أعراض شلل العصب السابع

أعراض العصب السابع

يُعد العصب السابع، أو ما يُعرف بالعصب الوجهي (Facial Nerve)، من الأعصاب القحفية المهمة التي تتحكم بحركة عضلات الوجه المسؤولة عن التعبير، كما يشارك في وظائف أخرى مثل التذوق وإفراز الدموع واللعاب. عند إصابة هذا العصب بأي خلل، سواء نتيجة التهاب أو ضغط أو أسباب أخرى، تظهر على المريض مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها وموقعها حسب الجزء المتأثر من العصب.

يُعرف الخلل في العصب السابع طبيًا باسم “شلل العصب الوجهي” أو “شلل بيل” (Bell’s palsy) حينما يكون السبب غير معروف. أما في الحالات التي يكون فيها السبب معروفًا، فيكون مرتبطًا بأمراض مثل التهابات فيروسية أو أمراض مناعية أو أورام أو حتى كعرض جانبي للإصابة بالسكتة الدماغية.

فيما يلي تحليل تفصيلي للأعراض المصاحبة لمشكلة العصب السابع، بدءًا من العلامات الظاهرة إلى الأعراض العصبية الدقيقة، وتأثيرها على الوظائف الحيوية والنفسية للمريض.

أولاً: الأعراض الحركية المرتبطة بالعصب السابع

تُعد الأعراض الحركية من أكثر العلامات وضوحًا في إصابة العصب السابع، لأنها تتعلق بشكل مباشر بحركة عضلات الوجه، وتشمل:

1. شلل أو ضعف في عضلات الوجه

• يظهر الشلل عادة في جهة واحدة من الوجه.

• يكون الفم مائلاً إلى جهة واحدة عند التحدث أو الضحك.

• يصعب على المصاب إغلاق العين في الجهة المتأثرة.

• يحدث تسرب للسوائل من الفم أثناء الأكل أو الشرب.

• فقدان القدرة على رفع الحاجب أو العبوس في الجهة المصابة.

2. فقدان تعبيرات الوجه الطبيعية

• الوجه يبدو “مسطحًا” في الجهة المصابة، ويفقد القدرة على التعبير عن الحزن أو الفرح.

• صعوبة في الضحك أو الغمز أو حتى تقطيب الجبين.

• عدم التماثل بين نصفي الوجه، خاصة أثناء الحركة.

3. تشنجات عضلية لاحقة (Synkinesis)

• في بعض الحالات، وبعد التحسن، قد تظهر تشنجات عضلية غير إرادية أو حركات غير طبيعية مرتبطة بأفعال معينة، مثل غلق العين عند الابتسام.

ثانياً: الأعراض الحسية

رغم أن العصب السابع يُعرف بوظيفته الحركية، إلا أنه يحمل أيضًا أليافًا حسية تؤثر على حاسة التذوق وبعض مناطق الجلد، وتظهر أعراضه الحسية على النحو التالي:

1. فقدان التذوق

• غالبًا ما يفقد المريض الإحساس بالتذوق في الجزء الأمامي من اللسان (الثلثين الأماميين)، وخاصة على الجهة المصابة.

2. تنميل أو إحساس غير طبيعي في الوجه

• قد يشعر المريض بوخز أو خدر خفيف في المنطقة المحيطة بالأذن أو الخد.

ثالثاً: الأعراض اللاإرادية والوظيفية

1. مشاكل في العين

• صعوبة في إغلاق الجفن مما يؤدي إلى جفاف العين.

• قد يتطلب الأمر استخدام قطرات دموع اصطناعية أو حتى تغطية العين أثناء النوم.

• احتمال تعرض العين للقرحة نتيجة الجفاف أو التهيج المستمر.

2. فرط أو نقص في إفراز الدموع

• بعض المرضى يعانون من نقص في الدموع.

• آخرون قد يصابون بما يُعرف بـ”دموع التماسيح”، وهي ظاهرة تُمثل إفراز الدموع عند تناول الطعام.

3. فرط اللعاب أو جفاف الفم

• نتيجة لتأثر الغدد اللعابية، قد يشعر المريض بجفاف في الفم أو زيادة غير طبيعية في إفراز اللعاب.

رابعاً: أعراض مصاحبة وفقًا لسبب الإصابة

1. في حال العدوى الفيروسية (مثل فيروس الهربس البسيط)

• ألم خلف الأذن قبل ظهور أعراض الشلل.

• طفح جلدي في قناة الأذن أو خلف الأذن (في حال الإصابة بمتلازمة رامزي هانت).

2. في حال الورم أو الضغط العصبي

• تطور بطيء للأعراض بدلاً من الظهور المفاجئ.

• استمرار الأعراض أو زيادتها تدريجياً مع الوقت.

• فقدان في السمع أو طنين الأذن قد يصاحبان الأعراض.

3. في حال الإصابة بسكتة دماغية

• يصاحب الشلل ضعف في أحد الأطراف أو اضطرابات في النطق.

• الشلل يكون على الجزء السفلي فقط من الوجه، بعكس شلل العصب السابع الذي يصيب الوجه بالكامل في جهة واحدة.

خامساً: الأعراض النفسية والاجتماعية

• الإحراج الاجتماعي نتيجة تغير شكل الوجه.

• القلق والاكتئاب، خاصة عند استمرار الأعراض لفترة طويلة.

• ضعف الثقة بالنفس لدى بعض المرضى بسبب التغير في تعابير الوجه.

سادساً: الجدول التوضيحي لأبرز الأعراض

سابعاً: مدة وشدة الأعراض

تعتمد شدة ومدة استمرار الأعراض على سبب الإصابة بالعصب السابع، ومدى تدخل العلاج في الوقت المناسب، ويمكن تصنيف الأعراض من حيث الزمن على النحو التالي:

• أعراض حادة تظهر فجأة وتصل لذروتها خلال يوم أو يومين.

• أعراض تحت الحادة تتطور تدريجياً خلال أسبوع أو أكثر.

• أعراض مزمنة تستمر لعدة أشهر أو تبقى بشكل دائم إذا لم يحصل الشفاء الكامل أو كانت هناك إصابة عميقة في العصب.

ثامناً: علامات التحسن والتعافي

• القدرة على تحريك عضلات الوجه تدريجياً.

• تحسن التذوق وإفراز الدموع واللعاب.

• اختفاء تدريجي للألم أو الوخز خلف الأذن.

• تحسن التناظر بين نصفي الوجه عند التحدث أو التعبير.

ومع بدء العلاج الطبيعي والتأهيل، قد تظهر بعض الحركات غير الإرادية أو ما يُعرف بـ”المسارات العصبية المعاد تنظيمها”، والتي تعد من علامات بداية تعافي العصب.

المراجع

1. May, M., & Schaitkin, B. (2000). The Facial Nerve. Thieme Medical Publishers.

2. Peitersen, E. (2002). Bell’s palsy: the spontaneous course of 2,500 peripheral facial nerve palsies of different etiologies. Acta Oto-Laryngologica. Supplementum, (549), 4–30.