأعمار والجنسيات. وهي تتمثل في تورم الأوردة الموجودة في منطقة الشرج والمستقيم، مما يسبب شعورًا بعدم الراحة وأحيانًا ألمًا شديدًا. تختلف أنواع البواسير باختلاف موقعها وأسبابها، وفي هذا المقال سنتناول أنواع البواسير، الأسباب المحتملة وراء الإصابة بها، الأعراض المصاحبة لها، بالإضافة إلى طرق الوقاية والعلاج.

أنواع البواسير

البواسير بشكل عام يمكن تقسيمها إلى نوعين رئيسيين: البواسير الداخلية والبواسير الخارجية. لكن هناك أيضًا نوع آخر من البواسير يُسمى “البواسير المختلطة” التي تجمع بين الأعراض المميزة للنوعين. في السطور التالية، سوف نتناول كل نوع على حدة بالتفصيل:

1. البواسير الداخلية

البواسير الداخلية هي تلك التي تقع داخل القناة الشرجية، ولا يمكن رؤيتها من الخارج. تتكون هذه البواسير عندما تتورم الأوردة الموجودة داخل المستقيم. في البداية، قد لا تسبب البواسير الداخلية أي ألم، ولكن مع مرور الوقت قد تبدأ في النزيف، خاصة أثناء التبرز.

أعراض البواسير الداخلية:

• النزيف: يتمثل في نزول دم أحمر فاتح أثناء التبرز.

• الشعور بالحكة: قد يشعر المريض بحكة في منطقة الشرج نتيجة التهيج الناتج عن البواسير.

• الشعور بوجود كتلة: في بعض الحالات قد يشعر المريض بوجود كتلة صغيرة في الشرج.

• الألم الخفيف: لا يعاني معظم المصابين بالبواسير الداخلية من الألم إلا في حال حدوث التهاب أو جلطة دموية.

المراحل المختلفة للبواسير الداخلية:

البواسير الداخلية تمر بعدة مراحل تختلف فيها شدة الأعراض:

• المرحلة الأولى: تكون البواسير داخل المستقيم ولا تخرج خارج فتحة الشرج.

• المرحلة الثانية: قد تخرج البواسير من الشرج أثناء التبرز ثم تعود تلقائيًا إلى مكانها بعد التبرز.

• المرحلة الثالثة: تخرج البواسير من الشرج أثناء التبرز ولا تعود تلقائيًا، ويحتاج المريض إلى إدخالها يدويًا.

• المرحلة الرابعة: تكون البواسير خارج الشرج ولا يمكن إعادتها إلى مكانها بسهولة، مما يتطلب علاجًا فوريًا.

2. البواسير الخارجية

تحدث البواسير الخارجية عندما تتورم الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج وتصبح مرئية. قد تكون هذه البواسير مؤلمة للغاية، خاصة إذا حدثت فيها جلطة دموية.

أعراض البواسير الخارجية:

• الألم الحاد: يتمثل في ألم شديد أثناء التبرز أو حتى أثناء الجلوس لفترات طويلة.

• التورم: قد تظهر كتلة متورمة في منطقة الشرج.

• الحكة: الحكة المستمرة في منطقة الشرج.

• النزيف: قد يظهر نزيف أثناء التبرز.

3. البواسير المختلطة

كما هو واضح من اسمها، البواسير المختلطة هي مزيج بين البواسير الداخلية والخارجية. في هذا النوع من البواسير، قد يعاني المريض من أعراض كلا النوعين، مما يزيد من تعقيد الحالة.

أعراض البواسير المختلطة:

• مزيج من الأعراض المذكورة في البواسير الداخلية والخارجية، مثل النزيف، والألم، والحكة، والشعور بوجود كتلة.

• قد تظهر هذه الأعراض بشكل دوري أو مستمر، وقد تتفاوت شدة الأعراض وفقًا للمرحلة التي وصل إليها المرض.

أسباب البواسير

تعد الأسباب الرئيسية للإصابة بالبواسير متعددة ومتنوعة. يتأثر العديد من الأفراد بعوامل وراثية، بينما قد تساهم بعض العوامل البيئية في زيادة خطر الإصابة. ومن أبرز هذه الأسباب:

1. الإمساك المزمن

يعد الإمساك من أبرز أسباب الإصابة بالبواسير. عندما يعاني الشخص من صعوبة في التبرز، قد يضطر إلى الضغط بشكل زائد أثناء التبرز، مما يزيد من الضغط على الأوردة الشرجية ويساهم في تورمها.

2. الحمل

خلال فترة الحمل، يزداد الضغط على منطقة الحوض بسبب نمو الجنين. هذا الضغط يمكن أن يسبب تمدد الأوردة في منطقة الشرج ويؤدي إلى البواسير. كما أن التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تساهم في حدوث البواسير.

3. الجلوس لفترات طويلة

الجلوس لفترات طويلة، سواء أثناء العمل أو في الأنشطة اليومية، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الشرج والمستقيم، مما يسهم في ظهور البواسير.

4. الرفع المتكرر للأشياء الثقيلة

الأشخاص الذين يقومون برفع أشياء ثقيلة بشكل متكرر معرضون للإصابة بالبواسير بسبب الضغط الزائد على الأوردة في المنطقة الشرجية.

5. التقدم في العمر

كلما تقدم الشخص في العمر، زادت احتمالية الإصابة بالبواسير. مع تقدم السن، تصبح الأنسجة التي تدعم الأوعية الدموية في منطقة الشرج والمستقيم أكثر ضعفًا، مما يسهل تورم الأوردة.

6. السمنة

زيادة الوزن تعتبر من العوامل المساعدة في الإصابة بالبواسير، حيث يزداد الضغط على منطقة الشرج بسبب وزن الجسم الزائد.

أعراض البواسير

تختلف أعراض البواسير بشكل كبير اعتمادًا على نوع البواسير وموقعها. ومن أبرز الأعراض التي قد يعاني منها المصاب بالبواسير:

1. النزيف الشرجي: يعتبر النزيف من أبرز أعراض البواسير. يحدث النزيف عندما يتعرض الوريد المصاب لتمزق أثناء التبرز.

2. الحكة والتهيج: قد يشعر الشخص بحكة شديدة في منطقة الشرج بسبب تهيج الجلد الناتج عن الإفرازات التي تتسرب من الأوردة المتورمة.

3. الألم: يحدث الألم بشكل خاص عند الجلوس أو التبرز، ويتراوح من ألم خفيف إلى ألم شديد جدًا.

4. الشعور بوجود كتلة: قد يشعر المريض بوجود كتلة أو تورم في منطقة الشرج، وهو غالبًا ما يكون ناتجًا عن البواسير الخارجية أو المرحلة المتقدمة من البواسير الداخلية.

5. الإفرازات المخاطية: قد يحدث إفراز مفرط من المخاط نتيجة الضغط على الأوردة في منطقة الشرج.

طرق الوقاية والعلاج

لحسن الحظ، يمكن الوقاية من البواسير وتخفيف أعراضها من خلال اتباع بعض الإجراءات الوقائية والعلاجية:

1. الوقاية من البواسير

• شرب كميات كافية من الماء: يساعد شرب الماء بانتظام على تجنب الإمساك، مما يقلل من خطر الإصابة بالبواسير.

• تناول الأطعمة الغنية بالألياف: يساعد تناول الأطعمة الغنية بالألياف على تحسين حركة الأمعاء، وبالتالي الوقاية من الإمساك.

• ممارسة التمارين الرياضية: يساعد النشاط البدني المنتظم على تعزيز الدورة الدموية وتقوية عضلات الحوض، مما يساهم في الوقاية من البواسير.

• تجنب الجلوس لفترات طويلة: يجب أخذ فترات راحة منتظمة خلال الجلوس لفترات طويلة، خاصة في العمل أو أثناء القيادة.

• تجنب الضغط أثناء التبرز: من المهم تجنب الضغط الزائد أثناء التبرز، حيث يمكن أن يسبب ذلك تهيج الأوردة.

2. العلاج الطبي للبواسير

• الأدوية المسكنة: في بعض الحالات، يمكن استخدام أدوية مسكنة للألم لتخفيف الأعراض.

• المراهم والكريمات الموضعية: يمكن استخدام مراهم وكريمات تحتوي على مواد مضادة للالتهابات لتقليل التورم وتخفيف الألم.

• العلاج بالليزر: في الحالات المتقدمة من البواسير، قد يوصي الطبيب باستخدام العلاج بالليزر لإزالة الأنسجة المصابة.

• الجراحة: في الحالات التي لا تنجح فيها العلاجات الأخرى، قد يحتاج المريض إلى إجراء عملية جراحية لإزالة البواسير.

الخاتمة

تعد البواسير من الأمراض الشائعة التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الشخص المصاب. بالرغم من أنها قد تكون مزعجة ومؤلمة في بعض الحالات، إلا أنه يمكن الوقاية منها والتعامل معها من خلال تبني نمط حياة صحي واتباع العلاجات المناسبة.