أسباب السعال وعلاجه

الكحة (السعال): الأسباب والعلاج والوقاية

تعد الكحة أو السعال من أكثر الأعراض التي يواجهها الإنسان في مختلف مراحل حياته، وهي ظاهرة طبيعية تحدث عندما يحاول الجسم التخلص من المواد التي قد تكون ضارة أو مهيجة للمسالك التنفسية. ورغم أن السعال في حد ذاته ليس مرضًا، إلا أنه قد يكون أحد الأعراض المصاحبة لمجموعة متنوعة من الأمراض والحالات الصحية. في هذا المقال، سنستعرض أسباب السعال، أنواعه، وكيفية التعامل معه من حيث التشخيص والعلاج والوقاية.

ما هو السعال؟

السعال هو رد فعل جسدي غير إرادي يحدث عندما تتهيج الحنجرة أو المسالك التنفسية السفلى، مما يؤدي إلى إخراج هواء بسرعة وبقوة من الرئتين عبر الحنجرة والفم. يُعتبر السعال من الآليات الدفاعية للجسم التي تهدف إلى تنظيف مجرى الهواء من المخاط أو الأجسام الغريبة.

أنواع السعال:

يمكن تصنيف السعال إلى عدة أنواع بناءً على المدّة، وطبيعته، والسبب الكامن وراءه. وهذه الأنواع تشمل:

1. السعال الحاد: يحدث بشكل مفاجئ ويستمر لفترة قصيرة تتراوح من عدة أيام إلى أسبوعين. يكون غالبًا نتيجة لعدوى فيروسية أو بكتيرية مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

2. السعال المزمن: يستمر لمدة تتجاوز الثلاثة أسابيع، وقد يكون نتيجة لحالات مرضية مزمنة مثل مرض الربو أو التهاب الشعب الهوائية.

3. السعال الجاف: لا يصاحبه إفرازات أو مخاط، وهو عادةً ما يكون ناتجًا عن تهيج في الحلق أو مجرى التنفس العلوي.

4. السعال الرطب: يصاحبه إفرازات مخاطية أو بلغم، وعادةً ما يكون ناتجًا عن عدوى بكتيرية أو التهاب رئوي.

أسباب السعال:

يمكن أن يكون السعال ناتجًا عن العديد من الأسباب، بدءًا من التهابات بسيطة وصولًا إلى أمراض خطيرة. من أبرز الأسباب:

1. العدوى الفيروسية: الفيروسات مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا هي من أكثر الأسباب شيوعًا للسعال. يتسبب الفيروس في تهيج الحنجرة والممرات التنفسية.

2. التهابات الجهاز التنفسي: مثل التهاب الشعب الهوائية الحاد أو المزمن، والتهاب الرئة، وهي حالات تسبب تورمًا أو انسدادًا في الممرات التنفسية.

3. الأمراض المزمنة: مثل الربو، حيث يؤدي التهاب المسالك الهوائية إلى سعال مستمر يصاحبه صعوبة في التنفس.

4. الحساسية: تعتبر العوامل المحفزة للحساسية مثل الغبار أو حبوب اللقاح أو الحيوانات الأليفة من الأسباب الشائعة للسعال الجاف.

5. التدخين: يؤدي التدخين إلى تهيج الشعب الهوائية ويسبب سعالًا مزمنًا، وهو ما يُعرف بـ “سعال المدخن”.

6. الارتجاع المعدي المريئي (GERD): يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب في المعدة إلى وصول الأحماض إلى المريء والحنجرة مما يسبب السعال.

7. أدوية معينة: بعض الأدوية، مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors)، قد تتسبب في السعال كأثر جانبي.

8. الأمراض المزمنة الأخرى: مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو تليف الرئة.

تشخيص السعال:

تعد عملية تشخيص السعال أمرًا معقدًا بعض الشيء، إذ يعتمد التشخيص بشكل أساسي على تحديد السبب الكامن وراء السعال. في البداية، يقوم الطبيب بأخذ التاريخ الطبي للمريض ومعرفة مدة السعال والأعراض المصاحبة. قد يتطلب الأمر إجراء بعض الفحوصات مثل:

1. الفحص السريري: يتم فحص المريض للبحث عن علامات تدل على وجود التهاب أو انسداد في المسالك التنفسية.

2. الأشعة السينية على الصدر: تساعد في الكشف عن التهابات رئوية أو أمراض تنفسية أخرى.

3. اختبارات التنفس: مثل اختبار وظائف الرئة الذي يساعد في تشخيص الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن.

4. اختبارات الدم: يمكن أن تكشف عن وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية.

5. اختبار الحساسية: لتحديد ما إذا كان السعال ناتجًا عن رد فعل تحسسي.

علاج السعال:

يعتمد علاج السعال على السبب الكامن وراءه. فيما يلي أبرز طرق العلاج:

1. العلاج الدوائي:

   • أدوية السعال: مثل مثبطات السعال (التي تخفف من رغبة السعال) أو الطاردات (التي تساعد في التخلص من البلغم).

   • المضادات الحيوية: تستخدم إذا كان السعال ناتجًا عن عدوى بكتيرية مثل التهاب الشعب الهوائية البكتيري أو الالتهاب الرئوي.

   • أدوية مضادة للحساسية: إذا كان السعال ناتجًا عن حساسية.

   • موسعات الشعب الهوائية: مثل الأدوية المستخدمة في علاج الربو.

   • الأدوية المضادة للحموضة: إذا كان السعال ناتجًا عن ارتجاع الحمض إلى المريء.

2. العلاجات المنزلية:

   • شرب السوائل الدافئة: يساعد شرب الماء الساخن أو الأعشاب مثل الزعتر أو البابونج في تهدئة الحلق.

   • استخدام العسل: يُعتبر العسل من أفضل العلاجات المنزلية التي تساعد في تهدئة السعال الجاف.

   • الغرغرة بالماء المالح: تساعد على تخفيف تهيج الحلق وتخفيف الالتهابات.

   • استنشاق البخار: يساعد في ترطيب الممرات التنفسية وتخفيف السعال.

3. التوقف عن التدخين: يُعد الامتناع عن التدخين من أهم الخطوات لعلاج السعال الناتج عن التهيج المستمر في المسالك التنفسية.

4. العلاج الطبيعي: يمكن أن يشمل التمرينات التنفسية أو التدليك العلاجي للمساعدة في تخفيف الأعراض.

الوقاية من السعال:

من الأفضل الوقاية من السعال عبر اتخاذ بعض التدابير الوقائية التي تقلل من احتمالات الإصابة بالأمراض التي قد تؤدي إلى السعال. تشمل الوقاية:

1. التطعيمات: يُوصى بتلقي التطعيمات مثل تطعيم الإنفلونزا، خاصة في فصل الشتاء.

2. التدابير الوقائية ضد الحساسية: مثل تجنب المواد المثيرة للحساسية.

3. الابتعاد عن التدخين: والتعرض لدخان السجائر.

4. تعزيز جهاز المناعة: عن طريق تناول غذاء صحي، والابتعاد عن التوتر، والنوم الكافي.

5. التهوية الجيدة: الحفاظ على بيئة منزلية نظيفة وجيدة التهوية لتجنب تهيج الممرات التنفسية.

6. غسل اليدين: بشكل متكرر للحد من انتقال الفيروسات التي تسبب السعال.

الخلاصة:

السعال هو رد فعل طبيعي للجسم لمجموعة من العوامل التي تؤثر على الجهاز التنفسي. ورغم أنه قد يكون مزعجًا، إلا أنه في الغالب لا يشير إلى مشكلة صحية خطيرة. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن التحكم في السعال وتحقيق الراحة للمريض. لذا، فإن معرفة الأسباب والعلاج الفعّال للسعال يعد أمرًا حيويًا في الحفاظ على الصحة العامة.