اسلوب حياة

ظاهرة مرور البرق ورجوعه

مرور البرق ورجوعه: ظاهرة طبيعية مثيرة

تعتبر ظاهرة البرق من الظواهر الطبيعية المثيرة التي تثير فضول البشر حول كيفية حدوثها. البرق ليس مجرد ضوء مفاجئ يظهر في السماء خلال العواصف الرعدية، بل هو ظاهرة كهربائية معقدة تحدث نتيجة لتفريغ الكهرباء بين السحب أو بين السحب والأرض. يثير البرق العديد من الأسئلة حول كيفية مروره عبر السماء، وخاصة في الحالات التي يتم فيها “رجوعه”، أي عندما يبدو وكأنه يعكس مساره أو يعيد الانبعاث من مكان آخر.

تعريف البرق

البرق هو تفريغ كهربائي يحدث بين السحب أو بين السحب والأرض نتيجة لتراكم الشحنات الكهربائية الساكنة. في العادة، تنشأ الشحنات الكهربائية بسبب الاحتكاك بين الجزيئات في السحب، مما يؤدي إلى توليد شحنة كهربائية كبيرة. عندما تتجمع هذه الشحنات بشكل كبير للغاية، تحدث عملية التفريغ الكهربائي، مما ينتج عنه الوميض الساطع المعروف بالبرق.

عادةً ما يكون البرق مصحوبًا بصوت الرعد، الذي يحدث بسبب تمدد الهواء بسرعة كبيرة نتيجة للحرارة الشديدة الناتجة عن التفريغ الكهربائي. يكون الضوء الناتج عن البرق أكثر سطوعًا من الشمس، ويمكن أن نراه في السماء لبضع أجزاء من الثانية.

مرور البرق ورجوعه: كيف يحدث ذلك؟

تُشير ظاهرة مرور البرق ورجوعه إلى الحالات التي يبدو فيها أن البرق يغير مساره ويعود إلى نقطة معينة في السماء، أو حتى إلى الأرض بعد التفريغ الأولي. تحدث هذه الظاهرة عندما يكون هناك عدة مسارات لتفريغ الشحنات الكهربائية.

  1. البرق المتعدد الأضواء (Multiple Strokes Lightning):
    في بعض الحالات، لا يحدث تفريغ كهربائي واحد فقط. بدلاً من ذلك، يتسبب البرق في عدة تفريغات متتالية، والتي قد تظهر وكأنها ظاهرة “رجوع” للبرق. في هذه الحالة، يُطلق على كل تفريغ كهربائي متتالي “ضربة” (stroke). في بعض الأحيان، يحدث التفريغ الأول ثم يتبعه تفريغ آخر في نفس المسار أو في مسار قريب، مما يُعطي الانطباع بأن البرق “عاد” إلى نفس المكان.

  2. التسلسل الزمني للبرق:
    يمكن أن يكون للبرق توقيت معين حيث يظهر بومضة سريعة ثم يتوقف مؤقتًا، ثم يظهر مجددًا. هذا التوقف والعودة يمكن أن يحدث بسبب إعادة تموضع الشحنات الكهربائية في السحب أو نتيجة لتغيرات في درجة الحرارة والضغط الجوي.

  3. البرق القافز (Creeping Lightning):
    في بعض الحالات، يمر البرق عبر مسار غير مباشر قبل العودة إلى الأرض. يمكن أن يظهر البرق في هذه الحالة كما لو أنه “قافز” بين السحب أو حتى بين السحابة والأرض، مما يخلق نوعًا من الرجوع أو التراجع.

  4. البرق العكسي (Backsplash Lightning):
    يحدث هذا النوع من البرق عندما يتم تفريغ الشحنات من السحابة إلى الأرض ثم يحدث تفريغ آخر إلى السحابة نفسها. في بعض الحالات، يظهر البرق وكأن العودة للسماء تحدث في اتجاه معكوس.

العوامل التي تؤثر على ظاهرة البرق ورجوعه

العديد من العوامل الجوية تلعب دورًا في حدوث البرق ورجوعه، ومنها:

  • درجة الحرارة: تلعب درجة الحرارة في الطبقات الجوية المختلفة دورًا كبيرًا في تسريع أو إبطاء حركة الشحنات الكهربائية بين السحب.

  • الرطوبة: تزيد الرطوبة العالية من احتمالية تجمع الشحنات الكهربائية داخل السحب، مما يزيد من إمكانية حدوث البرق ورجوعه.

  • الضغط الجوي: التغيرات المفاجئة في الضغط الجوي قد تؤدي إلى انفجارات كهربائية متعددة في السحب، مما يسبب الظاهرة.

  • الرياح: تؤثر الرياح على حركة السحب والشحنات الكهربائية داخلها، مما قد يؤدي إلى حدوث تأثيرات من قبيل العودة للبرق.

تأثيرات البرق ورجوعه

إن مرور البرق ورجوعه له تأثيرات متعددة على البيئة والبنية التحتية. يمكن أن يؤدي التفريغ الكهربائي إلى إلحاق أضرار كبيرة بالأجهزة الكهربائية، كما يمكن أن يتسبب في اندلاع حرائق إذا كان البرق يصيب الأشجار أو المباني. في بعض الأحيان، قد يسبب البرق في إصابات بشرية نتيجة للصدمة الكهربائية الشديدة.

من ناحية أخرى، هناك العديد من الظواهر المدهشة التي يمكن أن تحدث نتيجة للبرق، مثل الضوء الساطع الذي يظهر في السماء، أو الانبعاثات الغازية التي تتولد في الجو نتيجة للتفاعل بين الهواء والشحنة الكهربائية.

الاستفادة من ظاهرة البرق

رغم أن البرق ظاهرة طبيعية قد تكون خطيرة، إلا أنه يمكن الاستفادة منها في بعض المجالات العلمية:

  • دراسة الطقس: دراسة البرق ورجوعه يساعد في تحسين النماذج المناخية وفهم أفضل لظروف الطقس.

  • البحث في الكهرباء: البرق يعتبر نموذجًا طبيعيًا على كيفية تفريغ الشحنات الكهربائية في الجو، مما يساعد العلماء على دراسة القوى الكهربائية في بيئة طبيعية.

الخاتمة

إن ظاهرة البرق ورجوعه هي أحد أروع الظواهر الطبيعية التي تثير العديد من التساؤلات حول آلية حدوثها. وتعود هذه الظاهرة إلى التفاعلات الكهربائية المعقدة التي تحدث داخل السحب وبينها وبين الأرض. وبينما قد تبدو ظاهرة البرق غريبة أو مرعبة في بعض الأحيان، فإن دراستها تساهم في تحسين فهمنا للطبيعة والظواهر الجوية، وتساعدنا على التكيف معها بشكل أفضل.