صحة الحامل

طرق فحص الحمل المؤكدة

اخر تحديث 09/05/2025
22 تمت قراءة 4 دقيقة

كيفية فحص الحمل: دليل شامل وموسع حول الطرق الطبية والمنزلية للكشف عن الحمل

يُعد فحص الحمل من المراحل الأولية والحاسمة في حياة المرأة التي تخطط للإنجاب أو تراقب تغيرات فيزيولوجية قد تكون مرتبطة بحدوث الحمل. هذا الفحص لا يقتصر فقط على اختبار بسيط للبول في المنزل، بل يمتد ليشمل سلسلة من الفحوصات الهرمونية والسريرية التي تؤكد وجود الحمل وتحدد عمر الجنين ومدى تطوره. سنتناول في هذا المقال الموسّع كل ما يتعلق بفحص الحمل من النواحي الطبية والعلمية، بما يشمل الآليات الهرمونية، الأنواع المختلفة للفحوصات، دقتها، توقيت إجرائها، والأبعاد النفسية والاجتماعية المرتبطة بها.

أولاً: الفهم العلمي للحمل وآلية كشفه

من الناحية البيولوجية، يحدث الحمل عند إخصاب البويضة بواسطة الحيوان المنوي داخل قناة فالوب، تليها عملية انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم. نتيجة لذلك، يبدأ الجسم بإنتاج هرمون يُعرف باسم موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG)، وهو الهرمون الأساسي الذي تُبنى عليه اختبارات الحمل.

هرمون hCG

  • يُفرز هذا الهرمون من الخلايا التي ستكوّن لاحقًا المشيمة.

  • يظهر hCG في الدم بعد 6 إلى 8 أيام من الإباضة، وفي البول بعد نحو 10 إلى 14 يومًا من الإخصاب.

  • تُعد مستوياته مؤشرًا موثوقًا لتحديد وجود الحمل، بالإضافة إلى إمكانية استخدامه لتقدير عمر الحمل.

ثانيًا: أنواع فحوصات الحمل

1. اختبارات الحمل المنزلية (اختبار البول)

تُعد هذه الاختبارات من أكثر الطرق شيوعًا للكشف المبكر عن الحمل، وهي سهلة الاستخدام وتُجرى في المنزل دون الحاجة إلى إشراف طبي.

آلية العمل:

  • تعتمد على كشف وجود هرمون hCG في البول.

  • يمكن إجراؤها في أول يوم بعد تأخر الدورة الشهرية.

الأنواع الشائعة:

  • الشريط أو العصا التقليدية.

  • الأجهزة الرقمية التي تُظهر النتائج على شكل “حامل” أو “غير حامل”.

العوامل المؤثرة في دقة النتيجة:

  • توقيت الإجراء: الصباح الباكر هو الأفضل لأن تركيز الهرمون يكون أعلى.

  • شرب كميات كبيرة من الماء قد يخفف من تركيز الهرمون.

  • بعض الأدوية مثل أدوية الخصوبة قد تؤدي إلى نتائج إيجابية خاطئة.

الدقة: تتراوح بين 97-99% إذا استُخدمت بشكل صحيح.

2. اختبار الدم

يُجرى في المختبر ويُعد أكثر دقة من اختبار البول، ويُستخدم لأغراض متعددة منها تأكيد الحمل المبكر أو تقييم صحته واستمراريته.

أنواع اختبارات الدم:

النوع التفاصيل
النوع الكمي (Quantitative) يقيس كمية hCG بدقة بوحدة mIU/ml، ويُستخدم لمتابعة تطور الحمل.
النوع النوعي (Qualitative) يؤكد فقط وجود أو غياب الهرمون دون تحديد الكمية.

مزايا اختبار الدم:

  • كشف الحمل قبل تأخر الدورة الشهرية.

  • دقة أعلى من اختبار البول.

  • يُستخدم لتقييم حالات الحمل غير الطبيعية مثل الحمل خارج الرحم أو الإجهاض.

3. الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

عادة ما يُجرى بعد الأسبوع الخامس من الحمل، وهو يُستخدم لتأكيد وجود الجنين داخل الرحم، تحديد عمر الحمل، وسلامة النبض القلبي.

أنواع السونار:

  • المهبلي: يستخدم مسبارًا داخليًا ويُعد أكثر دقة في المراحل المبكرة.

  • البطني: يُجرى عبر الجلد ويُستخدم بشكل شائع في المراحل المتوسطة والمتأخرة من الحمل.

ثالثًا: التوقيت المثالي لإجراء فحص الحمل

التوقيت مهم للغاية لضمان دقة النتيجة، ويُوصى بمراعاة ما يلي:

الحالة التوقيت المناسب
اختبار البول المنزلي بعد يوم إلى سبعة أيام من تأخر الدورة الشهرية
اختبار الدم 6-8 أيام بعد الإباضة أو الإخصاب
السونار من الأسبوع الخامس أو السادس للحمل

رابعًا: عوامل قد تؤثر على نتائج فحص الحمل

1. نتائج سلبية كاذبة:

  • إجراء الاختبار مبكرًا جدًا.

  • بول مخفف.

  • استخدام غير صحيح للاختبار المنزلي.

2. نتائج إيجابية كاذبة:

  • تناول أدوية تحتوي على hCG.

  • وجود حالات طبية مثل تكيس المبايض أو أورام المبيض.

  • الحمل الكيميائي (حمل يتوقف مبكرًا دون تطور الجنين).

خامسًا: الفرق بين الحمل الحقيقي والحمل الكيميائي

الحمل الكيميائي هو حالة تنتهي فيها عملية الحمل مبكرًا جدًا، حيث يتم الكشف عن وجود هرمون hCG ولكن دون تطور الجنين أو انغراسه بشكل سليم. يظهر عادة في اختبارات الدم المبكرة، وقد لا تتم ملاحظته في السونار.

سادسًا: التغيرات الجسمانية التي تدفع لإجراء الفحص

هناك مجموعة من الأعراض التي قد تشير إلى حدوث الحمل وتدفع المرأة لإجراء الفحص:

  • غياب الدورة الشهرية.

  • ألم وتورم الثديين.

  • غثيان الصباح.

  • التعب الشديد.

  • تغيرات في المزاج.

  • زيادة في عدد مرات التبول.

ورغم أن هذه الأعراض شائعة، فإنها لا تُعد دليلًا قاطعًا على الحمل وتستلزم إجراء فحص للتأكد.

سابعًا: توصيات وإرشادات عامة قبل وبعد إجراء فحص الحمل

  • يُفضل استخدام أول بول صباحي لإجراء الفحص المنزلي.

  • تجنب شرب كميات كبيرة من الماء قبل الفحص.

  • مراجعة الطبيب فور الحصول على نتيجة إيجابية لتأكيد الحمل وتحديد حالته.

  • المتابعة الطبية ضرورية منذ اللحظة الأولى لتقليل مضاعفات الحمل أو كشف الحمل خارج الرحم مبكرًا.

ثامنًا: الحالات التي يُوصى فيها بإجراء فحص الحمل حتى بدون أعراض واضحة

  • تأخر الدورة الشهرية لأكثر من أسبوع.

  • بعد العلاقة الزوجية غير المحمية.

  • عند الشعور بتغيرات في المزاج أو الوزن أو الشهية.

  • في حال كانت المرأة تتلقى علاجًا للعقم أو تستخدم منشطات تبويض.

تاسعًا: الحالات التي تستوجب إعادة الفحص أو التحقق من النتائج

قد يحدث أحيانًا أن تكون نتيجة الفحص الأول غير دقيقة أو غير واضحة، ويُنصح بإعادة الفحص في الحالات التالية:

  • ظهور خط خفيف جداً في اختبار البول.

  • نتائج متناقضة بين اختبارين منزليين.

  • وجود أعراض حمل مع نتيجة سلبية.

  • تأخر الدورة لأكثر من أسبوعين دون سبب واضح.

عاشرًا: فحص الحمل في الحالات الطبية الخاصة

بعض الحالات الصحية قد تؤثر على نتائج فحوصات الحمل أو تستوجب عناية خاصة، منها:

  • الحمل خارج الرحم: حالة خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا، ولا يمكن تشخيصها إلا بالسونار واختبار الدم.

  • تكيس المبايض: قد يسبب خللاً في الهرمونات مما يؤدي إلى نتائج غير دقيقة.

  • الحمل العنقودي: حمل غير طبيعي يتسبب في ارتفاع غير طبيعي لهرمون hCG.

  • الإجهاض المتكرر: يحتاج إلى متابعة دقيقة لتقدير مستوى hCG بشكل متسلسل.

جدول مقارنة بين أنواع اختبارات الحمل

النوع الوسيط المستخدم الوقت المناسب الدقة إمكانية كشف عمر الحمل إمكانية تأكيد مكان الحمل
اختبار البول المنزلي بول بعد تأخر الدورة 97-99% لا لا
اختبار الدم النوعي دم 7 أيام بعد الإباضة 98-99% لا لا
اختبار الدم الكمي دم 6-8 أيام بعد الإخصاب 99.9% نعم لا
السونار المهبلي موجات فوق صوتية بعد الأسبوع 5 100% نعم نعم

المصادر والمراجع

  1. Mayo Clinic. Pregnancy tests: Understanding the options.

  2. American College of Obstetricians and Gynecologists (ACOG) Guidelines on Early Pregnancy Detection.

اخر تحديث 09/05/2025
22 تمت قراءة 4 دقيقة