طب وصحة

ظواهر غريبة تحدث أثناء النوم

النوم هو عملية حيوية تحدث يومياً وتعدّ جزءاً لا يتجزأ من حياة الإنسان. ولكن، رغم أن معظمنا ينعم بنوم هادئ ومريح، إلا أن هناك تجارب غريبة ومخيفة تحدث أثناء النوم، قد يشعر بها البعض دون تفسير علمي واضح في بعض الأحيان. من بينها ظواهر قد تثير الدهشة أو حتى الخوف، وتؤثر في بعض الأشخاص بشكل عميق. هذه الظواهر، رغم أنها ليست شائعة بين الجميع، إلا أنها تظل مدهشة لدرجة أنها تلفت الانتباه وتثير الفضول حول أسبابها وآثارها.

في هذا المقال، سنستعرض خمس ظواهر غريبة ومخيفة تحدث أثناء النوم، والتي قد تثير القلق أو الخوف لدى الأشخاص الذين يعانون منها.

1. شلل النوم

شلل النوم هو حالة يعاني فيها الشخص من عدم القدرة على الحركة أو التحدث عند الاستيقاظ أو أثناء الدخول في مرحلة النوم. تتسم هذه الظاهرة بتجربة مؤلمة ومرعبة في كثير من الأحيان، حيث يعجز الشخص عن التحرك لفترة قد تستغرق عدة ثوانٍ أو دقائق، ويشعر وكأن هناك شيئاً ثقلاً يضغط على صدره أو يقترب منه.

هذه التجربة قد تصاحبها هلوسات بصرية أو سمعية، كأن يرى الشخص شخصاً غريباً في الغرفة أو يسمع أصواتاً غير موجودة. يعزو العلماء شلل النوم إلى اضطرابات في الدورة الطبيعية للنوم، خاصةً في مرحلة حركة العين السريعة (REM) التي تحدث خلالها الأحلام. في هذه المرحلة، يكون الدماغ نشطاً ولكن الجسم يكون في حالة من الشلل التام لمنع الشخص من تنفيذ أفعال أحلامه. لكن في بعض الأحيان، لا يحدث هذا الشلل بشكل صحيح عند الاستيقاظ، مما يسبب هذه الحالة المخيفة.

2. الكوابيس المزعجة والهلوسات

الكوابيس هي أحلام مزعجة ومرعبة تحدث عادةً أثناء النوم العميق. بينما يعتبر حلم مزعج أمرًا شائعًا، قد تكون بعض الكوابيس شديدة لدرجة أن الشخص يستفيق من نومه وهو في حالة من الهلع أو الخوف الشديد. قد تتضمن الكوابيس تجارب مثل التعرض للهجوم من قبل مخلوقات غريبة أو مواجهة كوارث طبيعية تهدد الحياة.

هناك نوع آخر من الكوابيس يعرف بالهلوسات أثناء النوم، وهي تلك التي تتضمن رؤية أو سماع أشياء غير موجودة في الواقع. قد تحدث هذه الظواهر في مرحلة ما قبل النوم أو أثناء الاستيقاظ التام، وتؤدي إلى شعور الشخص بالخوف الشديد أو الفزع. قد يعزو البعض هذه الظواهر إلى تأثيرات نفسية أو كيميائية تحدث في الدماغ أثناء نومهم.

3. الحركة النومية (النوم القهري)

تُعرف الحركة النومية، أو ما يعرف أحياناً بالنوم القهري، بأنها سلوك غير طبيعي يحدث أثناء النوم. يمكن أن يشمل ذلك المشي أثناء النوم، أو حتى الأكل أو الحديث بشكل غير واعي. في بعض الحالات النادرة، يمكن أن يؤدي الشخص المصاب بحركة نومية إلى أداء سلوكيات معقدة أثناء نومه، مثل القيادة أو الطبخ دون وعي. هذه الظاهرة قد تكون مخيفة لأنها قد تؤدي إلى حوادث أو إصابات إذا لم يتم التحكم فيها.

العلماء يعتقدون أن الحركة النومية تحدث بسبب اضطراب في التنسيق بين الدماغ والجهاز العصبي أثناء النوم. وعادةً ما تحدث في مراحل نوم غير الحركة السريعة (NREM)، حيث يمكن أن ينتقل الشخص إلى حالة بين النوم واليقظة، مما يسبب تفاعلات جسدية غير منطقية.

4. الصداع النصفي أثناء النوم (صداع النوم)

الصداع النصفي هو حالة صحية مزمنة تتسم بألم شديد في الرأس، وغالباً ما يكون مصحوباً بالغثيان أو حساسية للضوء. ولكن، بعض الأشخاص يعانون من الصداع النصفي أثناء نومهم. يُعرف هذا النوع من الصداع بـ “صداع النوم” أو “الصداع الليلي”، وقد يصيب الشخص في مرحلة نومه العميق أو في أثناء الاستيقاظ التام.

قد يكون هذا النوع من الصداع ناتجاً عن توترات عضلية أثناء النوم أو عوامل أخرى مثل الاضطرابات الهرمونية أو تناول بعض الأدوية. وقد تكون الآلام شديدة لدرجة أنها تجعل الشخص يستيقظ مفزوعاً، وهو أمر يثير الخوف خاصةً إذا كانت هذه الظاهرة تحدث بشكل متكرر.

5. الهلع الليلي (Night Terrors)

الهلع الليلي هو حالة نومية تصيب البعض أثناء النوم، وتتميز بنوبات من الخوف الشديد التي تهاجم الشخص أثناء نومه العميق. تختلف هذه النوبات عن الكوابيس، لأنها لا تكون مرتبطة بأحلام مرعبة، بل غالباً ما تحدث دون سبب واضح. المصابون بالهلع الليلي قد يستفيقون فجأة وهم في حالة من الهلع، وقد يكونون غير قادرين على تذكر أي حلم قد تسبب في هذه النوبة.

هذه الظاهرة تحدث عادة في مرحلة النوم العميق، حيث لا يتذكر الشخص عادةً ما حدث أثناء النوبة. قد تظهر بعض الأعراض الأخرى مثل التنفس السريع أو تسارع نبضات القلب، وعادةً ما يصعب تهدئة الشخص المصاب بهذه الحالة بمجرد أن يبدأ الهلع.

الخاتمة

في النهاية، تتنوع الظواهر الغريبة والمخيفة التي تحدث أثناء النوم بين ما هو طبيعي ومألوف وما هو ناتج عن اضطرابات النوم. العديد من هذه الحالات يمكن معالجتها أو التقليل من تأثيراتها من خلال استراتيجيات النوم الصحي وتحسين العادات المتعلقة بالنوم. بالرغم من أن بعض هذه التجارب قد تكون مخيفة في البداية، إلا أن فهمها بشكل أفضل يساعد في التخفيف من حدة القلق المصاحب لها.