في ظل التحديات الجمّة التي تواجه المجتمعات المعاصرة، باتت قضايا العنف التي يتعرض لها الأطفال في مختلف جوانب حياتهم من الموضوعات الحيوية التي تستدعي اهتمامًا ومناقشة مستفيضة. من هذا المنطلق، قدم دومينيك كابيلو، الذي يُعرف بدوره الرائد في تطوير برامج تعليمية للأهالي تحت مظلة الجمعية الوطنية للتعليم بعنوان “هل يمكننا التحدث؟”، إسهاماً قيماً من خلال كتابه “عشر محادثات يجب أن يجريها الآباء مع أطفالهم حول العنف”.
يهدف هذا الكتاب إلى تسليح الأهالي بالأدوات والمعرفة اللازمة لمواجهة ومناقشة مسألة العنف التي قد يصادفها أطفالهم في الحياة اليومية. يستند كابيلو في تقديمه للمعلومات على سيناريوهات من الحياة الواقعية، مما يسهم في جعل المحادثات المقترحة أكثر تطبيقية وفاعلية. يشتمل الكتاب على عشر محادثات منظمة تهدف إلى تهيئة الأطفال للتعامل مع مظاهر العنف المختلفة، سواء في المدرسة، أو عبر وسائل الإعلام مثل التلفزيون والإنترنت، أو حتى ضمن النطاق الأسري.
صدر هذا العمل في أبريل من عام 2000 عن دار نشر “هايبريون”، وقد لاقى ترحيباً واسعاً، ما يعكس الحاجة الماسة للمواد التثقيفية التي تعالج قضايا العنف من منظور يُراعي حساسية وخصوصية الأطفال. تُظهر مبادرة كابيلو في تأليف هذا الكتاب التزامًا صادقًا بتعزيز الوعي الأسري وتمكين الآباء من أداء دورهم التربوي بكفاءة في مواجهة التحديات الاجتماعية الراهنة.
يُعد الكتاب مورداً قيماً للأهالي والمربين على حد سواء، إذ يقدم منهجاً شاملاً يساعد في بناء جسور التواصل بين الآباء وأبنائهم حول موضوعات قد تبدو صعبة أو معقدة. إن التركيز على إقامة حوار مفتوح وبنّاء يُمكّن الأطفال من فهم العنف وتأثيراته ويعلمهم كيفية التعامل معه بطريقة صحية وواعية.
إضافة إلى ذلك، يتيح الكتاب للأهالي فرصة لاستكشاف وتحليل دوافع العنف وأشكاله المختلفة، بما في ذلك العنف الأسري والمدرسي والإلكتروني، مقدمًا بذلك إطاراً شاملاً يسهم في تربية جيل قادر على التعايش بسلام واحترام متبادل. من خلال الاستعانة بالمناقشات الموجهة والأمثلة العملية، ينجح كابيلو في تقديم مقاربة تربوية متكاملة تؤكد على أهمية الدور الذي يمكن للحوار الأسري أن يلعبه في تشكيل وعي الأطفال وتحصينهم ضد مختلف أشكال العنف.
في ختام الأمر، يمثل كتاب “عشر محادثات يجب أن يجريها الآباء مع أطفالهم حول العنف” مساهمة هامة في مجال التوعية الأسرية والتربية على السلام. إنه يعكس التزام الجمعية الوطنية للتعليم والمؤلف بتعزيز الحوار الأسري كأداة أساسية لبناء مجتمع أكثر أمانًا وتفهمًا، مما يجعله مصدرًا لا غنى عنه لكل من يسعى لمو