طرق التخلص من لعيان الحمل

كيفية التخلص من لعيان الحمل: طرق فعالة للتعامل مع الغثيان في فترة الحمل

تعد مرحلة الحمل واحدة من أكثر الفترات حساسية في حياة المرأة، حيث تمر بتغيرات هرمونية وجسدية تؤثر على صحة الأم والجنين. من أبرز الأعراض التي تصاحب هذه المرحلة هو “لعيان الحمل” أو الغثيان، وهو شعور غير مريح قد يصيب المرأة في الأسابيع الأولى من الحمل وقد يستمر في بعض الحالات لفترات أطول. قد يكون هذا العرض مزعجًا للغاية ويؤثر على حياة المرأة اليومية، لكنه يعد أمرًا شائعًا يمكن التعامل معه بطرق متعددة.

ما هو لعيان الحمل؟

يعرف لعيان الحمل أو الغثيان الحمل بكونه شعورًا بالغثيان أو رغبة قوية في التقيؤ، وهو أحد الأعراض الشائعة التي تصاب بها النساء في بداية الحمل. عادة ما يبدأ في الأسبوع السادس من الحمل ويختفي تدريجيًا مع مرور الوقت، حيث يشعر حوالي 70-80% من النساء الحوامل بهذا العرض. وفي معظم الحالات، يبدأ الغثيان في الأشهر الثلاثة الأولى ويستمر حتى الأسبوع 12، لكن في بعض الحالات النادرة قد يستمر حتى الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.

الأسباب الرئيسية لحدوث لعيان الحمل

السبب الرئيسي وراء حدوث لعيان الحمل غير مؤكد بالكامل، لكن يعتقد أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا في تحفيز هذا الشعور غير المريح:

1. التغيرات الهرمونية: تشهد المرأة الحامل تغيرات هرمونية كبيرة في بداية الحمل، وأهمها زيادة مستويات هرمون “الـ hCG” (هرمون الحمل) وهرمون “البروجسترون”. هذه الهرمونات تؤثر على الجهاز الهضمي، مما يزيد من خطر حدوث الغثيان.

2. زيادة حاسة الشم: تتزايد حاسة الشم لدى الحامل بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأولى من الحمل، مما يجعلها أكثر عرضة للتأثر بروائح معينة قد تثير الغثيان.

3. التغيرات في المعدة والأمعاء: يعمل هرمون البروجسترون على إرخاء العضلات الملساء في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى إبطاء عملية الهضم، وبالتالي قد يشعر الشخص بالغثيان نتيجة لهذا التباطؤ.

4. الحساسية تجاه الأطعمة: قد تصبح بعض الأطعمة أو المشروبات غير مرغوب فيها بالنسبة للمرأة الحامل، مما يزيد من احتمالية حدوث الغثيان.

5. التوتر والقلق: تأثير التوتر النفسي والقلق على الجسم قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض المصاحبة للحمل، بما في ذلك الغثيان.

طرق طبيعية للتخلص من لعيان الحمل

لحسن الحظ، يمكن تخفيف أو حتى التخلص من لعيان الحمل باستخدام بعض الطرق الطبيعية التي تساعد على تقليل الأعراض بشكل فعال:

1. تناول وجبات صغيرة ومتكررة

العديد من النساء الحوامل يعانين من الغثيان عندما يمضين وقتًا طويلاً دون تناول الطعام. لذا فإن تناول وجبات صغيرة على مدار اليوم يساعد في الحفاظ على مستوى السكر في الدم، مما يقلل من الشعور بالغثيان. يفضل أن تكون هذه الوجبات خفيفة وغير دهنية أو حارة، مثل الخبز المحمص أو الفواكه المجففة.

2. الزنجبيل

يعد الزنجبيل من أكثر العلاجات الطبيعية شهرة في علاج الغثيان. يمكن تناول الزنجبيل على شكل شاي أو مكملات غذائية أو حتى مضغه بشكل طازج. أظهرت الدراسات أن الزنجبيل يمكن أن يقلل من أعراض الغثيان بشكل فعال. يُعتقد أن الزنجبيل يساعد في تهدئة المعدة ويقلل من تهيج الجهاز الهضمي.

3. شرب السوائل بكثرة

يمكن أن يؤدي الجفاف إلى تفاقم الغثيان، لذا من الضروري أن تحرص المرأة الحامل على شرب كميات كافية من السوائل. يُفضل شرب الماء بكميات صغيرة على مدار اليوم، خاصة إذا كان الشعور بالغثيان قويًا. يمكن أيضًا شرب شاي الأعشاب مثل شاي النعناع أو البابونج الذي يساعد على تهدئة المعدة.

4. استخدام الليمون

الليمون يعتبر من الحلول الطبيعية الأخرى التي تساعد في تقليل الغثيان. يمكن للمرأة الحامل شرب ماء الليمون الطازج أو استنشاق رائحة الليمون للحصول على تأثير مهدئ. هناك العديد من الدراسات التي تدعم فعالية الليمون في تخفيف الشعور بالغثيان لدى الحوامل.

5. تجنب المثيرات

يجب على الحامل تجنب الروائح التي قد تثير الغثيان مثل الروائح القوية للأطعمة أو العطور. يمكن أن تؤدي بعض الروائح مثل الطعام المقلي أو القهوة إلى زيادة شعور الغثيان، لذا يفضل الابتعاد عنها قدر الإمكان.

6. أخذ قسط كافٍ من الراحة

في كثير من الأحيان، يكون التعب سببًا رئيسيًا لزيادة حدة الغثيان. لذلك، يُنصح بالاستراحة بشكل منتظم وأخذ قسط كافٍ من النوم. كما أن تقليل مستويات التوتر والقلق يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الأعراض.

7. تناول الأطعمة الغنية بفيتامين B6

تشير بعض الأبحاث إلى أن فيتامين B6 يمكن أن يساعد في تقليل أعراض الغثيان. توجد مكملات غذائية تحتوي على هذا الفيتامين، ولكن يمكن الحصول عليه أيضًا من الأطعمة مثل الموز، والبطاطس، والمكسرات، والحبوب الكاملة.

8. تناول الطعام البارد

قد تكون الأطعمة الساخنة ذات الروائح القوية مزعجة للمعدة. يمكن أن يساعد تناول الطعام البارد أو المثلج على تقليل الغثيان، مثل الأطعمة مثل الزبادي أو الفواكه المجمدة.

9. ممارسة تمارين التنفس

تمارين التنفس العميق تساعد في تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر. يمكن أن تساهم هذه التمارين في تخفيف الغثيان الناجم عن القلق أو التوتر. يمكن للمرأة الحامل أن تمارس التنفس العميق في أي وقت تشعر فيه بالغثيان.

العلاجات الطبية لالتعامل مع لعيان الحمل

في بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض شديدة للغاية ولا تنجح العلاجات الطبيعية في التخفيف منها، قد تحتاج المرأة إلى العلاجات الطبية. لكن ينبغي دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أثناء الحمل.

1. الأدوية المضادة للغثيان

هناك بعض الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لتخفيف الغثيان، مثل مضادات الهيستامين أو الأدوية التي تحتوي على فيتامين B6. تكون هذه الأدوية عادة آمنة للاستخدام أثناء الحمل في الجرعات الموصى بها.

2. الأدوية المضادة للحموضة

في بعض الحالات، قد يتسبب الغثيان في زيادة الحموضة في المعدة، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض. في هذه الحالات، قد يساعد تناول الأدوية المضادة للحموضة، ولكن يجب استخدامها بحذر تحت إشراف الطبيب.

متى يجب زيارة الطبيب؟

بينما يُعد الغثيان جزءًا طبيعيًا من الحمل بالنسبة للكثير من النساء، إلا أن هناك حالات قد تتطلب استشارة طبية فورية. إذا كانت المرأة تعاني من:

• غثيان شديد لا يمكن السيطرة عليه

• تقيؤ مستمر لعدة أيام

• فقدان كبير في الوزن

• علامات الجفاف (مثل جفاف الفم، أو قلة التبول)

في هذه الحالات، من المهم التوجه للطبيب لتقييم الحالة وتقديم العلاج المناسب.

خلاصة

يمكن القول إن لعيان الحمل أو الغثيان هو عرض شائع يحدث خلال الأشهر الأولى من الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية والجسدية التي يمر بها جسم المرأة. على الرغم من أنه قد يكون مزعجًا، فإن هناك العديد من الطرق الطبيعية والطبية التي يمكن أن تساعد في التخفيف من هذه الأعراض. من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة مثل تناول وجبات صغيرة ومتكررة، والابتعاد عن المثيرات، واستخدام العلاجات الطبيعية مثل الزنجبيل والليمون، يمكن للمرأة الحامل أن تجد الراحة وتقلل من تأثير الغثيان على حياتها اليومية. في الحالات الأكثر حدة، يمكن للطبيب أن يوصي بعلاج طبي مناسب للمساعدة في السيطرة على الأعراض.