طريق الأبدية: رحلة عبر المستقبل البعيد
في عالم تملؤه الأطلال والمغامرات المثيرة، يضعنا “طريق الأبدية” للمؤلف جاك ماكديفيت في مواجهة مع واقع مستقبلي يعكس فيه بقايا حضارة عظمى اندثرت. نشر هذا العمل الأدبي من قبل دار هاربر بريس في مايو عام 1997، وهو ينتمي إلى فئة الخيال العلمي ويجمع بين عناصر الإثارة والمغامرة في عالم مستقبلي مليء بالأسرار.
تدور أحداث الرواية في عالم محطم، حيث خلفت حضارة عريقة تُعرف بالـ”الطريقmakers” وراءها أطلالاً من العظمة والخراب. كانت طرقها الإسفلتية تمتد عبر القارة، وأبراجها المتضررة تلمع على ضفاف نهر المسيسيبي، وأدواتها الشخصية مثل الأكواب والمشط والمجوهرات تجدها في كل بيت في إيليريا. ورغم أن هذه الحضارة قد زالت، فإنها تركت خلفها أسطورة مدهشة عن ملاذ سري يُدعى “هفين”، حيث اختبأ قلة من الناجين من الوباء الغامض الذي دمر عالمهم، والذي قد يحتوي على أسرار حضارتهم الضائعة.
تبدأ القصة مع تشاكا، التي ورثت عن أخيها الراحل قطعة أثرية نادرة من حضارة الطريقmakers، وهي كتاب بعنوان “فارس من كونكيت” للمؤلف مارك توين. هذا الكتاب، الذي يعتبر رمزًا للخيال والحكمة في ذات الوقت، يلهم تشاكا لتتبع خطوات أخيها الذي سعى للعثور على “هفين” ولم يعد. تشاكا، ذات الشعر الأحمر وعيون الصيادين، تقرر أن تبدأ رحلة طويلة بحثًا عن هذا الملاذ الأسطوري.
تجمع تشاكا فريقًا غير عادي، يتألف من عالم مسن، جندي مبتدئ، وشفاء صوفي. ومعهم، ينطلقون في مغامرة عبر الطرق المدمرة نحو الشمال، متجهين نحو الأطلال المسكونة بالتنين في شيكاغو وسقوط النياجارا الهادر. في رحلتهم، يواجهون قراصنة أنهار متعطشين للدماء، وأشباح إلكترونية ما زالت تنوح على حضارتهم المفقودة، وآلات تسير فوق الأرض وتطير في السماء.
كل خطوة في الرحلة تكشف لهم المزيد عن الحقيقة الغامضة وراء ماضيهم، وتفتح أمامهم أبوابًا جديدة من الفهم والاكتشاف. وعبر هذه الرحلة، يصبح من الواضح أن “طريق الأبدية” ليس مجرد عنوان للرواية، بل هو تمثيل للبحث المستمر عن الحقيقة والهوية في عالم مزقته الفوضى.
يستفيد ماكديفيت من خلفيته في الخيال العلمي ليخلق عالماً معقداً يعج بالتفاصيل الدقيق التي تجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش في هذا المستقبل البعيد. يدمج بين التكنولوجيا القديمة والخيال، وينسج قصة تجمع بين إثارة الاستكشاف والتحدي الذهني.
بالمجمل، تعتبر “طريق الأبدية” عملاً أدبياً يجمع بين الرؤية المستقبلية المتخيلة والتفاصيل الحية التي تثير الفضول، مما يجعلها قراءة ممتعة لمحبي الخيال العلمي والمغامرات المثيرة.