عناية الظهر في الحمل المتقدم

العناية براحة الظهر في الشهور الأخيرة من الحمل

تعتبر فترة الحمل من أروع مراحل الحياة، لكن في ذات الوقت قد تترافق مع العديد من التحديات الصحية التي تؤثر على راحة المرأة الحامل. من بين هذه التحديات، يعاني الكثير من النساء الحوامل من آلام في الظهر، خاصة في الشهور الأخيرة من الحمل. يرجع ذلك إلى العديد من التغيرات الجسدية التي تحدث في جسم المرأة لتلبية احتياجات الحمل. هذا المقال يركز على أهمية العناية براحة الظهر في هذه الفترة من الحمل ويستعرض الطرق الفعالة للتخفيف من آلام الظهر.

التغيرات الجسمانية في الشهور الأخيرة من الحمل

في الشهور الأخيرة من الحمل، ينمو الجنين بشكل سريع، مما يؤدي إلى زيادة في حجم البطن. هذا النمو يعرض العمود الفقري للضغط المتزايد ويؤثر على وضعية الجسم بشكل عام. بالإضافة إلى ذلك، فإن هرمونات الحمل تؤدي إلى إرخاء الأربطة والمفاصل، مما يزيد من مرونة الجسم ولكنه يضعف استقراره. هذا التغير الهرموني، إلى جانب زيادة الوزن الناتج عن الحمل، يؤدي إلى الضغط على منطقة الظهر بشكل خاص، مما يسبب شعوراً بالألم والتصلب في هذه المنطقة.

أسباب آلام الظهر في الشهور الأخيرة

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى آلام الظهر خلال الشهور الأخيرة من الحمل، وتشمل:

1. زيادة الوزن: مع تقدم الحمل، يزداد وزن المرأة بسبب نمو الجنين، مما يؤدي إلى ضغط إضافي على العمود الفقري والأربطة.

2. التغيرات الهرمونية: الهرمونات مثل “الريلاكسين” تؤدي إلى إرخاء الأربطة والمفاصل، مما يجعلها أكثر مرونة ولكن أقل استقراراً.

3. تغيرات في مركز الثقل: مع كبر حجم البطن، يتحرك مركز ثقل الجسم للأمام، مما يسبب انحناء الظهر بشكل طبيعي لتعويض هذا التغيير.

4. ضغط الرحم على الأعصاب: مع تقدم الحمل، يبدأ الرحم في الضغط على الأعصاب المحيطة به، ما قد يؤدي إلى شعور بالحرقان أو الألم الحاد في الظهر.

5. تغيرات في وضعية الجسم: بعض النساء الحوامل قد يتبعن وضعيات جسدية غير مريحة بسبب الوزن الزائد، مما يزيد من الحمل على عضلات الظهر.

كيفية العناية براحة الظهر

من أجل التخفيف من آلام الظهر وضمان راحة المرأة الحامل في الشهور الأخيرة، من الضروري اتباع بعض الإرشادات والنصائح التي تساعد في تحسين وضعية الجسم وتخفيف التوتر على العمود الفقري. إليك بعض الطرق الفعالة للعناية بالظهر خلال هذه الفترة:

1. التمارين الرياضية المخصصة للحمل

   تعتبر التمارين الرياضية البسيطة مثل تمارين الإطالة والمشي الخفيف من أفضل الطرق لتخفيف آلام الظهر. يجب على الحامل ممارسة التمارين التي تقوي عضلات الظهر والبطن، حيث تساعد هذه التمارين في دعم العمود الفقري والحفاظ على توازن الجسم. من بين التمارين المفيدة:

   • تمارين الإطالة: تساعد على زيادة مرونة عضلات الظهر وتقليل الشد.

   • تمارين تقوية عضلات البطن والظهر: تدعم العمود الفقري وتساعد على توزيع الوزن بشكل متوازن.

   • اليوغا أو البيلاتس: تمارين اليوغا والحركات الموجهة تساهم في تحسين وضعية الجسم.

2. استخدام وسائد إضافية أثناء النوم

   من الأفضل أن تنام المرأة الحامل على جانبها الأيسر، ويعتبر استخدام وسادة بين الركبتين من الأمور التي تساعد في تقليل الضغط على الظهر أثناء النوم. كما يمكن استخدام وسادة إضافية تحت البطن لتوفير دعم إضافي لمنطقة أسفل الظهر.

3. الحفاظ على وضعية سليمة أثناء الجلوس والوقوف

   تعد وضعية الجسم السليمة أثناء الجلوس أو الوقوف من العوامل الرئيسية التي تؤثر على صحة الظهر. يفضل أن تقف الحامل بظهر مستقيم، مع الحفاظ على ثني خفيف في الركبتين وتوزيع الوزن بشكل متساوٍ بين القدمين. عند الجلوس، يجب أن يكون الظهر مستقيماً ويجب استخدام كرسي داعم يحافظ على الانحناء الطبيعي للعمود الفقري.

4. استخدام الأحذية المناسبة

   من المهم أن تختار المرأة الحامل أحذية مريحة ومدعمة بشكل جيد. الأحذية ذات الكعب العالي أو المسطحة قد تزيد من الضغط على الظهر وتفاقم الألم، لذا يفضل ارتداء أحذية مسطحة ومدعمة تعزز من التوازن.

5. الراحة عند الحاجة

   لا يجب على الحامل أن تجهد نفسها بشكل مفرط، وخاصة إذا كانت تشعر بألم في الظهر. يجب عليها أن تأخذ فترات راحة بين الأنشطة اليومية، كما يفضل تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو القيام بحركات مفاجئة قد تؤدي إلى إصابة أو توتر عضلي.

6. التدليك والمساج

   يمكن للتدليك اللطيف في منطقة الظهر أن يساهم في تخفيف التوتر العضلي وتحسين الدورة الدموية. يفضل استشارة مختص في التدليك خلال فترة الحمل للتأكد من أن العلاج آمن.

7. الكمادات الدافئة أو الباردة

   يمكن استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة لتخفيف الآلام العضلية. الكمادات الباردة يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب، بينما الكمادات الدافئة تساهم في استرخاء العضلات وتخفيف الألم.

8. الاستعانة بالعلاج الطبيعي

   يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلات وتحسين وضعية الجسم. يقوم أخصائي العلاج الطبيعي بتوجيه الحامل إلى تمارين وأوضاع تساعد في تقليل الألم وتحسين الراحة العامة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن آلام الظهر هي من الأعراض الطبيعية في الشهور الأخيرة من الحمل، إلا أن هناك حالات تستدعي استشارة الطبيب فوراً. من بين هذه الحالات:

• الألم الحاد أو المفاجئ في الظهر.

• شعور بتنميل أو ضعف في الساقين.

• وجود ألم مصحوب بتقلصات أو نزيف.

• إذا كانت الآلام تؤثر على القدرة على أداء الأنشطة اليومية أو تؤدي إلى صعوبة في التنقل.

الختام

تعد آلام الظهر في الشهور الأخيرة من الحمل أحد التحديات التي قد تواجه المرأة الحامل، ولكن مع اتباع بعض الإرشادات الصحيحة والعناية بالجسم، يمكن التخفيف من هذه الآلام. من المهم أن تتخذ المرأة الحامل إجراءات وقائية وتستعين بالتمارين المناسبة، الدعم السليم للجسم، والراحة اللازمة لضمان مرور فترة الحمل بأقل قدر من الألم والمشاكل الصحية.