أعراض التهاب المثانة: الأسباب، التشخيص والعلاج
يعد التهاب المثانة من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز البولي، ويعني التهاب جدار المثانة بسبب عدوى بكتيرية أو أسباب أخرى. تتراوح الأعراض بين الخفيفة والحادة، وقد تكون مصحوبة بعدة مشكلات صحية تؤثر على الراحة اليومية. يعاني الكثيرون من أعراض التهاب المثانة في مرحلة ما من حياتهم، وبعض الأشخاص قد يعانون من التهابات متكررة. من الضروري التعرف على هذه الأعراض وأسبابها، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج المتاحة.
ما هو التهاب المثانة؟
التهاب المثانة هو التهاب يصيب بطانة المثانة، ويمكن أن يحدث بسبب عدوى بكتيرية أو مشاكل صحية أخرى مثل تهيج الأدوية أو التعرض للمواد الكيميائية. من بين الأسباب الشائعة للالتهاب، تبرز العدوى البكتيرية الناجمة عن بكتيريا إشريشيا كولاي، وهي البكتيريا التي تعيش عادة في الأمعاء، لكنها قد تصل إلى المثانة وتسبب العدوى.
يمكن أن يحدث التهاب المثانة في أي مرحلة عمرية، ولكنه أكثر شيوعًا بين النساء بسبب التركيبة التشريحية للجهاز البولي لدى النساء. عند الإصابة بالتهاب المثانة، تتأثر قدرة المثانة على تخزين البول بشكل طبيعي، مما يسبب انزعاجًا وألمًا في العديد من الحالات.
أعراض التهاب المثانة
تختلف أعراض التهاب المثانة حسب شدة الالتهاب ومسبباته. لكن هناك بعض الأعراض العامة التي قد تشير إلى وجود التهاب في المثانة، وتشمل:
1. الشعور بالحاجة المستمرة للتبول
يعد من الأعراض الأكثر شيوعًا، حيث يشعر المصاب برغبة ملحة ومتكررة للتبول رغم أن المثانة قد تكون فارغة. ويعود ذلك إلى التهيج الذي يحدث في بطانة المثانة بسبب الالتهاب.
2. الألم أو الحرقان أثناء التبول
يشعر المريض في كثير من الأحيان بحرقان أو ألم عند التبول. يعود ذلك إلى التهيج الناتج عن العدوى في بطانة المثانة أو مجرى البول. يكون الألم في بعض الحالات شديدًا ويزداد سوءًا عند محاولة التبول.
3. التبول بكميات صغيرة
يعاني المريض من التبول المتكرر بكميات قليلة جدًا من البول، مما يدل على أن المثانة غير قادرة على التوسع بشكل طبيعي بسبب الالتهاب.
4. الدم في البول
قد يظهر الدم في البول، وهو ما يعرف بالبيلة الدموية. يمكن أن يكون الدم مرئيًا بالعين المجردة أو يظهر تحت المجهر عند فحص البول في المختبر. تعتبر البيلة الدموية من الأعراض الدالة على وجود التهاب حاد في المثانة.
5. رائحة البول الكريهة
يمكن أن يتسبب التهاب المثانة في تغير رائحة البول ليصبح كريهًا أو قويًا. قد يلاحظ المريض أيضًا تغيرًا في لون البول ليصبح غائمًا أو أصفر داكنًا.
6. ألم في أسفل البطن أو الحوض
قد يشعر المريض بآلام خفيفة إلى شديدة في أسفل البطن أو منطقة الحوض. تعود هذه الآلام إلى الضغط الناجم عن الالتهاب في المثانة. في بعض الحالات، يمكن أن يكون الألم مرتبطًا بتقلصات عضلية في جدار المثانة.
7. الحمى والقشعريرة
في بعض الحالات الأكثر خطورة، قد يصاحب التهاب المثانة الحمى والقشعريرة. قد تشير هذه الأعراض إلى أن العدوى قد انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجهاز البولي أو أنها قد تطورت إلى حالة عدوى أكثر شدة.
8. الإحساس بالوهن العام والتعب
يمكن أن يسبب التهاب المثانة تعبًا عامًّا وضعفًا في الجسم نتيجة للعدوى أو الالتهاب المستمر في المثانة. قد يعاني المريض من انخفاض في مستوى الطاقة والشعور بالإرهاق المستمر.
9. ألم في الظهر أو الجانبين
في بعض الحالات الحادة، قد يمتد الألم إلى أسفل الظهر أو منطقة الكليتين. ويعد هذا من الأعراض التي قد تشير إلى تطور العدوى لتشمل الكلى، مما يستدعي العلاج الفوري.
أسباب التهاب المثانة
تتعدد أسباب التهاب المثانة، وتتراوح من العدوى البكتيرية إلى مشاكل صحية أخرى. إليك أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب المثانة:
1. العدوى البكتيرية
كما ذكرنا سابقًا، تعد العدوى البكتيرية أبرز الأسباب المؤدية لالتهاب المثانة. تدخل البكتيريا إلى الجهاز البولي عبر مجرى البول، وتبدأ في التكاثر داخل المثانة، مما يسبب الالتهاب. البكتيريا إشريشيا كولاي هي الأكثر شيوعًا، وهي عادة ما تكون موجودة في الأمعاء ولكن يمكنها أن تنتقل إلى المثانة.
2. استخدام القسطرة البولية
يؤدي استخدام القسطرة البولية بشكل متكرر أو لفترات طويلة إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب المثانة، وذلك لأن القسطرة توفر وسيلة للبكتيريا للانتقال إلى المثانة.
3. الحالات الصحية المزمنة
قد تتسبب بعض الحالات الصحية مثل مرض السكري، أمراض الكلى، أو ضعف الجهاز المناعي في زيادة خطر الإصابة بالتهاب المثانة. فالأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات قد يواجهون صعوبة أكبر في مقاومة العدوى.
4. التمارين الرياضية الشاقة
التمارين المفرطة أو الإصابات في منطقة الحوض قد تهيج المثانة وتسبب التهابها. كما أن ارتداء الملابس الضيقة قد يزيد من فرصة تراكم البكتيريا بالقرب من المنطقة التناسلية، مما يسهل دخولها إلى المثانة.
5. العوامل الوراثية
بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المثانة بسبب العوامل الوراثية، حيث أن ضعف جدران المثانة أو وجود تشوهات خلقية قد يسهم في تطور المرض.
6. الحمل
بسبب التغيرات الهرمونية والضغط على المثانة الناتج عن زيادة حجم الرحم، فإن النساء الحوامل قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المثانة.
متى يجب زيارة الطبيب؟
على الرغم من أن التهاب المثانة غالبًا ما يكون حالة قابلة للعلاج بشكل منزلي، إلا أن هناك حالات تستدعي زيارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب. يجب على المريض زيارة الطبيب في الحالات التالية:
-
إذا كانت الأعراض شديدة أو مستمرة
إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة أو كانت شديدة لدرجة تمنع الشخص من أداء الأنشطة اليومية الطبيعية. -
ظهور الدم في البول
إذا تم اكتشاف الدم في البول، سواء كان ظاهرًا أو غير مرئي، ينبغي استشارة الطبيب فورًا. -
وجود ألم شديد في الظهر أو الجانبين
إذا شعرت بألم شديد في أسفل الظهر أو الجانبين، فقد تكون العدوى قد انتشرت إلى الكلى، مما يستدعي علاجًا فوريًا. -
ارتفاع درجة الحرارة
في حال إصابة الشخص بالحمى والقشعريرة مع أعراض التهاب المثانة، فإن هذا قد يكون علامة على أن العدوى أصبحت أكثر خطورة. -
وجود مشاكل صحية أخرى
في حال كان المريض يعاني من أمراض مزمنة أو ضعف في الجهاز المناعي، فإن الطبيب قد يوصي بإجراء فحوصات إضافية لتحديد العلاج الأنسب.
تشخيص التهاب المثانة
يعتمد تشخيص التهاب المثانة على مجموعة من الفحوصات التي يقوم بها الطبيب. يشمل ذلك:
-
اختبار البول
يتضمن تحليل عينة من البول للكشف عن وجود البكتيريا أو خلايا الدم البيضاء التي تشير إلى التهاب في المثانة. -
فحص الأعراض السريرية
يطلب الطبيب من المريض وصف الأعراض والتاريخ الطبي، ويقوم بفحص منطقة الحوض والمثانة. -
الأشعة السينية أو فحص الموجات فوق الصوتية
قد يلجأ الطبيب إلى إجراء فحوصات تصويرية إذا كانت هناك حاجة لتقييم حالة المثانة أو الجهاز البولي بشكل عام.
علاج التهاب المثانة
يعد العلاج المناسب أمرًا ضروريًا لتخفيف الأعراض ومنع انتشار العدوى. يشمل العلاج عادة ما يلي:
-
المضادات الحيوية
يتم علاج التهاب المثانة الناتج عن عدوى بكتيرية باستخدام المضادات الحيوية، وهي غالبًا ما تكون فعالة في القضاء على البكتيريا المسببة للعدوى. -
مسكنات الألم
قد يوصي الطبيب باستخدام مسكنات للألم لتخفيف الانزعاج الناتج عن التهاب المثانة. -
تغييرات في نمط الحياة
يُنصح المصابون بالتهاب المثانة بتناول كميات كبيرة من السوائل لتسهيل طرد البكتيريا من المثانة، وكذلك تجنب المواد المهيجة مثل الكافيين والتوابل. -
العلاج الدوائي للعدوى المتكررة
في حال كانت الإصابة متكررة، قد يحتاج المريض إلى علاج طويل الأمد باستخدام مضادات حيوية منخفضة الجرعة أو إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب.
الوقاية من التهاب المثانة
تتضمن الوقاية من التهاب المثانة بعض النصائح البسيطة، مثل:
-
شرب كميات كافية من الماء
