أضرار ضرس العقل المدفون
يعد ضرس العقل واحداً من أكثر الأسنان التي تثير القلق بين الناس، إذ يمكن أن يتسبب في مشكلات صحية متعددة نتيجة لموقعه المتأخر في الفم، وعادة ما يتم اكتشافه بعد فترة طويلة من ظهور الأسنان الأخرى. يتكون ضرس العقل عادة في مراحل متأخرة من سن المراهقة أو بداية العشرينات، ولكنه قد يواجه العديد من المشاكل الصحية، خصوصًا إذا كان مدفونًا أو مائلًا داخل الفك بشكل غير طبيعي. في هذا المقال، سنتناول جميع الأضرار المحتملة لضرس العقل المدفون، والعوامل التي تؤدي إلى تلك المشكلات، وكيفية التعامل معها.
ما هو ضرس العقل المدفون؟
ضرس العقل المدفون هو ضرس يظهر في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان، ويُعرف بأنه آخر ضرس يظهر في الفم ويأتي عادة في الجهة الخلفية للصفين العلوي والسفلي من الفك. يظهر ضرس العقل عادة في فترة المراهقة أو بداية العشرينات، لكن في بعض الحالات لا يظهر الضرس بشكل طبيعي ويظل مدفونًا في اللثة أو الفك بسبب عدم وجود مساحة كافية في الفك لاستقباله. يُعرف هذا النوع من الأضراس باسم “المدفون”، وقد يكون في وضع مائل أو معكوس.
الأسباب التي تؤدي إلى دفن ضرس العقل
تعد الأسباب التي تؤدي إلى دفن ضرس العقل متعددة، وتتراوح بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية، أبرزها:
-
نقص المساحة في الفك: في بعض الحالات، يكون حجم الفك غير كافٍ لاستيعاب ضرس العقل، مما يؤدي إلى دفنه تحت اللثة أو في الفك السفلي.
-
الأسنان المائلة أو المعكوسة: قد يتسبب ضرس العقل في نموه بشكل مائل أو معكوس داخل الفك نتيجة لقلة المساحة أو بسبب الضغط الذي يحدث من الأسنان المجاورة.
-
العوامل الوراثية: قد يكون حجم الفك ودرجة تطور الأسنان مرتبطة بالعوامل الوراثية. إذا كان أحد الوالدين قد عانى من مشكلة مماثلة، فقد تكون فرص إصابة الشخص بنفس المشكلة مرتفعة.
-
التأثيرات البيئية: يمكن أن تكون بعض العوامل البيئية، مثل الطعام الصلب أو العادات السيئة في العناية بالأسنان، من العوامل المؤثرة في نمو ضرس العقل.
الأضرار الصحية لضرس العقل المدفون
تسبب مشكلة ضرس العقل المدفون العديد من الأضرار الصحية التي قد تؤثر على صحة الفم بشكل عام. يمكن تلخيص هذه الأضرار في النقاط التالية:
1. التهابات اللثة
من أبرز الأضرار التي يعاني منها الشخص الذي لديه ضرس عقل مدفون هي التهابات اللثة. بما أن الضرس لا يخرج بشكل كامل أو يظهر جزئيًا فقط، فإنه يترك مساحة غير مغطاة تمامًا، ما يعزز تراكم الطعام والبكتيريا في هذه المنطقة. تتسبب هذه البكتيريا في التهاب اللثة حول الضرس، مما يؤدي إلى انتفاخ اللثة، احمرارها، وأحيانًا نزيفها. يمكن أن تؤدي هذه الالتهابات إلى تورم مؤلم، وفي حالات معينة، قد ينتشر الالتهاب إلى الأنسجة المحيطة.
2. الألم الشديد
من الأضرار الشائعة لضرس العقل المدفون هو الألم الذي يشعر به الشخص. قد يسبب الضرس المدفون ضغطًا على الأسنان المجاورة، مما يؤدي إلى ألم حاد في الفك أو في مناطق أخرى من الوجه. قد يزداد هذا الألم عند مضغ الطعام أو تنظيف الأسنان. في بعض الحالات، قد يكون الألم مستمرًا ومزمنًا.
3. تسوس الأسنان
نظرًا لوجود صعوبة في تنظيف المنطقة المحيطة بضرس العقل المدفون بشكل كامل، يمكن أن يحدث تسوس للأسنان المجاورة نتيجة تراكم بقايا الطعام والبكتيريا. هذا التسوس يمكن أن يؤثر سلبًا على الأسنان المحيطة ويؤدي إلى مشكلات صحية إضافية، مثل أمراض اللثة أو التهاب الجذور.
4. تشوهات في الفك والأسنان
في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب الضرس المدفون في ظهور أسنان أخرى بشكل مائل أو غير منتظم بسبب الضغط الذي يمارسه الضرس على الأسنان المجاورة. هذا الضغط يؤدي إلى مشاكل في محاذاة الأسنان أو تشوه الفك، مما يسبب صعوبة في المضغ أو فتح الفم.
5. تراكم الخراجات
في الحالات الشديدة من التهاب ضرس العقل المدفون، قد يتكون خراج (كيس مملوء بالسوائل) في منطقة الضرس. هذا الخراج قد يتسبب في تفاقم الألم، ويزيد من التورم في اللثة والفك. إذا لم يتم معالجة هذا الخراج بشكل سريع، فقد يؤدي إلى تلف في العظام أو الأنسجة المحيطة بالضرس.
6. الإصابة بأمراض اللثة
تعتبر أمراض اللثة من المشاكل الصحية الأخرى التي قد تتسبب فيها الأضراس المدفونة. إن التهاب اللثة المزمن حول الضرس المدفون قد يؤدي إلى تدهور حالة اللثة، مما قد يتسبب في تراجع اللثة وفقدان الأسنان في الحالات المتقدمة.
كيفية تشخيص ضرس العقل المدفون
تشخيص ضرس العقل المدفون غالبًا ما يكون بسيطًا عن طريق فحص طبيب الأسنان للفم باستخدام الأشعة السينية. يمكن أن تساعد الأشعة السينية في تحديد موقع الضرس المدفون، ومدى تأثيره على الأسنان المجاورة، واحتمالية وجود التهابات أو خراجات.
إذا شك الطبيب في وجود ضرس عقل مدفون، قد يُطلب إجراء صور شعاعية لفحص المسار الذي يسلكه الضرس ومدى تأثيره على الفك أو الأسنان المجاورة. بناءً على هذه الفحوصات، يمكن تحديد طريقة العلاج المناسبة.
العلاج والتعامل مع ضرس العقل المدفون
يعتمد علاج ضرس العقل المدفون على الحالة التي يعاني منها المريض. تتراوح الخيارات العلاجية بين العلاجات التحفظية والعمليات الجراحية.
1. المراقبة والانتظار
في بعض الحالات، إذا كان الضرس المدفون لا يسبب أي مشاكل واضحة أو ألم، فقد يقرر الطبيب مراقبة الوضع بشكل دوري، وذلك لمتابعة تطور الحالة والتأكد من عدم حدوث أي مشكلات جديدة.
2. الأدوية المضادة للبكتيريا والمضادة للالتهاب
إذا كان الضرس المدفون يسبب التهابات في اللثة أو ألمًا، فقد يصف الطبيب مضادات للبكتيريا أو أدوية مضادة للالتهابات للتخفيف من الأعراض. هذه الأدوية قد تكون مؤقتة ولا تعالج المشكلة بشكل دائم، ولكنها قد تساعد في تقليل الألم والالتهاب.
3. جراحة إزالة الضرس
في العديد من الحالات التي يتسبب فيها ضرس العقل المدفون في مشكلات صحية مستمرة، قد يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية لإزالة الضرس. تعد عملية إزالة ضرس العقل المدفون من الإجراءات الجراحية الشائعة في طب الأسنان، وتتم عادة تحت تأثير التخدير الموضعي أو العام.
يتم خلالها شق اللثة والأنسجة المحيطة للوصول إلى الضرس المدفون، ثم تتم إزالة الضرس بشكل دقيق. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى إزالة جزء من العظام المحيطة بالضرس.
4. التقويم
في بعض الحالات التي يؤثر فيها الضرس المدفون على أسنان أخرى، قد يُنصح باستخدام تقويم الأسنان لتقويم الأسنان المتضررة. يساعد هذا في إعادة محاذاة الأسنان وتحقيق التنسيق المناسب في الفك.
الخلاصة
ضرس العقل المدفون هو حالة شائعة تؤثر على العديد من الأشخاص، وقد يتسبب في مشكلات صحية تتراوح من التهابات وألم شديد إلى مشاكل في محاذاة الأسنان والفك. لذلك، من المهم أن يتم تشخيص هذه المشكلة في مراحلها المبكرة وتحديد العلاج المناسب بناءً على درجة التأثير. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي لإزالة الضرس المدفون، في حين قد تتطلب الحالات البسيطة مجرد المراقبة والتقليل من الأعراض.
