علاج تقصف الشعر بطرق فعالة

علاج تقصف الشعر: الدليل الشامل للتخلص من الأطراف المتقصفة واستعادة صحة الشعر

تقصف الشعر هو أحد أكثر المشكلات الشائعة التي تؤرق الكثير من النساء والرجال على حد سواء، ويعد مؤشراً واضحاً على أن الشعر يعاني من ضعف بنيوي في بنيته الأساسية نتيجة التعرض لعوامل ضارة متراكمة. يظهر تقصف الشعر عادة في أطراف الشعر، ويمكن أن يمتد إلى منتصف الشعرة، مسبباً مظهراً هشاً وضعيفاً وباهتاً. لا يمكن التغاضي عن هذه المشكلة، ليس فقط لأسباب جمالية بل لأنها تعكس الحالة الصحية العامة للشعر. ومن الضروري التعامل معها بطرق علمية ومجربة لضمان نتائج فعالة ودائمة.

هذا المقال الموسع يقدم نظرة تفصيلية وعلمية حول أسباب تقصف الشعر، أنواعه، طرق الوقاية، وأهم العلاجات الطبيعية والطبية الفعالة التي تساهم في علاج المشكلة من الجذور.

أولاً: تعريف تقصف الشعر من الناحية العلمية

تقصف الشعر هو انقسام في ساق الشعرة ناتج عن تضرر الطبقة الخارجية الواقية (القشرة) وبالتالي انكشاف الجزء الداخلي من الشعرة (اللب). عندما تصبح الشعرة غير قادرة على الحفاظ على تماسكها البنيوي، تبدأ بالانقسام من الأطراف، وتفقد مرونتها ولمعانها وقوتها.

ثانياً: أسباب تقصف الشعر

لفهم كيفية علاج تقصف الشعر، لا بد أولاً من فهم العوامل التي تؤدي إلى هذه المشكلة، والتي تنقسم إلى عوامل خارجية وداخلية.

1. العوامل الخارجية

• الاستخدام المفرط للحرارة: مثل مجففات الشعر والمكواة وأدوات التمليس التي تؤدي إلى جفاف وفقدان الرطوبة من بنية الشعرة.

• الصبغات الكيميائية: تحتوي على مواد مؤكسدة مثل الأمونيا وبيروكسيد الهيدروجين، مما يؤدي إلى تآكل البروتينات الطبيعية في الشعر.

• التعرض المفرط لأشعة الشمس: خاصة في المواسم الحارة، حيث تتسبب الأشعة فوق البنفسجية في تحلل الكيراتين داخل الشعرة.

• غسل الشعر بمياه ساخنة أو مكلورة: يضعف الروابط البروتينية داخل الشعرة ويزيد من قابليتها للتكسر.

• التمشيط العنيف أو باستخدام أدوات حادة: يؤدي إلى تمزق القشرة الخارجية للشعرة.

2. العوامل الداخلية

• نقص الفيتامينات والمعادن: خاصة فيتامين A، B7 (البيوتين)، C، D، E والزنك والحديد.

• الاضطرابات الهرمونية: مثل اختلال الغدة الدرقية أو خلل في الهرمونات الأنثوية.

• نمط الحياة الغذائي السيء: قلة تناول البروتينات والدهون الصحية.

• الإجهاد النفسي المزمن: يؤدي إلى تقلبات في الدورة الدموية بفروة الرأس.

ثالثاً: أنواع تقصف الشعر

رابعاً: خطوات فعالة لعلاج تقصف الشعر

1. القص الدوري للأطراف

قص أطراف الشعر المتقصفة بمقدار 1 إلى 2 سم كل 6 إلى 8 أسابيع يساعد في منع انتقال التقصف من الأطراف إلى باقي الشعرة. القص يجب أن يتم بأدوات حادة جداً وبطريقة مائلة لتفادي فتح الشعر.

2. التوقف عن استخدام الحرارة بشكل مفرط

ينبغي تقليل استخدام الأدوات الحرارية، وعند الحاجة يجب استخدام واقٍ حراري لحماية الشعرة من التلف. يمكن استبدال التجفيف بالحرارة بالتجفيف الطبيعي.

3. العناية بالتغذية

ينبغي التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتينات (كالبيض، العدس، اللحوم)، الفيتامينات (كالسبانخ، الجزر، الحمضيات)، والمعادن الضرورية لصحة الشعر. يمكن تناول مكملات غذائية تحت إشراف طبي في حالات النقص الحاد.

4. تطبيق الزيوت الطبيعية

الزيوت تعتبر درعاً واقياً لبنية الشعرة وتحافظ على رطوبتها. من أفضل الزيوت لعلاج التقصف:

• زيت الأرغان: غني بفيتامين E والأحماض الدهنية التي تعيد للشعر مرونته ولمعانه.

• زيت جوز الهند: يخترق ساق الشعرة ويعيد بناء البروتينات التالفة.

• زيت الزيتون البكر: يحتوي على البوليفينولات التي تحمي الشعر من الأكسدة.

• زيت الجوجوبا: مشابه للزيوت الطبيعية لفروة الرأس ويقلل من الهيشان.

يُنصح بتطبيق هذه الزيوت كحمام زيت مرتين أسبوعياً.

5. استخدام الماسكات الطبيعية

الماسكات تلعب دوراً محورياً في ترميم الشعر. من أهمها:

• ماسك البيض والعسل: مصدر ممتاز للبروتين الطبيعي.

• ماسك الأفوكادو وزيت الزيتون: يرطب الشعر بعمق ويعيد مرونته.

• ماسك الزبادي وجل الصبار: يهدئ الفروة ويرمم الخلايا التالفة.

تُترك هذه الماسكات على الشعر من 30 إلى 60 دقيقة ثم تُغسل بالماء الفاتر.

خامساً: المنتجات الطبية المعتمدة لعلاج التقصف

يوجد العديد من المنتجات في السوق والتي تحتوي على مكونات نشطة لعلاج التقصف، ومن أبرزها:

ينبغي استخدام هذه المنتجات بانتظام واتباع تعليمات الشركة المصنعة بدقة.

سادساً: تجنب العادات السيئة التي تؤدي لتقصف الشعر

• ربط الشعر بشدة خاصة أثناء النوم.

• النوم على وسائد قطنية تسبب الاحتكاك، من الأفضل استخدام وسائد من الحرير أو الساتان.

• استخدام مشط ذو أسنان حادة أو بلاستيكي غير ناعم.

• تمشيط الشعر وهو مبلل دون استخدام مشط واسع الأسنان.

سابعاً: إجراءات متقدمة لعلاج الحالات الشديدة من التقصف

1. علاج الشعر بالبروتين

يُستخدم في الصالونات لعلاج الشعر التالف بسبب فقدان البروتينات الأساسية. يعتمد على تغليف الشعر بطبقة بروتينية تعيد بناء بنيته. يُفضل استخدامه كل 3 إلى 6 أشهر.

2. علاج الشعر بالكيراتين

يختلف عن البروتين بتركيبته التي تعيد استقامة الشعر أيضاً. يعالج التقصف ويقلل التجعد ويجعل الشعر أكثر نعومة ولمعاناً.

3. الميزوثيرابي للشعر

تقنية حديثة تعتمد على حقن فروة الرأس بمزيج من الفيتامينات والمغذيات لتعزيز نمو الشعر وتقويته من الجذور.

4. العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح (PRP)

تُستخلص البلازما من دم المريض وتُحقن في الفروة، مما يحفز على إنتاج خلايا جديدة تقوي بنية الشعر وتمنع تقصفه.

ثامناً: الروتين المثالي للعناية بالشعر المتقصف

تاسعاً: متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم أن تقصف الشعر غالباً ما يكون ناتجاً عن عادات خاطئة أو ظروف بيئية، إلا أن هناك حالات تستوجب التدخل الطبي، ومنها:

• استمرار التقصف رغم اتباع العلاجات المذكورة.

• تقصف يصاحبه تساقط شديد في الشعر.

• ظهور علامات على الفروة مثل الالتهاب أو القشور الكثيفة.

• أعراض تشير إلى أمراض داخلية مثل فقر الدم أو نقص الغدة الدرقية.

في مثل هذه الحالات، يُفضل زيارة طبيب الأمراض الجلدية أو أخصائي الشعر.

المراجع العلمية:

1. American Academy of Dermatology Association – Hair Care Tips for Healthy Hair

2. International Journal of Trichology – Hair Shaft Abnormalities and Their Relevance to Hair Disorders, 2021.