دحض 6 من أكبر خرافات التسويق عبر البريد الإلكتروني
يعد التسويق عبر البريد الإلكتروني أحد أقدم وأكثر الأساليب فاعلية في عالم التسويق الرقمي، ورغم ذلك، ما زال يحيط به العديد من الخرافات والمفاهيم الخاطئة التي تعيق العديد من الشركات من الاستفادة الكاملة من إمكاناته. في هذا المقال، سوف نناقش بعضًا من أبرز هذه الخرافات ونقدم الحقائق التي تكشف عن الطريقة المثلى لاستخدام هذه الأداة الحيوية في التسويق.
الخرافة الأولى: “البريد الإلكتروني لم يعد ذا فائدة في العصر الحديث”
من أبرز المفاهيم الخاطئة التي يتداولها البعض هي أن البريد الإلكتروني قد أصبح أداة قديمة في عالم التسويق الرقمي، وأنه لم يعد فعّالًا بسبب ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة الحديثة. ولكن الحقيقة هي أن البريد الإلكتروني لا يزال يشكل حجر الزاوية للعديد من استراتيجيات التسويق الناجحة. وفقًا لدراسات حديثة، تعد الرسائل الإلكترونية من أكثر القنوات التي تحقق عوائد عالية على الاستثمار مقارنةً مع غيرها من القنوات.
تتمثل إحدى أسباب بقاء البريد الإلكتروني قويًا في أنه يتيح للشركات التواصل مباشرة مع جمهور محدد بدقة من خلال قوائم البريد التي يتم جمعها عبر مراحل متعددة. بينما لا يمكن القول بأن البريد الإلكتروني هو الأداة الوحيدة، إلا أنه يظل قناة موثوقة وفعّالة للتفاعل المباشر مع العملاء الحاليين والمحتملين على حد سواء.
الخرافة الثانية: “البريد الإلكتروني يعتبر مزعجًا بالنسبة للعملاء”
يفترض البعض أن التسويق عبر البريد الإلكتروني قد يؤدي إلى إزعاج المتلقين وبالتالي يؤدي إلى تراجع فاعليته. في الواقع، العكس هو الصحيح. البريد الإلكتروني يصبح مزعجًا فقط عندما يتم إرساله بشكل مفرط أو غير موجه بالشكل الصحيح. استخدام الأساليب الصحيحة في جمع البريد الإلكتروني وإرسال رسائل ملائمة تتناسب مع اهتمامات العميل يمكن أن يسهم في تحسين تجربة المستخدم.
وفقًا لإحصائيات، أظهرت الأبحاث أن 78% من المتسوقين يرغبون في تلقي رسائل تسويقية عبر البريد الإلكتروني، بشرط أن تكون هذه الرسائل مخصصة ومرتبطة باحتياجاتهم الشخصية. فبناء قاعدة بيانات جيدة واستخدام تقسيم البيانات بشكل فعّال يمكن أن يقلل بشكل كبير من الانزعاج لدى العملاء ويزيد من فعالية الحملة.
الخرافة الثالثة: “البريد الإلكتروني يجب أن يكون دائمًا طويلًا وشاملًا”
هناك اعتقاد خاطئ آخر وهو أن الرسائل الإلكترونية التسويقية يجب أن تكون طويلة لتغطية كافة التفاصيل. بينما يمكن أن تكون بعض الرسائل الطويلة مفيدة في بعض الحالات، إلا أن معظم المستخدمين يفضلون الرسائل القصيرة والمباشرة التي تقدم لهم الفائدة بأقل وقت ممكن.
البحث يشير إلى أن الرسائل القصيرة والمركزة تزيد من معدلات الفتح والنقر مقارنةً بالرسائل التي تحتوي على نصوص طويلة وغير ضرورية. تركيز الرسالة على محتوى قيم وواضح ومرتكز على حاجة العميل يمكن أن يحقق نتائج أفضل من الإطالة التي قد لا تكون ذات فائدة.
الخرافة الرابعة: “أوقات الإرسال لا تهم”
يعتقد بعض المسوقين أن الوقت الذي يتم فيه إرسال البريد الإلكتروني ليس مهمًا وأنه يمكن إرساله في أي وقت من اليوم. ولكن الواقع يختلف تمامًا، فالتوقيت المناسب لإرسال رسائل البريد الإلكتروني يمكن أن يؤثر بشكل كبير على معدلات الفتح والمشاركة. يعتمد التوقيت المثالي على عدة عوامل، مثل المنطقة الزمنية التي يتواجد فيها جمهورك المستهدف، واهتماماتهم، والوقت الذي يكونون فيه أكثر استعدادًا لفتح رسائل البريد الإلكتروني.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة أن رسائل البريد الإلكتروني التي يتم إرسالها في صباح يوم الاثنين تحصل على معدلات فتح أعلى من تلك التي يتم إرسالها في أوقات أخرى من الأسبوع. لذلك، من الضروري تحليل سلوك جمهورك المستهدف وتحديد الأوقات الأمثل لإرسال الرسائل.
الخرافة الخامسة: “البريد الإلكتروني ليس فعالًا في جذب العملاء الجدد”
أحد الأخطاء الشائعة في التسويق عبر البريد الإلكتروني هو أن البعض يعتقد أن هذه الأداة مفيدة فقط في الحفاظ على العملاء الحاليين ولا يمكن استخدامها لجذب العملاء الجدد. في الحقيقة، يمكن أن يكون البريد الإلكتروني أداة فعالة للغاية في جذب عملاء جدد إذا تم استخدامه بشكل استراتيجي.
تتيح لك قوائم البريد الإلكتروني المستهدفة حملات ترويجية محددة للمشتركين الجدد أو الأشخاص الذين أبدوا اهتمامًا بعلامتك التجارية من خلال قنوات أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو محركات البحث. من خلال تزويدهم بمحتوى ذي قيمة، يمكنك تحويل هؤلاء العملاء المحتملين إلى عملاء فعليين.
الخرافة السادسة: “التحليل المتقدم للبريد الإلكتروني ليس ضروريًا”
من المعتقدات الشائعة أيضًا أن التحليل المعمق لنتائج حملات البريد الإلكتروني ليس أمرًا ضروريًا. الحقيقة هي أن تحليل بيانات البريد الإلكتروني يعد عنصرًا أساسيًا في تحسين الحملات المستقبلية وزيادة فعاليتها. يمكن للمسوقين قياس عدة مؤشرات مثل معدلات الفتح، ومعدلات النقر، ومعدلات التحويل، والتفاعل مع محتوى البريد الإلكتروني، مما يساعد في فهم سلوك الجمهور وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين.
من خلال هذه التحليلات، يمكن اتخاذ قرارات مستنيرة حول تعديل النصوص أو تحسين العروض أو تغيير توقيت الإرسال لتحقيق نتائج أفضل. كما أن تحسينات بسيطة، مثل تخصيص العناوين أو تعديل العروض، يمكن أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في أداء الحملات.
خلاصة
بناءً على ما تم مناقشته، يتضح أن التسويق عبر البريد الإلكتروني لا يزال أداة قوية وفعالة إذا تم استخدامه بالشكل الصحيح. الخرافات التي تحيط بهذا المجال تؤثر سلبًا على كيفية استفادة الشركات من هذه القناة التسويقية. من خلال التخلص من هذه المفاهيم الخاطئة واتباع أفضل الممارسات في تصميم الحملات وتنفيذها، يمكن للمسوقين أن يحققوا نتائج ملموسة سواء من حيث التفاعل مع الجمهور أو زيادة العوائد على الاستثمار.
