وضوء وصلاة

عدد تكبيرات الصلاة وأحكامها

عدد تكبيرات الصلاة وأنواعها في الفقه الإسلامي

تُعتبر الصلاة من أركان الإسلام الخمسة وأعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى، وتحتل مكانة عظيمة في حياة المسلم اليومية. من أهم أركان الصلاة التي لا تصح إلا بها هي التكبيرة، وهي قول “الله أكبر” التي تُفتتح بها الصلاة، ويتكرر ذكرها خلال الصلوات بحسب نوعها وعدد ركعاتها وأحكامها الفقهية المختلفة.

مفهوم التكبيرة في الصلاة

التكبيرة في الصلاة تعني رفع الصوت بعبارة “الله أكبر”، وهي إعلاء لله سبحانه وتعالى وتمجيد له، وتشير إلى الانتقال من حال إلى حال في الصلاة، فتُبدأ بها الصلاة وتُستخدم أيضاً كوسيلة للانتقال بين أفعال الصلاة المختلفة، مثل الانتقال من القيام إلى الركوع أو من الركوع إلى القيام، وغير ذلك من الأفعال التي تتطلب تكبيرة.

تكبيرات الصلاة: عددها وأحكامها

عدد تكبيرات الصلاة يتفاوت بحسب نوع الصلاة، مع مراعاة الفقه المالكي، الحنفي، الشافعي، والحنبلي، حيث تتفق هذه المذاهب على بعض القواعد، وتختلف في تفاصيل أخرى:

1. تكبيرة الإحرام

هي أول تكبيرة في الصلاة، وتُسمى كذلك لأنها تُحرّم بها الصلاة على المصلي، فتكون بمثابة إعلان بداية الصلاة واعتزال كل ما لا يتعلق بها. تكبيرة الإحرام هي تكبيرة واحدة تُقال مرة واحدة عند بدء الصلاة قبل رفع اليدين أو أثناء رفعهما عند الإحرام.

2. تكبيرات الانتقال بين أركان الصلاة

في الصلاة المفروضة والنافلة، يتم الانتقال بين الأركان (القيام، الركوع، السجود، الجلوس) بأفعال معينة، ومن ضمنها التكبيرات التي تؤدي إلى تغيير وضع المصلي:

  • تكبيرة القيام من الركوع: عند الانتقال من الركوع إلى القيام يقول المصلي “سمع الله لمن حمده” ثم يرفع رأسه ويقول “ربنا ولك الحمد”.

  • تكبيرات الانتقال بين السجود والجلوس: بعض المذاهب تجيز التكبير عند الانتقال بين السجدتين أو الجلوس بينهما.

3. تكبيرات الصلاة المفروضة

في الصلاة المفروضة المعتادة (كصلاة الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر):

  • تبدأ الصلاة بـ1 تكبيرة (تكبيرة الإحرام).

  • بين كل ركن من أركان الصلاة يتم التكبير عبر الأفعال المعتادة، لكن لا يُقال تكبيرات كثيرة بين السجدتين، وإنما تكبيرتين عند القيام بعد السجود أو عند الجلوس بين السجدتين.

بذلك، يتراوح عدد التكبيرات في الصلاة المفروضة بين 5 إلى 7 تقريباً، حسب الركعات وحركات الصلاة.

4. تكبيرات الصلاة الجهرية والإسرار

في الصلاة الجهرية (كصلاة الفجر والمغرب والعشاء عند الجهر بها) تكون التكبيرات في الأركان واضحة، حيث تسمع بصوت عالٍ، ولكن في الصلاة السرية تكون التكبيرات بداخل النفس أو همساً.

5. تكبيرات صلاة العيد

من أشهر أنواع الصلاة التي تختلف في عدد التكبيرات هي صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى، حيث يُسن للمصلي أن يرفع التكبيرات بشكل مميز:

  • صلاة عيد الفطر: تبدأ بالتكبيرة الإحرام، يليها أربع تكبيرات إضافية قبل القراءة في الركعة الأولى.

  • صلاة عيد الأضحى: تبدأ بتكبيرة الإحرام، يليها سبع تكبيرات إضافية في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية بعد القيام خمس تكبيرات إضافية.

بهذا يكون عدد التكبيرات في الركعة الأولى لصلاة العيد عند الحنفية 7 تكبيرات (تكبيرة الإحرام + 6 تكبيرات)، وفي الركعة الثانية 5 تكبيرات.

6. تكبيرات صلاة الكسوف والخسوف

صلاة الكسوف والخسوف من الصلوات الخاصة التي يُزاد فيها التكبير، وذلك لتكبير عظمة الله عز وجل في ظواهر الكون، وفيها يتم التكبير كثيراً مع كل حركة وتغيير في حالة الصلاة.

جدول يوضح عدد التكبيرات في أنواع مختلفة من الصلوات

نوع الصلاة عدد التكبيرات في الركعة الأولى عدد التكبيرات في الركعة الثانية الملاحظات
الصلاة المفروضة 1 (تكبيرة الإحرام فقط) 1 (تكبيرة الإحرام فقط) لا تكبيرات إضافية
صلاة عيد الفطر 5 تكبيرات (1 + 4 إضافية) 1 تكبيرة فقط أربع تكبيرات بعد تكبيرة الإحرام
صلاة عيد الأضحى 7 تكبيرات (1 + 6 إضافية) 5 تكبيرات تكبيرات أكثر لتكبير عظمة العيد
صلاة الكسوف والخسوف كثيرة ومتعددة كثيرة ومتعددة أكثر من 20 تكبيرة في الركعة الواحدة أحياناً

الأثر الروحي والعبادي للتكبير في الصلاة

تكبيرات الصلاة لا تقتصر على الجانب الحركي فقط، بل تحمل معانٍ روحية عميقة، فهي إعلان لعظمة الله وتنبيه للعبد بأن قلبه يتوجه بكامل وعيه وحواسه نحو الله سبحانه وتعالى، مفرغاً نفسه من المشاغل الدنيوية، ومتذكراً أن الله هو الأجلّ والأعظم. بالتالي، فإن التكرار المنتظم للتكبيرات يعزز حضور القلب في الصلاة ويقوي العلاقة الروحية بين العبد وربه.

الختام

عدد تكبيرات الصلاة أمر محدد حسب نوع الصلاة وظروفها، ويجب على المسلم أن يلتزم بها بدقة، لأن التكبيرات تمثل أركاناً لا تصح الصلاة إلا بها، وهي الوسيلة التي ينتقل بها المصلي من حالة إلى أخرى في صلاته، وتدل على خضوعه واعترافه بعظمة الله تعالى.


المصادر والمراجع

  1. كتاب “الفقه الإسلامي وأدلته” للدكتور وهبة الزحيلي، دار الفكر.

  2. “المنهاج في فقه الإمام الشافعي” للشيخ عبد الرحمن الجزيري، دار ابن الجوزي.