في كتابه الرائع بعنوان “عقل طه في قلب نزار”، يأخذنا الكاتب محمد السحيمي في رحلة مثيرة ومفصلة نحو الأفق الثقافي والفكري للعقل الفذ، طه حسين. تتناول هذه السطور الأنيقة والمعبّرة تفاصيل وجوانب من حياة وأفكار طه حسين، التي طالما كانت محط اهتمام الدارسين، إلا أنها ظلت غائبة عن أضواء البحث بشكل كاف.
يفتتح السحيمي كتابه بتسليط الضوء على السبب الرئيسي وراء تناوله لهذا الموضوع الذي يتعلق بتفحص قراءة طه حسين للشعر العربي، رغم أن تخصصه الأساسي كان في مجال التأريخ. يشير السحيمي إلى أهمية هذا النقل الفكري ويفتح الباب أمام تساؤلات حول دوافع طه حسين لاستكشاف عالم الشعر وترك ميدان تخصصه الأكاديمي الأصلي.
على مدى خمسة فصول، يقودنا السحيمي ببراعة إلى فهم أعماق طه حسين وتأملاته في عالم الأدب والفنون. يطرح الكاتب تساؤلات نقدية حول الدراسات السابقة التي اكتفت بتسليط الضوء على شخصية طه حسين دون استكشاف أفق أفكاره. يبرز السحيمي الجوانب المهملة والتي لم تحظَ بالاهتمام الكافي في البحوث السابقة، مما يضيف طابعًا فريدًا للكتاب ويجعله مرجعًا هامًا للباحثين وطلاب الأدب.
يتنقل القارئ خلال صفحات هذا الكتاب الذي يمتد لـ 368 صفحة بين طيات تاريخ طه حسين وتأملاته الشعرية. يتخلل النص أفكار نقدية تحلل بعمق علاقة طه حسين بالشعر العربي وكيف أثرت هذه القراءات على تطوير أفكاره الفنية والثقافية.
صدر هذا الكتاب عن مؤسسة الانتشار العربي في عام 2016، وقد وضعت المؤسسة غلافًا ورقيًا رائعًا يعكس بأناقته جمال المحتوى الفكري الذي يحمله الكتاب. يُصنف الكتاب تحت فئة الفنون، وتحديدًا في فرع النقد الفني، مما يضيف له طابعًا فريدًا في ساحة الأدب والفنون العربية.
باختصار، يُعتبر كتاب “عقل طه في قلب نزار” لمحمد السحيمي مصدرًا أساسيًا لكل من يرغب في فهم عمق فكر طه حسين وتأثير الشعر العربي على تطوره الفكري، ويثبت مكانته كعمل مميز يستحق التقدير في ميدان الدراسات الأدبية والثقافية.