“ضوء في النافذة” هو العنوان الذي يشع في سماء رواية جان كارون الثانية في سلسلة ميتفورد، حيث تتلاقى أحداث الحياة اليومية مع العناصر الروحية بطريقة مدهشة. يُقدم الكاتب في هذا العمل رحلة إلى عالم صغير يتداخل فيه العادات والتقاليد مع العلاقات الإنسانية ومفارقاتها الساخرة.
تنغمس القصة في حياة القس فريتم، الذي يعيش كعازب في قرية ميتفورد، حيث يتقاطع طريقه مع جارته الجذابة التي تستحوذ على قلبه بسحرها الخاص. ولكن ليس هذا فقط، فحياة القس تتشابك مع تقديمات ساخنة من قبل أرملة ثرية، بينما تقتحم ابنة عمه ذات الشعر الأحمر المنزل الكنسي دون دعوة مسبقة، مما يجعل القس فريتم في حاجة ماسة إلى تدخل إلهي.
تقوم الرواية ببناء علاقات شخصياتها ببراعة، حيث تتشابك خيوط العواطف والتحديات والفرح بطريقة تجعل القارئ يندمج تمامًا في عالم ميتفورد. تمتزج فيها لحظات السحر والغموض مع الضحكات الساخرة والمواقف المؤثرة، مما يمنح الرواية طابعًا فريدًا وممتعًا.
يسرد الكتاب قصة حب تتخللها لحظات دافئة ومواقف مضحكة، مع تسليط الضوء على تحديات الحياة الدينية والاجتماعية في قرية صغيرة، وكيفية التعامل معها بالإيمان والصبر. تظهر الرواية بأسلوبها الرائع العديد من الدروس الحياتية، وتؤكد على أن الحياة في البلدات الصغيرة قليلة الهدوء، وبالتأكيد ليست مملة على الإطلاق.
بقلم جان كارون، تأتي “ضوء في النافذة” لتثبت أن الروحانية والبساطة يمكن أن تتجاور بأسلوب ساحر يمزج بين الحنين للأيام القديمة والتفاؤل بمفاجآت الغد. إنها رحلة لا تُنسى في عالم لا يخلو من المعجزات والغموض، والتي يمكن أن تلهمنا جميعًا في مسارنا نحو الحب والإيمان.