عدد مفاصل جسم الإنسان ووظائفها

عدد مفاصل جسم الإنسان: نظرة شاملة على وظائفها وأهميتها

يعتبر الجهاز الهيكلي في جسم الإنسان من الأنظمة الأساسية التي تساهم في الحفاظ على استقرار الجسم وقدرته على الحركة. يتكون هذا الجهاز من العظام التي تتصل ببعضها البعض عن طريق المفاصل، وهي الأماكن التي تسمح بحركة أجزاء الجسم المختلفة. تختلف المفاصل في شكلها ووظيفتها، ويعتمد ذلك على موقعها والوظائف التي تؤديها. في هذا المقال، سوف نتناول أنواع المفاصل في جسم الإنسان وعددها، مع التركيز على وظائفها وأنواع الحركات التي تتيحها.

تعريف المفصل

المفصل هو نقطة اتصال بين عظام جسم الإنسان. هذه النقطة قد تكون ثابتة في بعض الأحيان، حيث لا تسمح بأي حركة، بينما قد تكون مرنة في حالات أخرى، مما يسمح بحرية الحركة بين العظام. تتراوح المفاصل بين مفاصل ثابتة لا تسمح بالحركة مثل المفاصل بين عظام الجمجمة، إلى مفاصل حرة الحركة التي تسمح بمجموعة واسعة من الحركات كما في مفاصل الركبة والكاحل.

أنواع المفاصل

تنقسم المفاصل في جسم الإنسان إلى ثلاثة أنواع رئيسية، تختلف من حيث تركيبها والوظائف التي تؤديها. هذه الأنواع هي:

1. المفاصل الثابتة (الغير متحركة)
   
   هذه المفاصل لا تسمح بأي حركة بين العظام المتصلة. وتوجد هذه المفاصل في المناطق التي تتطلب استقرارًا شديدًا، مثل المفاصل بين العظام في الجمجمة. يتم ربط العظام ببعضها بواسطة ألياف ليفية.

2. المفاصل شبه المتحركة
   
   تكون هذه المفاصل أقل حركة من المفاصل الحرة، حيث تسمح ببعض الحركة ولكن بشكل محدود. يتم ربط العظام في هذه المفاصل بواسطة غضروف، مثل المفاصل بين الفقرات في العمود الفقري.

3. المفاصل الحرة الحركة (المفاصل المتحركة)
   
   هذه المفاصل هي الأكثر شيوعًا في جسم الإنسان وتسمح بمجموعة متنوعة من الحركات. تتكون هذه المفاصل من أجزاء حركية تسمح بحركة عظمية كبيرة وتوجد في مناطق مثل الكتف، الركبة، الورك والكاحل.

عدد مفاصل جسم الإنسان

في جسم الإنسان البالغ، يوجد حوالي 360 مفصلًا، ولكن هذا العدد يمكن أن يختلف قليلاً بناءً على بعض العوامل الفردية مثل العمر والاختلافات التشريحية. عند الولادة، يمتلك الطفل حوالي 270 مفصلًا، ولكن مع تقدم العمر واندماج بعض العظام مع بعضها، يقل هذا العدد إلى 206 عظام في جسم الإنسان البالغ.

تتفاوت المفاصل من حيث تعقيدها ووظيفتها. بعض المفاصل تتكون من جزئين فقط، بينما قد تتكون المفاصل الأخرى من عدة أجزاء صغيرة.

تقسيم المفاصل بناءً على الحركة

فيما يلي استعراض للأنواع المختلفة للمفاصل في جسم الإنسان بناءً على قدراتها الحركية:

1. المفاصل الكروية
   
   هذه المفاصل، مثل مفصل الكتف ومفصل الورك، تعتبر من أقوى المفاصل في جسم الإنسان من حيث نطاق الحركة. يمكن للعظام المتصلة في هذه المفاصل أن تدور في جميع الاتجاهات تقريبًا.

2. المفاصل الركبية (الزلالية)
   
   يوجد في هذه المفاصل غشاء زلالي يغطي الأسطح المفصلية ويحافظ على سلاسة الحركة. تعمل هذه المفاصل على توفير مرونة الحركة في الركبة والكوع والكتف.

3. المفاصل الحُرّة (الزلالية)
   
   تكون هذه المفاصل مزودة بغشاء يفرز مادة زلالية تسهم في تقليل الاحتكاك بين العظام.

بعض أمثلة المفاصل في جسم الإنسان

1. مفصل الكتف
   
   يتميز مفصل الكتف بحركته الواسعة التي تسمح لليد بالتحرك في جميع الاتجاهات. هو نوع من المفاصل الكروية التي تسهم في إعطاء الذراع حرية حركة غير محدودة.

2. مفصل الركبة
   
   يعتبر من المفاصل الزلالية التي تتيح حركة الانثناء والتمدد. يساهم في توفير القوة والمرونة أثناء المشي والركض والأنشطة الأخرى.

3. مفصل الورك
   
   يتميز هذا المفصل بحركته المدعومة بتركيب كروي. يسهم في القدرة على المشي والركض والقفز.

4. مفصل الكوع
   
   من المفاصل الزلالية التي تعمل على تمكين الذراع من الانثناء والتمدد. هذا المفصل أساسي في العديد من الأنشطة اليومية مثل حمل الأشياء.

5. المفاصل بين الفقرات
   
   تُعد هذه المفاصل شبه متحركة حيث تتيح حركة محدودة، وتساعد على امتصاص الصدمات التي يتعرض لها العمود الفقري.

وظائف المفاصل في جسم الإنسان

تتعدد وظائف المفاصل، وكل نوع من المفاصل يؤدي دورًا مهمًا في تسهيل حركة الجسم. من أبرز وظائف المفاصل:

• الحركة
  
  تتيح المفاصل للجسم حرية الحركة والتنقل في مختلف الاتجاهات. هذه الحركة أساسية في الحياة اليومية من أجل المشي، الجري، حمل الأشياء، أو حتى أداء الأنشطة الرياضية.

• الدعم والاستقرار
  
  تعمل المفاصل على تثبيت العظام في مكانها، مما يساعد في الحفاظ على هيكل الجسم. المفاصل الثابتة تقدم هذا الدعم في مناطق مثل الجمجمة والعظام المسؤولة عن حماية الأعضاء الحيوية.

• امتصاص الصدمات
  
  بعض المفاصل، مثل المفاصل بين الفقرات، تعمل على امتصاص الصدمات وحمايتها من التأثيرات القوية التي قد تؤثر على العظام.

• التوازن
  
  تساعد المفاصل على الحفاظ على توازن الجسم. على سبيل المثال، مفاصل القدم والكاحل تلعب دورًا رئيسيًا في التوازن أثناء الوقوف والمشي.

الاضطرابات التي تصيب المفاصل

تتعرض المفاصل في جسم الإنسان لعدة مشاكل صحية قد تؤثر على حركتها وكفاءتها. من أبرز هذه المشاكل:

1. التهاب المفاصل
   
   يشمل التهاب المفاصل عدة أنواع مثل التهاب المفاصل الروماتويدي والتهاب المفاصل التنكسي. يمكن أن يؤدي إلى تلف المفصل والألم والالتهاب.

2. التمزق والغضاريف التالفة
   
   قد تتعرض المفاصل مثل الركبة لمشاكل في الغضاريف أو تمزق في الأنسجة، مما يؤثر على الحركة ويسبب الألم.

3. التواءات أو إصابات في الأربطة
   
   يمكن أن تؤدي إصابات الأربطة، مثل التواء الكاحل، إلى فقدان الاستقرار في المفصل وبالتالي صعوبة في الحركة.

4. النقرس
   
   هو نوع من التهاب المفاصل الذي ينتج عن تراكم حمض اليوريك في المفصل، ويؤدي إلى آلام شديدة.

العوامل المؤثرة في صحة المفاصل

هناك عدة عوامل تؤثر في صحة المفاصل، من أهمها:

• النظام الغذائي
  
  التغذية السليمة تلعب دورًا مهمًا في تقوية المفاصل والأنسجة المرتبطة بها. مثلًا، يمكن أن يساعد الكالسيوم وفيتامين د في تقوية العظام والمفاصل.

• النشاط البدني
  
  ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تحسن من مرونة المفاصل وتساعد في الحفاظ على قوتها وصحتها. التمارين الرياضية تساعد في تجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالمفاصل مثل التصلب أو ضعف العضلات.

• الوزن الزائد
  
  الوزن الزائد يمكن أن يسبب ضغطًا إضافيًا على المفاصل، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل التهاب المفاصل.

في الختام

تُعد المفاصل من العناصر الحيوية في الجسم البشري، حيث تقوم بأداء دور مهم في حركة الجسم ودعمه. من المفاصل الثابتة التي تساهم في الاستقرار إلى المفاصل الحرة التي توفر مرونة الحركة، تتنوع وظائف المفاصل بشكل كبير لتناسب احتياجات الجسم المختلفة. لذلك، الحفاظ على صحة المفاصل من خلال نظام غذائي متوازن، ممارسة الرياضة، والتقليل من العوامل الضارة مثل الوزن الزائد أو الإصابات يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة والحفاظ على الحركة الفعالة لجسم الإنسان.

المراجع

1. Gray’s Anatomy for Students.

2. Human Physiology: An Integrated Approach by Dee Unglaub Silverthorn.