علامات الاحتراق المهني وطرق التعامل

7 علامات شائعة للاحتراق المهني وكيفية التعامل معها

يُعد الاحتراق المهني أحد أكثر القضايا الصحية والنفسية التي تؤثر على الأفراد في مختلف المجالات المهنية. مع زيادة متطلبات العمل، وضغط الحياة اليومية، وأعباء المسؤوليات، يعاني الكثير من الأفراد من أعراض الاحتراق المهني أو “الاحتراق النفسي”، وهي حالة تتميز بالتوتر والإرهاق العاطفي والجسدي الناتج عن الإجهاد المستمر في العمل. على الرغم من أن الاحتراق المهني يمكن أن يصيب أي شخص في مختلف المهن، إلا أن هناك علامات معينة تدل على بداية هذه الحالة. في هذا المقال، سنستعرض سبع علامات شائعة للاحتراق المهني وكيفية التعامل معها.

1. الشعور بالإرهاق المستمر

من أبرز علامات الاحتراق المهني هو الشعور بالإرهاق المستمر الذي لا يختفي حتى بعد فترات الراحة أو العطلات. قد يبدأ الفرد في الشعور بأنه لا يستطيع أداء مهامه اليومية بشكل طبيعي أو يعاني من نقص الطاقة طوال الوقت، سواء كان في العمل أو في حياته الشخصية. يُظهر الشخص المصاب بالاحتراق المهني عدم القدرة على التحفيز للقيام بالأنشطة المعتادة، مما يؤثر بشكل كبير على أدائه وجودة حياته.

كيفية التعامل مع الإرهاق المستمر:

• تنظيم الوقت: من الضروري أن يخصص الشخص وقتًا للراحة والأنشطة التي تعيد شحن طاقته.

• الراحة الجسدية والنفسية: أخذ فترات راحة قصيرة خلال اليوم أو الخروج في عطلة قصيرة قد يساعد في استعادة النشاط.

• النوم الجيد: يعتبر النوم أحد العوامل الأساسية في استعادة الحيوية. يجب على الفرد التأكد من حصوله على قسط كافٍ من النوم، خاصة في فترات التوتر.

2. الانفصال العاطفي عن العمل

الشعور بالعزلة أو الانفصال العاطفي عن العمل هو علامة قوية على الاحتراق المهني. يبدأ الأفراد في الابتعاد عاطفيًا عن الزملاء والمهام، ويشعرون بأنهم غير قادرين على الاتصال أو الاستجابة لمتطلبات العمل بنفس الحماس الذي كانوا عليه في السابق. هذا الانفصال قد يتجسد في القلق المستمر حول العمل أو الشعور بالعجز عن إتمام المهام الموكلة إليهم.

كيفية التعامل مع الانفصال العاطفي:

• التحقق من المشاعر: الاعتراف بالمشاعر السلبية قد يساعد في معالجة المشكلة. يمكن أن يتضمن ذلك التحدث مع شخص موثوق به أو الحصول على استشارة نفسية.

• إعادة تقييم الأهداف المهنية: قد يساعد وضع أهداف جديدة ومتوازنة تتماشى مع قيم الشخص وأهدافه الشخصية على تجديد الحماس.

• تحفيز الذات: البحث عن أساليب جديدة للتعامل مع المهام التي تبدو مملة أو متعبة قد يعيد الشعور بالاتصال بالعمل.

3. التدهور في الأداء المهني

يشعر الأفراد الذين يعانون من الاحتراق المهني بتدهور ملحوظ في أدائهم المهني، حيث يواجهون صعوبة في إتمام مهامهم كما كانوا يفعلون سابقًا. قد تزداد الأخطاء وتقل القدرة على التركيز، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات الإنتاجية والفعالية في العمل. قد يبدأ الأفراد في الشعور بالقلق بشأن قدرتهم على الوفاء بمسؤولياتهم.

كيفية التعامل مع التدهور في الأداء:

• طلب الدعم: إذا كان الشخص يواجه صعوبة في إدارة المهام، فمن المهم أن يطلب الدعم من زملائه أو مديره لتخفيف العبء.

• تقسيم المهام الكبيرة: تقسيم المهام الكبيرة والمعقدة إلى خطوات أصغر قد يساعد في تقليل التوتر ويزيد من القدرة على إتمامها.

• التدريب على إدارة الوقت: يمكن للبرامج التدريبية على إدارة الوقت أن تساعد الأفراد في تعلم كيفية تنظيم مهامهم بشكل أفضل.

4. الشعور بالعجز وفقدان السيطرة

الشعور بالعجز وفقدان القدرة على التحكم في مجريات العمل هو أحد الأعراض النفسية الواضحة للاحتراق المهني. يبدأ الأفراد في الشعور بأنهم لا يملكون القدرة على التأثير في حياتهم المهنية أو حل المشكلات التي يواجهونها. قد يترافق ذلك مع مشاعر من الإحباط والغضب، مما يزيد من التوتر النفسي.

كيفية التعامل مع الشعور بالعجز:

• تحديد الأولويات: تحديد ما هو الأهم والتركيز عليه يمكن أن يساعد في استعادة الشعور بالتحكم.

• تقنيات الاسترخاء: تقنيات مثل التأمل والتنفس العميق تساعد في تقليل مستويات القلق وتحسين القدرة على اتخاذ القرارات.

• تقبل الواقع: في بعض الأحيان، يتطلب الأمر قبول الواقع كما هو دون محاولة السيطرة على كل شيء. قد يساعد ذلك في تقليل الضغط النفسي.

5. انخفاض الرغبة في التواصل الاجتماعي

من الأعراض الشائعة للاحتراق المهني انخفاض الرغبة في التفاعل مع الزملاء أو الأصدقاء. يعاني الأفراد من شعور بالعزلة، وتقل رغبتهم في الانخراط في الأنشطة الاجتماعية. قد يصبح الشخص غير مهتم بالاحتفاظ بعلاقات قوية أو قد يشعر بأنه لا يملك طاقة كافية للتواصل مع الآخرين.

كيفية التعامل مع العزلة الاجتماعية:

• إعادة بناء الروابط الاجتماعية: حاول أن تشارك في الأنشطة الاجتماعية التي تمنحك شعورًا بالراحة والراحة.

• التفاعل الإيجابي: حاول الانخراط في محادثات إيجابية مع الزملاء أو الأصدقاء. قد يساعد ذلك في تخفيف الشعور بالعزلة.

• التواصل مع أناس إيجابيين: قد يساعد التواصل مع أشخاص داعمين في تحسين الحالة النفسية وتخفيف الشعور بالوحدة.

6. مشاعر السلبية والانتقاد المفرط

أحد الأعراض التي يمكن أن تشير إلى الاحتراق المهني هو التطور المفاجئ لمشاعر سلبية نحو العمل أو الأشخاص المحيطين. قد يبدأ الشخص في النظر إلى كل شيء بشكل سلبي، بما في ذلك أداء الآخرين وأهداف المؤسسة. هذا النوع من التفكير قد يؤدي إلى تزايد مشاعر الانتقاد والشك في الذات.

كيفية التعامل مع السلبية والانتقاد المفرط:

• التفكير الإيجابي: محاولة التركيز على الجوانب الإيجابية في العمل والمحيط يمكن أن يساعد في تقليل التفكير السلبي.

• ممارسة الامتنان: كتابة قائمة بالأشياء التي تشعر بالامتنان تجاهها قد يساعد في تعديل التفكير السلبي وتحفيز النفس.

• التحدث عن المشاعر: التحدث عن هذه المشاعر مع أحد المقربين أو مستشار مهني قد يساعد في تحديد الأسباب الجذرية والتعامل معها.

7. التغييرات الجسدية والصحية

يؤثر الاحتراق المهني أيضًا على الصحة الجسدية. قد يعاني الأفراد من أعراض جسدية مثل الصداع المستمر، آلام الظهر، مشاكل في النوم، واضطرابات هضمية. هذه الأعراض تعتبر مؤشراً على أن الجسم قد بدأ في الاستجابة لضغوط العمل بشكل سلبي.

كيفية التعامل مع التغييرات الجسدية:

• الراحة الجسدية: التأكد من الحصول على فترات راحة كافية، مع الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم.

• الاسترخاء العضلي: يمكن لتقنيات مثل اليوغا أو التمدد أن تساعد في تقليل التوتر العضلي وتحسين الصحة العامة.

• التغذية السليمة: اتباع نظام غذائي متوازن يمكن أن يساعد في تعزيز القدرة على التحمل الجسدي والنفسي.

الخلاصة

تتطلب مواجهة الاحتراق المهني نهجًا شاملاً يجمع بين العناية بالصحة النفسية والجسدية، وتنظيم الوقت، والاستعانة بالدعم الاجتماعي والمهني. عندما يتم التعرف على علامات الاحتراق المهني مبكرًا، يصبح من الممكن اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من تأثيره والعودة إلى حياة مهنية وصحية متوازنة.