القراءة تعتبر من أهم الأنشطة التي تساهم في تطوير الفرد عقلياً وثقافياً. إن تبني عادات صحيحة تشجع على القراءة يمكن أن يساعد في تحسين مستوى المعرفة وتنمية الفكر النقدي. ولكن، في عالم مليء بالتكنولوجيا والمشتتات اليومية، قد يكون من الصعب الحفاظ على عادة القراءة المستمرة. لذلك، يمكن اتباع بعض العادات اليومية التي تعزز من رغبة الفرد في القراءة وتساعد على جعلها جزءاً من روتينه اليومي. في هذا المقال، سوف نناقش 7 عادات تشجع على القراءة وكيف يمكن دمجها في حياتنا اليومية.
1. تحديد وقت ثابت للقراءة
من أبرز العادات التي تساهم في تشجيع القراءة هي تحديد وقت ثابت للقراءة يومياً. من الضروري تخصيص فترة معينة من اليوم تكون مخصصة للقراءة فقط. يمكن أن يكون هذا الوقت في الصباح قبل بدء اليوم أو في المساء بعد انتهاء العمل. الفكرة هنا هي جعل القراءة جزءاً من الروتين اليومي، مما يسهل على الشخص الالتزام بها. على سبيل المثال، تحديد ساعة معينة كل يوم للقراءة قد يساعد في بناء هذه العادة بشكل تدريجي.
عندما يتم تحديد وقت ثابت للقراءة، يصبح من السهل استغلال هذا الوقت بشكل منتظم، مما يجعل القراءة عادة طبيعية لا يمكن التخلي عنها بسهولة. وهذا يشجع على تخصيص وقت بعيد عن المشتتات الأخرى مثل التلفاز أو الهواتف المحمولة.
2. قراءة في أماكن مريحة
اختيار المكان المناسب للقراءة من العوامل التي تساهم في تشجيع هذه العادة. بيئة القراءة تؤثر بشكل كبير على قدرة الفرد على التركيز والاستمتاع بالقراءة. الأماكن الهادئة والمريحة توفر أفضل الظروف التي تساعد على الاستغراق في الكتاب.
يمكن اختيار مكان بعيد عن الضوضاء والمشتتات مثل غرفة هادئة في المنزل أو مكتبة. من الممكن أيضاً تجهيز المكان بمقعد مريح أو إضاءة مناسبة تجعل القراءة أكثر متعة وراحة. كما أن إضافة بعض الأجواء المريحة مثل الشاي أو القهوة قد تجعل القراءة تجربة أكثر إمتاعاً.
3. تحديد أهداف قراءة أسبوعية أو شهرية
من العادات التي تشجع على القراءة هي وضع أهداف واضحة قابلة للتحقيق. يمكن للفرد تحديد عدد الصفحات أو الكتب التي ينوي قراءتها في فترة زمنية معينة، مثل أسبوع أو شهر. على سبيل المثال، قد يحدد الشخص هدفاً بقراءة كتاب واحد كل أسبوع أو عشرين صفحة يومياً.
إن تحديد أهداف القراءة يمنح الشخص حافزاً أكبر للاستمرار في القراءة. كما أنه يساعد على قياس التقدم الذي يحرزه الفرد، مما يشعره بالإنجاز والرضا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تعديل الأهداف حسب مستوى الراحة الشخصي، بحيث تكون الأهداف مرنة ولا تضع ضغطاً مفرطاً.
4. اختيار الكتب التي تثير الاهتمام
الاختيار الصحيح للكتب له تأثير كبير في تعزيز عادة القراءة. من الأفضل أن يبدأ الفرد بقراءة الكتب التي تثير اهتماماته الشخصية أو التي تتعلق بهواياته. عندما يكون الموضوع أو النوع الأدبي قريباً من اهتمامات الشخص، يصبح من الأسهل الاستمرار في القراءة والاستمتاع بها.
على سبيل المثال، إذا كان الشخص مهتماً بالتكنولوجيا، يمكنه البدء بقراءة الكتب المتعلقة بالتقنيات الحديثة أو قصص النجاح في مجال ريادة الأعمال. وإذا كان الشخص يفضل الأدب، يمكنه قراءة الروايات التي تأخذ مكاناً في الأدب الكلاسيكي أو المعاصر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التنويع بين الكتب العلمية، الأدبية، والفكرية لتوسيع آفاق المعرفة.
5. القراءة في أوقات الفراغ
أوقات الفراغ تعتبر من أفضل الأوقات للاستمتاع بالقراءة. بدلاً من قضاء وقت الفراغ في مشاهدة التلفاز أو تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن للفرد استخدام هذه الأوقات في قراءة الكتب. يمكن تخصيص وقت للقراءة أثناء التنقل في وسائل النقل العامة أو أثناء الانتظار في الأماكن العامة مثل العيادات أو المحطات.
عندما يتم استغلال أوقات الفراغ بشكل منتج، يصبح من السهل إدخال عادة القراءة في الحياة اليومية. كذلك، القراءة في هذه الأوقات تجعل الشخص يستغل وقته بشكل مفيد ولا يشعر بالملل أو الفراغ.
6. الانضمام إلى مجموعات قراءة
الانضمام إلى مجموعات قراءة أو نوادي الكتب هو من العادات التي تحفز على القراءة بشكل مستمر. توفر هذه المجموعات بيئة تشجع على مناقشة الكتب والتفاعل مع الآخرين حول ما تم قراءته. كما أن المجموعات توفر فرصاً للتعلم من آراء الآخرين ووجهات نظرهم حول نفس الكتب.
إن المشاركة في مجموعات قراءة يمكن أن تكون حافزاً إضافياً للاستمرار في القراءة، حيث يشعر الفرد بالمسؤولية تجاه المجموعة أو النادي الذي ينتمي إليه. كما أن النقاشات المثمرة حول الكتب قد تجعل من تجربة القراءة أكثر عمقاً ومتعة.
7. استخدام التقنيات الحديثة لتسهيل القراءة
في العصر الحديث، تتيح لنا التكنولوجيا استخدام أجهزة القراءة الإلكترونية مثل “الكتب الإلكترونية” (e-books) أو التطبيقات المخصصة للقراءة. هذه الأجهزة تقدم العديد من المزايا، مثل القدرة على تخزين آلاف الكتب في جهاز صغير، مما يسهل الوصول إلى الكتب في أي وقت وأي مكان.
تعتبر الأجهزة الإلكترونية مناسبة للقراءة أثناء السفر أو التنقل، حيث يمكن تحميل الكتب المفضلة والاطلاع عليها دون الحاجة إلى حمل كتب ثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، بعض التطبيقات توفر ميزات مثل قراءة الكتب بالصوت أو الترجمة الفورية، مما يعزز من تجربة القراءة. يمكن أيضاً تفعيل التذكيرات اليومية لقراءة عدد معين من الصفحات، مما يساعد على الحفاظ على العادة.
خلاصة
إن تبني عادات تشجع على القراءة ليس بالأمر الصعب، لكنه يتطلب التزاماً ورغبة حقيقية في تحسين الذات. عبر تحديد وقت ثابت للقراءة، اختيار أماكن مريحة، وضع أهداف محددة، اختيار الكتب التي تثير الاهتمام، استغلال أوقات الفراغ، الانضمام إلى مجموعات قراءة، واستخدام التقنيات الحديثة، يمكن لأي شخص أن يطور عادة القراءة ويجعلها جزءاً أساسياً من حياته اليومية. عندما تصبح القراءة عادة، فإنها تتحول إلى مصدر متواصل للمعرفة والإلهام، مما يساهم في تنمية الفكر والشخصية.
