طريقة قياس الخصر: دليل شامل ودقيق
يُعتبر قياس محيط الخصر من الأساسيات المهمة في تقييم الحالة الصحية للفرد، إذ يساهم في معرفة مدى تراكم الدهون في منطقة البطن، وهو مؤشر مهم مرتبط بعدة أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم. يعتمد العديد من المتخصصين في الصحة واللياقة البدنية على هذا القياس كأحد المؤشرات الأساسية لتقييم خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسمنة، إلى جانب مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الورك.
هذا المقال يستعرض بالتفصيل كيفية قياس الخصر بشكل صحيح، ويوضح أهمية هذا القياس، ويوفر معلومات موسعة عن المعايير الصحية المرتبطة بمحيط الخصر، كما يستعرض الأساليب الحديثة في قياس الخصر والتطورات في هذا المجال.
تعريف محيط الخصر وأهميته الصحية
محيط الخصر هو القياس الدائري حول منطقة الخصر، وهي أضيق نقطة بين الصدر والحوض عادةً، أو النقطة التي تكون عند نهاية الأضلاع السفلية وبداية الحوض. يرمز هذا القياس إلى كمية الدهون المخزنة في منطقة البطن، والتي تعرف بالدهون الحشوية. هذه الدهون تختلف عن الدهون تحت الجلد من حيث تأثيرها على الصحة، حيث أن الدهون الحشوية أكثر ارتباطًا بالمخاطر الصحية.
الأهمية الصحية لقياس الخصر تكمن في ارتباطه الوثيق بخطر الإصابة بأمراض مزمنة عديدة، منها:
-
أمراض القلب والشرايين: حيث تزيد الدهون الحشوية من تراكم الكوليسترول الضار وتصلب الشرايين.
-
السكري من النوع الثاني: تزيد الدهون الحشوية من مقاومة الجسم للإنسولين.
-
ارتفاع ضغط الدم.
-
متلازمة التمثيل الغذائي، والتي تشمل مجموعة من العوامل مثل ارتفاع سكر الدم، زيادة الدهون الثلاثية، وانخفاض الكوليسترول النافع.
هذه الأسباب جعلت قياس الخصر أداة تقييم مهمة في التشخيص الطبي وفي مراقبة الصحة العامة.
الأدوات اللازمة لقياس محيط الخصر
لقياس محيط الخصر بدقة، يلزم توفر أدوات مناسبة تضمن دقة النتائج، وأبرزها:
-
شريط قياس مرن: من النوع القماشي أو البلاستيكي المرن، ويُفضل أن يكون ذو علامات واضحة وسهلة القراءة.
-
مرآة: للمساعدة في التأكد من وضع الشريط بشكل صحيح على مستوى الخصر.
-
مساعدة شخص آخر: في بعض الحالات لتثبيت الشريط وقراءة القياس بدقة.
-
محيط الجسم الرقمي (اختياري): أدوات حديثة تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتوفير قياسات أكثر دقة.
خطوات قياس محيط الخصر بدقة
لقياس الخصر بطريقة صحيحة، يجب اتباع خطوات محددة لضمان دقة القياس وتجنب الأخطاء التي قد تؤثر على النتائج. الخطوات هي كما يلي:
1. تحديد موقع الخصر الصحيح
-
الوقوف بشكل مستقيم ومنتظم.
-
تحديد أضيق نقطة بين أسفل القفص الصدري وأعلى عظام الحوض، والتي غالباً تكون فوق السرة مباشرة.
-
في حال عدم وضوح الأضيق نقطة، يمكن استخدام مستوى السرة كنقطة مرجعية أساسية.
2. تحضير شريط القياس
-
استخدام شريط مرن وغير قابل للتمدد.
-
تثبيت الشريط بدون شد مفرط أو تركه مرتخيًا، بحيث يلامس الجلد بلطف.
3. طريقة القياس
-
لف الشريط حول الخصر عند النقطة المحددة.
-
التأكد من أن الشريط موازٍ للأرضية وليس مائلاً أو ملتفًا.
-
التنفس بشكل طبيعي، وتجنب حبس النفس أو شد المعدة أثناء القياس.
-
قراءة الرقم الموجود على الشريط بدقة، وتسجيله.
4. تكرار القياس
-
يفضل تكرار القياس مرتين أو ثلاث مرات لأخذ المتوسط.
-
في حال وجود اختلاف كبير بين القياسات، يُعاد القياس مرة أخرى للتأكد.
المعايير الصحية لمحيط الخصر
تختلف المعايير الصحية لمحيط الخصر حسب الجنس والعمر، وتُستخدم هذه المعايير لتصنيف خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. فيما يلي أهم القيم المرجعية:
| الجنس | محيط الخصر الطبيعي (سم) | مؤشر الخطر المرتفع (سم) |
|---|---|---|
| الرجال | أقل من 94 سم | من 94 إلى 102 سم: خطر متوسط |
| أكثر من 102 سم: خطر مرتفع | ||
| النساء | أقل من 80 سم | من 80 إلى 88 سم: خطر متوسط |
| أكثر من 88 سم: خطر مرتفع |
هذه القيم تُستخدم من قبل منظمة الصحة العالمية ومراكز الأبحاث الطبية لتحديد خطورة الدهون الحشوية وتأثيرها على الصحة.
أسباب تحوير القياسات وكيفية تجنبها
توجد عدة عوامل تؤثر على دقة قياس محيط الخصر، منها:
-
وضعية الجسم أثناء القياس: الانحناء أو الشد قد يعطي قياسات خاطئة.
-
الملابس: يجب أن يكون القياس على الجلد مباشرة أو فوق ملابس رقيقة جداً لتجنب زيادة القياس.
-
شريط القياس غير المناسب: شريط قديم أو غير مرن يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.
-
عدم الثبات أثناء القياس: يجب أن يكون الشخص واقفًا ثابتًا والتنفس طبيعيًا.
لتجنب هذه الأخطاء، يُنصح بقياس الخصر في الصباح قبل تناول الطعام، وارتداء ملابس خفيفة، والتأكد من استخدام شريط قياس مرن وذو علامات واضحة.
طرق بديلة لقياس الدهون الحشوية
على الرغم من أن قياس محيط الخصر هو الطريقة الأبسط والأكثر شيوعًا، إلا أن هناك طرقًا أخرى تستخدم لتحديد الدهون الحشوية بدقة أكبر، مثل:
-
مؤشر الخصر إلى الورك (WHR): يقيس نسبة محيط الخصر إلى الورك لتحديد توزيع الدهون في الجسم.
-
الأشعة المقطعية (CT scan): تستخدم لقياس الدهون الحشوية بشكل دقيق لكن تكلفتها مرتفعة.
-
الرنين المغناطيسي (MRI): طريقة غير إشعاعية تعطي تفاصيل دقيقة عن توزيع الدهون.
-
مقاييس التحليل البيولوجي الكهربائية (BIA): تعتمد على تمرير تيار كهربائي ضعيف لقياس الدهون في الجسم.
لكن هذه الطرق غالبًا ما تستخدم في الدراسات الطبية والعيادات المتخصصة، وتبقى قياسات محيط الخصر هي الأسهل والأكثر استخدامًا في الحياة اليومية.
تأثير قياس الخصر على تخطيط برامج فقدان الوزن وتحسين الصحة
يُعتبر محيط الخصر مؤشرًا مهمًا لتحديد فعالية برامج فقدان الوزن والنظام الغذائي. الأشخاص الذين يعانون من زيادة محيط الخصر يحتاجون إلى تدخلات مخصصة تركز على تقليل الدهون الحشوية من خلال:
-
ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، وخاصة التمارين الهوائية مثل المشي، الجري، السباحة.
-
اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف، منخفض الدهون المشبعة والسكريات المكررة.
-
تقليل التوتر النفسي وتحسين جودة النوم، لما لهما من تأثير على تخزين الدهون في منطقة البطن.
-
الامتناع عن التدخين والكحول، إذ يساهمان في زيادة الدهون الحشوية.
الخلاصة
يعد قياس محيط الخصر من أبسط وأهم الطرق لتقييم الحالة الصحية والوقاية من الأمراض المزمنة. الدقة في قياس الخصر تعتمد على اتباع الخطوات الصحيحة لاختيار موقع القياس، استخدام الأدوات المناسبة، وعدم وجود عوامل تؤثر على النتيجة. كما أن معرفة المعايير الصحية المرتبطة بهذا القياس تساعد في الوقوف على مدى خطورة زيادة الدهون الحشوية، مما يسهل وضع خطط علاجية أو وقائية مناسبة. مع التقدم التقني، ظهرت طرق متعددة لتقييم الدهون الحشوية، إلا أن قياس محيط الخصر يظل الأكثر سهولة وانتشارًا.
المراجع:
-
منظمة الصحة العالمية. (2020). “الإرشادات العالمية لمكافحة السمنة والوقاية من الأمراض غير المعدية.”
-
Mayo Clinic. (2023). “Waist circumference and what it tells about your health.”
