في السابع والعشرين من شهر فبراير من العام 1756، وفي بلدة إلفراكومب في إنجلترا، كان الطقس متألقًا بشكل استثنائي، حيث لمعت الشمس بوضوح وكانت السماء صافية تمامًا، كما كانت البحر هادئًا للغاية، وكانت الأجواء الهادئة قد استمرت لبضعة أيام قبل هذا التاريخ ولفترة بعده. وفي تمام الساعة السادسة مساءً، بدأ يتردد صوت مماثل للصوت الذي يسبق ظاهرة ما يطلق عليه البحارة اسم “البحر المضطرب”، لكن الصوت هذه المرة كان أعلى بكثير من المعتاد، وفي ذلك الوقت كانت حالة الجزر والمد متقدمة بنسبة أكثر من نصف الوقت، حيث انحسرت المياه إلى أقصى حد عند رأس الرصيف، مما جعل السفن داخل المرفأ تجف على الأرض.
فجأة، هبت الأمواج بقوة هائلة، مما أدى إلى ملء الرصيف بالمياه بارتفاع يصل إلى ستة أقدام رأسيًا، وظلت المياه في هذا الارتفاع لمدة تقارب النصف ساعة، ولكنها كانت طوال هذا الوقت مضطربة كما لو كانت في وسط عاصفة بحرية. ونتيجة لهذا الارتفاع المفاجئ في منسوب المياه، بدأت السفن تطفو وبعضها انفكت سلاسلها وكانت على وشك الانجراف إلى البحر مع انحسار المياه.
أثار هذا الحدث الذي تسبب في حالة من الذعر والفوضى العارمة، عدم وجود وقت كافٍ للقيام بملاحظات دقيقة، ولم يتمكن أي شخص من تحديد المسافة الزمنية بدقة منذ بداية الاضطراب حتى ارتفاع منسوب المياه إلى ستة أقدام، حيث تحدث بعضهم عن مرور أربع دقائق، والبعض الآخر عن مرور خمسة أو ست دقائق. ويلاحظ أن ظاهرة مماثلة قد حدثت في الأول من نوفمبر من العام نفسه، حيث ارتفعت المياه إلى نفس الارتفاع الرأسي.