أفضل علاج للكحة والبلغم
تُعد الكحة والبلغم من الأعراض الشائعة التي تصاحب العديد من الأمراض التنفسية، وتؤثر بشكل ملحوظ على جودة حياة المرضى. تُعتبر الكحة آلية دفاعية طبيعية للجهاز التنفسي، تهدف إلى طرد المخاط والمواد الغريبة من الممرات الهوائية. أما البلغم فهو المخاط الزائد الذي يُفرز في الرئتين أو الحلق نتيجة التهاب أو تهيج. ولعلاج هذين العرضين بفعالية، يجب فهم أسبابهما والطرق العلمية المثبتة التي تساعد على التخلص منهما أو تخفيفهما.
أسباب الكحة والبلغم
تنتج الكحة والبلغم من عدة أسباب متنوعة، منها:
-
العدوى الفيروسية أو البكتيرية: مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، الالتهاب الرئوي.
-
التهاب الشعب الهوائية: التهاب يسبب زيادة إفراز المخاط وتحفيز أعصاب الكحة.
-
الحساسية: التعرض لمسببات الحساسية مثل الغبار أو الدخان.
-
التدخين: يؤدي إلى تهيج الممرات التنفسية وزيادة إنتاج البلغم.
-
الأمراض المزمنة: مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
-
الجفاف: يقلل من ترطيب الأغشية المخاطية ويزيد من تهيج الحلق.
آلية علاج الكحة والبلغم
يتطلب علاج الكحة والبلغم معرفة نوع الكحة وسببها، فالكحة قد تكون جافة (غير مصحوبة بإفرازات) أو رطبة (مصحوبة بإفرازات مخاطية). علاج الكحة الجافة يختلف عن علاج الكحة الرطبة، حيث أن الأخيرة تستهدف إذابة المخاط وتسهيل خروجه.
مبادئ العلاج
-
ترطيب الجهاز التنفسي: يساعد على تخفيف اللزوجة وتسهيل طرد البلغم.
-
تسكين الحلق وتقليل الالتهاب: يساهم في تقليل التهيج الذي يحفز الكحة.
-
مضادات الالتهاب ومضادات العدوى: تستخدم حسب نوع العدوى.
-
تسهيل طرد المخاط: استخدام مذيبات البلغم التي تذيب المخاط وتخفف لزوجته.
-
تجنب المحفزات: كالتدخين، والغبار، والمواد المهيجة.
العلاجات الطبيعية للكحة والبلغم
تتميز العلاجات الطبيعية بفعاليتها، وقلة آثارها الجانبية، مما يجعلها خيارًا مفضلاً للكثيرين، وخاصة في الحالات غير الحادة.
العسل
يُعتبر العسل من أقدم وأشهر العلاجات المنزلية للكحة، لما له من خصائص مضادة للبكتيريا ومهدئة للحلق. أظهرت الدراسات أن تناول ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم يقلل من شدة الكحة ويُحسن جودة النوم.
الزنجبيل
الزنجبيل يحتوي على مركبات مضادة للالتهاب تساعد في تخفيف تهيج الحلق وتقليل إنتاج البلغم. يمكن تناوله كمشروب دافئ مع الليمون والعسل لتحسين الفعالية.
الأعشاب الطاردة للبلغم
مثل الزعتر، والبابونج، والعرقسوس، حيث تساعد هذه الأعشاب في تليين المخاط وتسهيل خروجه من الرئتين. يُفضل تحضيرها كشاي دافئ وشربها عدة مرات في اليوم.
البخار
استنشاق بخار الماء الساخن يساعد في ترطيب الممرات الهوائية وتخفيف لزوجة البلغم، مما يسهل طرده عبر الكحة.
السوائل الدافئة
شرب السوائل الدافئة مثل الشاي والأعشاب والمرق يساعد على ترطيب الحلق وتخفيف تهيجه، بالإضافة إلى تسييل البلغم.
العلاجات الدوائية للكحة والبلغم
في الحالات التي تستدعي التدخل الطبي، يوجد عدة أنواع من الأدوية التي تستخدم لعلاج الكحة والبلغم، يجب استخدامها تحت إشراف طبي.
مضادات السعال (Antitussives)
تستخدم لعلاج الكحة الجافة غير المنتجة، من خلال تثبيط مركز السعال في الجهاز العصبي. أشهر هذه الأدوية هي ديكستروميثورفان (Dextromethorphan). يجب تجنب استخدامها في حالة الكحة الرطبة لأنها قد تمنع طرد البلغم.
مذيبات البلغم (Expectorants)
تساعد على تخفيف لزوجة المخاط وجعله أقل التصاقًا، مما يسهل خروجه من الرئتين. أبرز هذه الأدوية هو الغايفينيسين (Guaifenesin).
مضادات الهيستامين
تستخدم في حالات الكحة الناتجة عن الحساسية، حيث تخفف من الالتهاب وتقلل من إنتاج المخاط.
المضادات الحيوية
تستخدم فقط في الحالات التي يثبت فيها وجود عدوى بكتيرية، ولا ينصح باستخدامها بشكل عشوائي لتجنب مقاومة البكتيريا.
الكورتيكوستيرويدات
تستخدم في حالات الالتهابات الشديدة أو الأمراض المزمنة مثل الربو، لتقليل الالتهاب وتحسين التنفس.
دور النظام الغذائي ونمط الحياة في علاج الكحة والبلغم
يلعب النظام الغذائي ونمط الحياة دوراً هاماً في تسريع الشفاء ومنع تفاقم الكحة والبلغم:
-
تجنب التدخين والملوثات الهوائية: تؤدي إلى تهيج الشعب الهوائية وزيادة إفراز المخاط.
-
زيادة شرب الماء: يحافظ على ترطيب الأغشية المخاطية ويمنع زيادة لزوجة البلغم.
-
تناول الأطعمة الغنية بفيتامين C: مثل الحمضيات والفلفل الأحمر، لتحسين المناعة وتقليل فترة التعافي.
-
الراحة الكافية: تساعد الجسم على مقاومة العدوى والشفاء.
-
رفع الرأس أثناء النوم: لتسهيل التنفس ومنع تراكم المخاط في الحلق.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يجب اللجوء إلى الطبيب في الحالات التالية:
-
استمرار الكحة لأكثر من 3 أسابيع.
-
وجود دم في البلغم.
-
صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر.
-
ارتفاع درجة الحرارة المصحوب بالكحة.
-
ظهور أعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو التعب الشديد.
جدول مقارن لأنواع الكحة وعلاجاتها
| نوع الكحة | السبب الشائع | العلاج الطبيعي | العلاج الدوائي |
|---|---|---|---|
| كحة جافة | التهاب غير مصحوب ببلغم | العسل، الزنجبيل، البخار | مضادات السعال (ديكستروميثورفان) |
| كحة رطبة (منتجة) | التهاب مع إنتاج بلغم | شرب السوائل الدافئة، الأعشاب | مذيبات البلغم (غايفينيسين) |
| كحة تحسسية | الحساسية | تجنب المحفزات، الأعشاب | مضادات الهيستامين |
| كحة مزمنة | أمراض مزمنة مثل الربو | تحسين نمط الحياة، البخار | الكورتيكوستيرويدات، موسعات الشعب |
خلاصة
الكحة والبلغم هما رد فعل طبيعي للجهاز التنفسي ضد المهيجات والعدوى، ويتطلب التعامل معه فهمًا دقيقًا للسبب وطبيعة الكحة. الجمع بين العلاجات الطبيعية والدوائية وفقًا للحالة الفردية يضمن أفضل نتائج علاجية. الحفاظ على نمط حياة صحي، والالتزام بالتدابير الوقائية يعزز من فعالية العلاج ويقلل من تكرار الأعراض. من الضروري التمييز بين الحالات البسيطة التي يمكن علاجها منزليًا والحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب لتجنب المضاعفات الخطيرة.
المصادر:
-
Mayo Clinic. (2023). Cough – Diagnosis and treatment. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/cough/diagnosis-treatment/drc-20351639
-
National Heart, Lung, and Blood Institute (NHLBI). (2023). What Is Cough? https://www.nhlbi.nih.gov/health-topics/cough
