بالتأكيد، دعنا نستكشف أحداث ضم النمسا التاريخية بتفصيل أكبر. في الفترة الممتدة من 12 مارس إلى 10 أبريل 1938، شهدت أوروبا تطوراً مهماً وهو ضم النمسا إلى الرايخ الألماني، والمعروف تاريخياً بـ “ضم النمسا” أو “أنشلوس”، وهي أحداث ألمت بالعديد من الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
في هذه الفترة، كانت النمسا تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة جداً، وكانت الفرصة مواتية للزعيم النازي أدولف هتلر لتحقيق أهدافه السياسية، والتي كانت تشمل توحيد جميع الناطقين بالألمانية تحت سيطرة واحدة.
تمثلت الأحداث في ضغط شديد من جانب هتلر وحكومته على الحكومة النمساوية المحلية بقيادة الزعيم كورت شوسنيغ، للسماح بإجراء استفتاء شعبي حول الانضمام إلى الرايخ الألماني. ورغم أن هذا الاستفتاء كان مزعوماً بأنه تعبير حر لإرادة الشعب النمساوي، إلا أن الواقع كان أن الضغط النازي كان كبيراً للغاية، وقلق الحكومة النمساوية من العواقب السلبية في حالة رفضها للمطالب النازية كان كبيراً جداً.
في 12 مارس 1938، دخلت القوات الألمانية النمسا بحجة إعادة توحيد الشعب الناطق بالألمانية، وواجهت قوات الحرس النمساوي المقاومة لكن بدون جدوى أمام القوة العسكرية الكبيرة للألمان. وفي اليوم التالي، وافق هتلر على الدستور النمساوي المعدل، الذي أقر أنضمام النمسا إلى الرايخ الألماني، وهكذا تمت عملية الضم بشكل رسمي.
وعلى الفور، شهدت فيينا وباقي المدن النمساوية احتفالات عارمة وترحيباً بالتوحيد، في حين بادرت الحكومة النمساوية بحل نفسها واستسلامها أمام الضغوط النازية.
ومع هذا الضم القسري للنمسا، فتحت الباب أمام هتلر لمواصلة توسيع نفوذه واستراتيجيته التوسعية في أوروبا، وبالتالي كان هذا الحدث من المفاجئات الهامة التي شكلت مرحلة مهمة في تاريخ الحرب العالمية الثانية، وكانت بداية لسلسلة من الأحداث التي أدت إلى اندلاع الصراع الكبير في العالم.
مصادر: