الفتق الإربي عند الأطفال

الفتق الإربي عند الأطفال: التعريف، الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

مقدمة

الفتق الإربي هو أحد الحالات الطبية التي تحدث عندما يتسلل جزء من الأمعاء أو الدهون من داخل البطن عبر فتحة في جدار البطن بالقرب من المنطقة الإربية. هذه الحالة شائعة بشكل خاص في الأطفال الرضع، حيث يُلاحظ بشكل أكبر في الأسابيع الأولى من حياتهم. يمكن أن تكون الأعراض شديدة أو خفيفة، وفي بعض الحالات، قد لا يظهر الفتق إلا بعد مرور فترة من الزمن. على الرغم من أن الفتق الإربي ليس دائمًا حالة طارئة، إلا أن التشخيص والعلاج السريع مهمان لتجنب المضاعفات الخطيرة.

تعريف الفتق الإربي

الفتق الإربي هو حالة تحدث عندما يبرز جزء من الأنسجة الداخلية للجسم، مثل الأمعاء أو الدهون، من خلال ضعف في جدار البطن في منطقة الفخذ أو المنطقة الإربية. غالبًا ما يحدث هذا الفتق عندما يكون الجدار العضلي للبطن غير مكتمل النمو أو ضعيفًا، مما يسمح بتسلل الأنسجة من خلاله.

الأسباب

يحدث الفتق الإربي في الغالب بسبب ضعف في جدار البطن، وهو ما قد يكون موروثًا أو ناتجًا عن عوامل خارجية. عند الأطفال الرضع، يعتبر الفتق الإربي ناتجًا عن انغلاق غير كامل لقناة الإربية، وهي القناة التي تتصل بالحبل السري أثناء الحمل. في بعض الحالات، قد تكون هذه القناة غير مكتملة أو ضعيفة، مما يسهل مرور جزء من الأمعاء أو الدهون عبرها بعد الولادة.

تزداد احتمالية حدوث الفتق الإربي عند الأطفال الرضع المبتسرين (الأطفال الذين وُلدوا قبل الأوان) أو الذين لديهم تاريخ عائلي من الفتق. كما أن الفتق الإربي يكون أكثر شيوعًا عند الذكور مقارنة بالإناث، حيث يمثل الذكور ما يقرب من 80-90% من الحالات.

الأعراض

تظهر الأعراض عادةً في شكل انتفاخ أو بروز في منطقة الفخذ أو أسفل البطن. قد يظهر هذا الانتفاخ أثناء البكاء أو أثناء النشاط البدني للطفل. تختلف الأعراض حسب شدة الفتق وموضعه. في بعض الحالات، قد يلاحظ الوالدان انتفاخًا واضحًا في أحد الجانبين من أسفل البطن أو في منطقة الفخذ، خاصة عند محاولتهما رفع الطفل أو أثناء محاولتهما البكاء.

من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الفتق الإربي عند الأطفال:

• تورم أو انتفاخ في منطقة الفخذ أو البطن.

• الألم أو الشعور بعدم الراحة أثناء الحركة.

• تغير في حركة الأمعاء أو الإمساك في بعض الحالات.

• في الحالات الأكثر شدة، قد يُحتجز جزء من الأمعاء في الفتق مما يؤدي إلى مضاعفات مثل انسداد الأمعاء أو حتى الغرغرينا في حالة انقطاع تدفق الدم.

التشخيص

يعتمد تشخيص الفتق الإربي على الفحص السريري والتاريخ الطبي للمريض. عادةً ما يتم تشخيص الحالة عند ملاحظة تورم أو انتفاخ غير طبيعي في منطقة الفخذ أو أسفل البطن. قد يطلب الطبيب الفحوصات التصويرية مثل الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند) لتأكيد التشخيص وتحديد مدى الفتق.

العوامل المؤثرة في حدوث الفتق الإربي

• الولادة المبكرة: الأطفال الذين وُلدوا قبل الأوان (المبتسرين) لديهم فرصة أكبر للإصابة بالفتق الإربي، لأنهم يكونون أكثر عرضة لضعف في جدار البطن.

• التاريخ العائلي: في حالة وجود تاريخ عائلي من الفتق الإربي، فإن الأطفال لديهم احتمالية أكبر للإصابة بهذه الحالة.

• الذكورة: الفتق الإربي أكثر شيوعًا عند الذكور مقارنة بالإناث. ويمثل الذكور ما يقرب من 80-90% من الحالات.

• الولادة الطبيعية: تكون احتمالية الإصابة أعلى بين الأطفال المولودين طبيعيًا.

المضاعفات

عند ترك الفتق الإربي دون علاج، قد تحدث بعض المضاعفات التي تتراوح من بسيطة إلى خطيرة، منها:

• الفتق المحتجز: عندما يعلق جزء من الأمعاء في الفتق ويمنع تدفق الدم إليه، مما يؤدي إلى توقف نشاط الأمعاء. قد يحدث ذلك في حالة الفتق الإربي غير المعالج لفترة طويلة.

• الفتق الملتوي أو الغرغرينا: في الحالات الأكثر شدة، قد ينقطع تدفق الدم إلى الأمعاء المتأثرة، مما يؤدي إلى موت الأنسجة واحتياج الطفل إلى عملية جراحية طارئة لإزالة الأنسجة الميتة.

• الانسداد المعوي: قد يتسبب الفتق في انسداد الأمعاء، مما يؤدي إلى الألم الشديد، القيء، وتوقف حركة الأمعاء.

العلاج

العلاج الرئيسي للفتق الإربي عند الأطفال هو الجراحة. غالبًا ما يُنصح بالجراحة لإصلاح الفتق حتى إذا كانت الأعراض بسيطة أو غير مؤلمة، حيث أن الفتق لا يشفى من تلقاء نفسه.

الجراحة المفتوحة: في هذا النوع من الجراحة، يتم إجراء شق صغير في منطقة الفخذ لتصحيح الفتق. يتم إعادة الأمعاء أو الأنسجة إلى مكانها الطبيعي ثم إغلاق الفتحة في جدار البطن باستخدام غرز.

الجراحة بالمنظار: في بعض الحالات، يمكن إجراء الجراحة باستخدام المنظار. تتضمن هذه الجراحة شقوقًا أصغر ويتم إدخال أدوات طبية صغيرة لإصلاح الفتق. هذا النوع من الجراحة قد يكون أقل إيلامًا وأسرع في الشفاء.

فترة التعافي

بعد الجراحة، يحتاج الطفل إلى فترة من الراحة والشفاء. عادةً ما يكون التعافي سريعًا، حيث يعود الأطفال إلى نشاطهم الطبيعي في غضون أيام إلى أسابيع بعد الجراحة، حسب عمر الطفل وحالته الصحية العامة. يُنصح بتجنب الأنشطة التي قد تؤدي إلى إجهاد منطقة الجراحة، مثل حمل الأشياء الثقيلة أو الأنشطة الرياضية الشاقة، حتى يتعافى الجرح تمامًا.

الوقاية

لا توجد طرق وقائية محددة لمنع حدوث الفتق الإربي عند الأطفال، حيث أنه غالبًا ما يكون نتيجة لضعف جيني في جدار البطن أو نتيجة لظروف الولادة. ومع ذلك، يمكن تقليل المخاطر عن طريق تجنب التوتر الزائد على البطن أثناء فترة الحمل (مثل تجنب السعال المزمن أو الإمساك الشديد)، مما يساعد على تقليل الضغط على جدار البطن.

الختام

الفتق الإربي عند الأطفال هو حالة طبية شائعة، يمكن أن تكون غير مؤلمة في بعض الحالات، لكنها تحتاج إلى تشخيص وعلاج دقيقين لتجنب المضاعفات الخطيرة. رغم أن الجراحة هي العلاج الأمثل لهذه الحالة، إلا أن التشخيص المبكر والتدخل السريع يمكن أن يحسن من فرص الشفاء بشكل أسرع ويقلل من المخاطر على صحة الطفل. في حال ملاحظة أي أعراض غير طبيعية لدى الطفل، يجب استشارة الطبيب فورًا لضمان التشخيص والعلاج المناسب.