علامات الإصابة بهشاشة العظام

كيف تعرف أنك مصاب بهشاشة العظام؟

الهشاشة العظمية هي حالة مرضية تؤدي إلى ضعف العظام وزيادة قابليتها للكسر. من المعروف أن العظام تصبح أكثر هشاشة مع تقدم العمر، ولكن يمكن أن تحدث الهشاشة العظمية في أي مرحلة من مراحل الحياة، خاصة إذا كانت هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بها. في هذا المقال، سنتناول أعراض هشاشة العظام، طرق التشخيص، والعوامل التي تزيد من خطر الإصابة بها.

تعريف هشاشة العظام

تعتبر هشاشة العظام مرضًا مزمنًا يحدث عندما تصبح العظام ضعيفة وهشة بسبب انخفاض كثافتها المعدنية. هذه الحالة تزيد من احتمالية حدوث كسور العظام حتى بسبب الإصابات الطفيفة أو حتى دون وجود إصابة ظاهرة. العظام هي بنية حية تنمو وتتجدد باستمرار، وعند حدوث خلل في عملية تجديد العظام، تضعف العظام وتصبح أكثر عرضة للكسر.

أسباب هشاشة العظام

تتعدد الأسباب والعوامل التي تسهم في حدوث هشاشة العظام، منها:

1. التقدم في العمر: مع تقدم السن، ينخفض قدرة الجسم على تكوين العظام الجديدة، مما يؤدي إلى ضعف العظام. تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.

2. الجينات: تلعب الوراثة دورًا كبيرًا في احتمالية الإصابة بالمرض. إذا كان لديك أفراد في العائلة أصيبوا بهشاشة العظام، فإن احتمالية إصابتك تزيد.

3. التغذية: نقص الكالسيوم وفيتامين د يعتبران من العوامل الرئيسية التي تسهم في هشاشة العظام. الكالسيوم هو المعدن الأساسي لبناء العظام، بينما يساعد فيتامين د الجسم على امتصاص الكالسيوم بشكل فعال.

4. النشاط البدني: قلة النشاط البدني أو الخمول الجسدي يساهم في تقليل كثافة العظام. ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، خصوصًا التمارين التي تحمل وزن الجسم، تساعد في زيادة كثافة العظام.

5. الأدوية: بعض الأدوية مثل أدوية الكورتيكوستيرويد، التي تستخدم لعلاج الالتهابات والحالات المناعية، قد تزيد من خطر هشاشة العظام عند استخدامها لفترات طويلة.

أعراض هشاشة العظام

في كثير من الأحيان، لا تظهر أعراض واضحة على الأشخاص المصابين بهشاشة العظام في المراحل المبكرة من المرض. لكن مع تقدم المرض، تبدأ بعض الأعراض في الظهور، وقد تشمل:

1. الكسور المتكررة: أحد الأعراض الرئيسية التي قد تشير إلى هشاشة العظام هو حدوث كسور بسهولة، حتى نتيجة إصابات بسيطة. قد يحدث كسر في العظام مثل العمود الفقري أو الورك أو الرسغ بعد حادث بسيط.

2. آلام الظهر: يمكن أن تحدث آلام مزمنة في الظهر نتيجة كسور في فقرات العمود الفقري. هذه الكسور قد تحدث دون أن يدرك الشخص أنها قد تسببت في كسر العظم.

3. انخفاض الطول: مع مرور الوقت، قد يلاحظ المصابون بهشاشة العظام انخفاضًا في الطول نتيجة لحدوث كسور في فقرات العمود الفقري، مما يؤدي إلى انحناء العمود الفقري أو ما يعرف بـ “تحدب الظهر”.

4. الانحناء أو انحناء العمود الفقري: مع تقدم المرض، قد يبدأ العمود الفقري في الانحناء بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى التسبب في مشاكل في الوضعية والمظهر العام للجسم.

5. صعوبة الحركة أو فقدان المرونة: في بعض الحالات، قد يصعب على الأشخاص المصابين بالهشاشة الحركة بشكل طبيعي أو ممارسة الأنشطة اليومية بسبب آلام المفاصل أو الكسور.

تشخيص هشاشة العظام

يتم تشخيص هشاشة العظام عبر عدة طرق وأدوات طبية متقدمة، وأهمها:

1. فحص كثافة العظام (DEXA): يعد اختبار كثافة العظام باستخدام جهاز الأشعة السينية (DEXA) من الأدوات الأكثر دقة لتشخيص هشاشة العظام. يتيح هذا الاختبار قياس كثافة المعادن في العظام وتحديد مستوى هشاشة العظام.

2. الفحوصات السريرية والتاريخ الطبي: يبدأ الطبيب عادة بفحص شامل للحالة الصحية للمريض، بما في ذلك التاريخ الطبي العائلي، نمط الحياة، النظام الغذائي، والأدوية التي يتناولها الشخص.

3. الأشعة السينية: يمكن أن تُظهر الأشعة السينية الكسور أو التشوهات في العظام نتيجة الإصابة بهشاشة العظام. لكن هذا الفحص غالبًا لا يكشف عن التغيرات المبكرة التي قد تشير إلى هشاشة العظام.

4. التحاليل المخبرية: يمكن أن تساهم بعض التحاليل المخبرية في الكشف عن وجود مستويات منخفضة من الكالسيوم أو فيتامين د في الدم، والتي قد تؤدي إلى هشاشة العظام.

العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام

توجد عدة عوامل قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بهشاشة العظام، منها:

1. العمر: كلما تقدم الشخص في العمر، تزداد فرص الإصابة بهشاشة العظام. النساء فوق سن 65 عامًا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

2. الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام مقارنة بالرجال، خاصة بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض مستويات الإستروجين.

3. النظام الغذائي: نقص التغذية المناسبة، خاصة الكالسيوم وفيتامين د، يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام. أيضًا، استهلاك الكحول بشكل مفرط أو التدخين قد يساهم في تدهور صحة العظام.

4. قلة النشاط البدني: قلة النشاط البدني أو عدم ممارسة التمارين التي تحمل وزن الجسم، مثل المشي أو رفع الأثقال، قد تؤدي إلى ضعف العظام.

5. العوامل الوراثية: إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بهشاشة العظام، فإن فرصة إصابتك تزداد. يعتبر الوراثة أحد العوامل الرئيسية في الإصابة بهذا المرض.

الوقاية من هشاشة العظام

للوقاية من هشاشة العظام، يمكن اتخاذ عدة خطوات وقائية لتقليل مخاطر الإصابة:

1. الحفاظ على نظام غذائي صحي: من المهم تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين د، مثل الألبان، الأسماك، والخضروات الورقية. يُوصى بتناول مكملات فيتامين د إذا كنت تعاني من نقص فيه.

2. ممارسة التمارين الرياضية: تمارين تقوية العظام مثل المشي، الركض، ورفع الأثقال تساعد في زيادة كثافة العظام وتحسين قوتها.

3. التوقف عن التدخين وتقليل الكحول: يمكن أن يؤثر التدخين والكحول سلبًا على صحة العظام. لذا، ينصح بتقليل استهلاك الكحول والتوقف عن التدخين للحفاظ على العظام قوية وصحية.

4. الفحص الطبي المنتظم: الفحص الدوري لكثافة العظام يمكن أن يساعد في اكتشاف المرض في مراحله المبكرة وبالتالي تجنب المضاعفات الخطيرة.

العلاج والتعامل مع هشاشة العظام

إذا تم تشخيص الشخص بهشاشة العظام، فإن العلاج يشمل عادة مزيجًا من الأدوية وتغيير نمط الحياة. الأدوية مثل البايفوسفونيتات تعمل على زيادة كثافة العظام وتقليل مخاطر الكسور. في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بعلاجات هرمونية أو مكملات غذائية لتحسين صحة العظام.

إلى جانب الأدوية، يساهم اتباع نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة والتغذية الجيدة في تحسين حالة العظام وزيادة قوتها. أيضًا، من المهم تجنب الإصابات من خلال اتخاذ تدابير الأمان مثل استخدام الأجهزة المساعدة في الحركة وتجنب السقوط.

الخلاصة

الهشاشة العظمية هي حالة صامتة في كثير من الأحيان، ولكن عندما تبدأ أعراضها في الظهور، يمكن أن تكون قد تسببت في ضرر كبير للعظام. من خلال الانتباه إلى الأعراض المبكرة، مثل الكسور المتكررة وآلام الظهر، والقيام بالفحوصات اللازمة، يمكن تجنب تفاقم الحالة. إذا كنت تشك في أنك قد تكون مصابًا بهشاشة العظام، من المهم أن تستشير الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة والبدء في العلاج المناسب.