عنوان المقال: طريقة استخدام مقشر الوجه
يُعتبر تقشير الوجه من الخطوات الجوهرية في روتين العناية بالبشرة، إذ يساهم في إزالة خلايا الجلد الميتة وتنقية المسام وتحفيز تجديد الخلايا. ورغم بساطة هذا الإجراء ظاهريًا، إلا أن استخدام مقشر الوجه بشكل غير صحيح قد يؤدي إلى نتائج عكسية مثل التهيج أو الجفاف أو حتى تلف الحاجز الواقي للبشرة. من هنا تبرز أهمية الفهم الدقيق لطريقة استخدام المقشر وتوقيته ونوع المقشر المناسب حسب نوع البشرة وحالتها. هذا المقال يقدم شرحًا علميًا تفصيليًا وموسعًا عن كيفية استخدام مقشر الوجه، مدعومًا بالمعايير السليمة للعناية الجلدية ونتائج الأبحاث الحديثة في مجال الأمراض الجلدية والتجميل.
أولاً: ما هو تقشير الوجه؟
تقشير الوجه هو عملية إزالة الخلايا الميتة التي تتراكم على الطبقة الخارجية من الجلد (الطبقة القرنية)، ما يمنح البشرة مظهرًا باهتًا وغير متجانس. تهدف عملية التقشير إلى تحفيز الدورة الدموية، فتح المسام المغلقة، تقليل الرؤوس السوداء، المساعدة على امتصاص منتجات العناية بشكل أفضل، وتحسين ملمس البشرة ومظهرها العام.
ثانيًا: أنواع مقشرات الوجه
1. المقشرات الفيزيائية (الميكانيكية)
تعتمد على حبيبات صغيرة أو فرش أو أدوات قماشية لإزالة الخلايا الميتة من خلال الاحتكاك المباشر مع البشرة. تشمل هذه المقشرات:
| النوع | أمثلة | الاستخدام |
|---|---|---|
| مقشرات بحبيبات ناعمة | السكر البني، الشوفان المطحون | للبشرة العادية والمختلطة |
| مقشرات بأدوات | فرش تنظيف، مناشف خاصة | للبشرة الدهنية والمتينة |
| ماسكات مقشرة فيزيائيًا | الطين أو الفحم النشط | مناسبة للبشرة التي تعاني من الزيوت والرؤوس السوداء |
2. المقشرات الكيميائية
تعتمد على أحماض طبيعية أو صناعية تذيب الروابط بين الخلايا الميتة لتسقط من دون احتكاك مباشر. أبرز أنواعها:
-
أحماض ألفا هيدروكسي (AHAs): مثل حمض الجليكوليك وحمض اللاكتيك. مفيدة للبشرة الجافة والحساسة.
-
أحماض بيتا هيدروكسي (BHAs): مثل حمض الساليسيليك. مناسبة للبشرة الدهنية والمعرضة لحب الشباب.
-
الإنزيمات الطبيعية: مثل إنزيم البابايا أو الأناناس، وهي ألطف أنواع التقشير، مناسبة للبشرة الحساسة.
ثالثًا: كيفية اختيار المقشر المناسب
يعتمد اختيار المقشر على عوامل عدّة تشمل نوع البشرة، الأهداف المرجوة من التقشير، وتكرار الاستخدام المسموح به. الجدول التالي يوضح علاقة نوع البشرة بنوع المقشر الأنسب:
| نوع البشرة | المقشر الأنسب | عدد مرات الاستخدام |
|---|---|---|
| الجافة | مقشرات كيميائية خفيفة (AHAs) | مرة أسبوعيًا |
| الدهنية | مقشرات BHA أو فيزيائية بحبيبات دقيقة | 2-3 مرات أسبوعيًا |
| الحساسة | إنزيمات طبيعية أو AHAs بتركيز منخفض | مرة كل 10 أيام |
| المختلطة | مزيج من AHAs و BHAs | 1-2 مرات أسبوعيًا |
رابعًا: خطوات استخدام مقشر الوجه بشكل صحيح
1. تنظيف الوجه جيدًا
ابدأ بغسل الوجه باستخدام غسول لطيف يتناسب مع نوع البشرة، لإزالة الأوساخ، المكياج، والزيوت المتراكمة. هذه الخطوة ضرورية لمنع انسداد المسام بعد التقشير.
2. تجفيف البشرة بلطف
يُنصح باستخدام منشفة قطنية ناعمة للتربيت على الوجه دون فرك، ما يمنع التهيج.
3. وضع المقشر
-
المقشر الفيزيائي:
يُوزع على البشرة الرطبة بحركات دائرية خفيفة مع تجنب منطقة العين. يجب عدم الضغط أو الفرك بقوة، ومدة التدليك لا تتجاوز 60 ثانية. -
المقشر الكيميائي:
يُوضع على البشرة الجافة بعد التنظيف. يجب اتباع تعليمات المنتج بدقة من حيث المدة وكمية الاستخدام، حيث يُترك المقشر على الوجه لفترة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق، ثم يُغسل بالماء الفاتر.
4. غسل الوجه
يُشطف المقشر بلطف بالماء الفاتر (ليس الساخن)، للتأكد من إزالة بقايا المنتج من على البشرة.
5. ترطيب البشرة
بعد التقشير مباشرة، تكون البشرة أكثر حساسية وفقدت بعضًا من الحاجز الطبيعي، لذا من الضروري استخدام مرطب غني يحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوفيرا أو البانثينول أو حمض الهيالورونيك.
6. وضع واقي الشمس
خصوصًا عند استخدام المقشرات الكيميائية، حيث تُصبح البشرة أكثر عرضة للأشعة فوق البنفسجية. لذلك يجب استخدام واقي شمس بعامل حماية لا يقل عن SPF 30.
خامسًا: أخطاء شائعة يجب تجنبها
-
التقشير المفرط: يؤدي إلى تهيج البشرة، احمرار، جفاف، وفي حالات شديدة قد يُسبب تصبغات أو تدهور حاجز البشرة الواقي.
-
استخدام مقشر غير مناسب لنوع البشرة: مثل استخدام BHAs للبشرة الحساسة، مما يُفاقم التهيج.
-
إهمال الترطيب بعد التقشير: يزيد من جفاف الجلد ويقلل من فعالية عملية التجدد.
-
التعرض المباشر لأشعة الشمس دون حماية: يزيد من خطر التصبغات بعد التقشير الكيميائي.
-
فرك البشرة بشدة عند استخدام المقشر الفيزيائي: يسبب خدوش مجهرية والتهاب الجلد.
سادسًا: فوائد استخدام مقشر الوجه بانتظام
-
تحسين ملمس الجلد وجعله أنعم وأنقى.
-
تعزيز نضارة البشرة وتوحيد لونها.
-
تقليل ظهور الرؤوس السوداء والبيضاء.
-
تقليل احتمالية انسداد المسام.
-
تحفيز إنتاج الكولاجين بمرور الوقت، مما يبطئ علامات التقدم في السن.
-
تحسين امتصاص منتجات العناية الأخرى مثل السيروم والكريمات.
سابعًا: الجدول الزمني المقترح لاستخدام المقشر حسب نوع البشرة
| نوع البشرة | تقشير فيزيائي | تقشير كيميائي | ملاحظات |
|---|---|---|---|
| الجافة | مرة كل 10 أيام | مرة أسبوعيًا | يُفضل AHAs مثل حمض اللاكتيك |
| الدهنية | مرتين أسبوعيًا | مرتين أسبوعيًا | يُفضل BHAs لتقليل الدهون والرؤوس السوداء |
| الحساسة | لا يُنصح | مرة كل 10 أيام | استخدم إنزيمات خفيفة |
| المختلطة | مرة أسبوعيًا | مرة أسبوعيًا | توازن بين النوعين حسب الحاجة |
ثامنًا: متى يُمنع استخدام المقشر؟
-
أثناء وجود التهابات جلدية أو حب شباب نشط ملتهب.
-
بعد عمليات التجميل الجلدية مثل الليزر أو التقشير العميق.
-
أثناء العلاج بمركبات الريتينويد القوية، إلا بإشراف طبي.
-
في حال الإصابة بأمراض جلدية مثل الأكزيما أو الوردية.
تاسعًا: نصائح إضافية لتعزيز فعالية المقشر
-
يُفضل استخدام المقشر في الليل، لإعطاء البشرة فرصة للترميم أثناء النوم.
-
لا تُستخدم منتجات تحتوي على الريتينول أو فيتامين C بعد التقشير مباشرة لتجنب التهيج.
-
يمكن دمج المقشر مع ماسك طيني مرة أسبوعيًا للحصول على تنظيف عميق.
-
تجنب خلط المقشرات الكيميائية المختلفة معًا لتقليل خطر التفاعل الجلدي.
عاشرًا: خلاصة علمية حول المقشرات
تشير الدراسات الجلدية الحديثة إلى أن الاستخدام المنتظم والمنضبط للمقشرات، خاصة الكيميائية منها، يُمكن أن يُحدث تحسناً ملحوظاً في جودة البشرة من حيث التجدد والنضارة. إلا أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى نتائج عكسية بسبب تلف حاجز البشرة، ما يُعرضها للجفاف والالتهابات. ومن هنا تأتي أهمية الاعتدال والفهم الصحيح لكيفية الاستخدام.
المراجع العلمية:
-
American Academy of Dermatology Association (AAD). “How to safely exfoliate at home.” www.aad.org
-
Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology, “Chemical Peels and their role in skin rejuvenation”, 2022.
