الفرق بين التقويم الهجري والميلادي

الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي:

يعتبر التوقيت أحد أقدم العلوم التي عرفها الإنسان، حيث سعى لتحديد تقاويم دقيقة تساعده في تنظيم حياته اليومية، سواء في الزراعة أو التجارة أو حتى في العبادة. ومن أبرز الأنظمة الزمنية المستخدمة في العالم اليوم، نجد التقويم الهجري والميلادي، وهما تقويمان مختلفان تمامًا من حيث الأسس التي بُنيا عليها، وطرق حساباتهما، وأسباب استخدامهما.

التقويم الميلادي:

التقويم الميلادي هو النظام الزمني الأكثر استخدامًا في معظم أنحاء العالم اليوم. يُنسب إلى ميلاد السيد المسيح عيسى بن مريم، ويبدأ من السنة التي يُعتقد أن ميلاده وقع فيها، وفقًا للحسابات المسيحية التقليدية. يعتمد التقويم الميلادي على الشمس كمرجع رئيسي، ويقسم السنة إلى 12 شهرًا شمسياً، ويُعتبر التقويم الغربي أو الجريجوري هو الأكثر شيوعًا، ويعتمد في حساباته على الدورة الشمسية التي تستغرق حوالي 365.2425 يومًا.

تاريخ بدء التقويم الميلادي:

تعود بداية التقويم الميلادي إلى القرون الأولى من ميلاد المسيح، حيث قرر البابا غريغوري الثالث عشر في عام 1582 إصلاح التقويم الروماني (اليولياني)، الذي كان يعتمد على السنة الشمسية. كان التقويم اليولياني يبالغ في حساب السنة الشمسية بـ 365.25 يومًا، ما جعل هناك انحرافًا طفيفًا عن السنة الشمسية الحقيقية، الذي أدى إلى اختلافات في التواريخ الموسمية. أما الإصلاح الذي أجراه البابا غريغوري فكان يعتمد على السنة الشمسية الدقيقة (365.2425 يومًا).

الشهور في التقويم الميلادي:

ينقسم العام الميلادي إلى 12 شهرًا، وهي:

1. يناير – 31 يومًا

2. فبراير – 28 أو 29 يومًا (حسب السنة الكبيسة)

3. مارس – 31 يومًا

4. أبريل – 30 يومًا

5. مايو – 31 يومًا

6. يونيو – 30 يومًا

7. يوليو – 31 يومًا

8. أغسطس – 31 يومًا

9. سبتمبر – 30 يومًا

10. أكتوبر – 31 يومًا

11. نوفمبر – 30 يومًا

12. ديسمبر – 31 يومًا

في التقويم الميلادي، توجد سنة كبيسة كل 4 سنوات، حيث يتم إضافة يوم إضافي في شهر فبراير ليصبح 29 يومًا بدلاً من 28.

التقويم الهجري:

على النقيض من التقويم الميلادي، يعتمد التقويم الهجري على الدورة الشهرية للقمر حول الأرض، ويبدأ من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة في عام 622 ميلادي. ولهذا، يعتبر التقويم الهجري من التقويمات القمرية التي تعتمد على حركات القمر حول الأرض في تحديد الشهور، ولا يعتمد على السنة الشمسية.

تاريخ بدء التقويم الهجري:

بدأ التقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث تم تحديد بداية العام الهجري من يوم هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، في حادثة تعد من أعظم الحوادث في التاريخ الإسلامي. وقد قرر الخليفة عمر بن الخطاب أن يتم اعتماد هذا التاريخ كأساس لبداية حساب السنوات الهجرية، وبالتالي بدأت السنة الهجرية من شهر محرم.

الشهور في التقويم الهجري:

ينقسم العام الهجري أيضًا إلى 12 شهرًا، ولكن الشهور الهجرية تعتمد على الدورة القمرية التي تأخذ حوالي 29.5 يومًا، مما يعني أن السنة الهجرية تتكون من 354 أو 355 يومًا. وهذا يسبب تباينًا في العلاقة بين السنة الهجرية والشمسية، حيث تكون السنة الهجرية أقصر بحوالي 11 إلى 12 يومًا من السنة الميلادية.

الشهور الهجرية هي:

1. محرم – 30 يومًا

2. صفر – 29 يومًا

3. ربيع الأول – 30 يومًا

4. ربيع الثاني – 29 يومًا

5. جمادى الأول – 30 يومًا

6. جمادى الثانية – 29 يومًا

7. رجب – 30 يومًا

8. شعبان – 29 يومًا

9. رمضان – 30 يومًا

10. شوال – 29 يومًا

11. ذو القعدة – 30 يومًا

12. ذو الحجة – 29 أو 30 يومًا

كما نلاحظ، تتفاوت شهور السنة الهجرية بين 29 و30 يومًا بناءً على رؤية الهلال، مما يضيف عنصرًا من التقلب والتغيير في تحديد الأيام.

الاختلافات الرئيسية بين التقويم الهجري والميلادي:

1. الأساس الزمني:

   • التقويم الميلادي يعتمد على الشمس في تحديد السنة الشمسية، مما يساهم في تحديد دورة المواسم بشكل دقيق.

   • التقويم الهجري يعتمد على الدورة الشهرية للقمر، ما يؤدي إلى سنة هجريّة أقصر بحوالي 11 إلى 12 يومًا من السنة الميلادية.

2. عدد الأيام في السنة:

   • التقويم الميلادي يحتوي على 365 يومًا في السنة العادية و366 يومًا في السنة الكبيسة.

   • التقويم الهجري يحتوي على 354 أو 355 يومًا، وهو أقصر من السنة الميلادية.

3. بداية السنة:

   • التقويم الميلادي يبدأ من سنة ميلاد المسيح عيسى عليه السلام.

   • التقويم الهجري يبدأ من هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

4. الاختلاف في الحسابات:

   • في التقويم الميلادي، يتم إضافة يوم إضافي كل 4 سنوات (السنة الكبيسة) لتصحيح الفرق بين السنة الفلكية والسنة التقويمية.

   • في التقويم الهجري، لا توجد سنة كبيسة ثابتة، ولكن يتم تحديد عدد أيام الأشهر بشكل دقيق بناءً على رؤية الهلال.

5. الانتشار الجغرافي:

   • التقويم الميلادي هو الأكثر استخدامًا عالميًا في كافة المجالات مثل العمل والتعليم والسفر.

   • التقويم الهجري يستخدم في العالم الإسلامي بشكل رئيسي، خصوصًا في تحديد المناسبات الدينية مثل شهر رمضان، والحج، وغيرها.

استخدامات كل تقويم:

1. التقويم الميلادي:

   • يُستخدم على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم في مجالات مثل العمل، والتعليم، والسفر، والتجارة، والأعياد المسيحية مثل عيد الميلاد.

   • يعتبر مرجعًا أساسيًا في تحديد مواعيد الفعاليات والأنشطة اليومية في معظم الدول.

2. التقويم الهجري:

   • يُستخدم بشكل رئيسي في العالم الإسلامي لتحديد المواعيد الدينية مثل بداية شهر رمضان، وأيام الحج، وعيد الفطر وعيد الأضحى.

   • تُعتبر الأشهر الهجرية مرجعًا للعديد من العبادات مثل الصلاة والصوم والزكاة.

تأثير الفرق بين التقويمين على حياة الإنسان:

يؤثر الفرق بين التقويمين في العديد من جوانب الحياة اليومية. فبينما يعتمد التقويم الميلادي على الدورة الشمسية، مما يسمح بتحديد فصول السنة، فإن التقويم الهجري لا يتوافق مع المواسم، مما يعني أن شهر رمضان على سبيل المثال يمكن أن يقع في أي وقت من السنة. نتيجة لذلك، يختلف طول اليوم في شهر رمضان حسب الوقت من العام.

الخلاصة:

يظهر الفرق بين التاريخ الهجري والميلادي في الأساس الذي يعتمد عليه كل تقويم. فبينما يعتمد التقويم الميلادي على الدورة الشمسية التي تحدد طول السنة الشمسية وفصول السنة، يعتمد التقويم الهجري على الدورة القمرية التي تجعل السنة الهجرية أقصر بنحو 10 إلى 12 يومًا. وعلى الرغم من أن كلا التقويمين يتمتعان بأهمية كبيرة في ثقافات مختلفة، إلا أن التقويم الميلادي هو الأوسع استخدامًا عالميًا، بينما يظل التقويم الهجري أساسًا مهمًا في حياة المسلمين وتحديد مناسباتهم الدينية.