في كتابهم “They Made America: From the Steam Engine to the Search Engine: Two Centuries of Innovators”، يستكشف هارولد إيفانز بالتعاون مع جيل باكلاند وديفيد ليفر تاريخ الابتكار في الولايات المتحدة على مدى قرنين من الزمان. يروي الكتاب قصة تزدهر أمريكا بفضل شعب مبدع يؤمن بشكل خاص بالتكنولوجيا، ابتداءً من المستوطنين الأوائل الذين استخدموا المطاحن الهوائية لسحب المياه في السهول الكبرى، وصولاً إلى خبراء الإنترنت في عصرنا الحديث.
الابتكار والابداع العملي تمثلان القوة الرئيسية وراء تفوق أمريكا. ومع ذلك، تتجاوز هذه القصة الاستثنائية حدود الابتكار الفني إلى جوانب أخرى من التاريخ المذهل للبلاد. يتتبع إيفانز كيف أثبت المبتكرون مرارًا وتكرارًا أنهم ديمقراطيون، ليسوا دافعين بالطمع بل بطموح يعتزون بترك بصمة لا تُنسى. فقد نقلوا المثل السياسي للأمة إلى واقع اقتصادي، حيث لعبوا دورًا حاسمًا في تحقيق التقدم والازدهار الاقتصادي للبلاد.
الكتاب يبرز أيضًا أن أمريكا لم تكن مجرد مجتمع مبني على الاقتصاد والتكنولوجيا فقط، بل كانت مسرحًا لقصص البطولة الشخصية والإصرار، حيث تجسد الرواد والمخترعون شخصيات الرائدة في كل فترة من فترات التاريخ الأمريكي. إنهم لم يكونوا فقط منتجين للأفكار الجديدة بل كانوا أيضًا مشاركين في بناء هوية الأمة الوطنية وتحقيق الطموحات الشخصية والجماعية.
ومن خلال هذا السرد التاريخي، يسلط الكتاب الضوء على كيفية تأثير الابتكار والتكنولوجيا في تشكيل الولايات المتحدة كقوة عالمية، وكيف أن الشغف بالتقدم التكنولوجي لدى الأمريكيين لم يكن مجرد تطلعات شخصية بل كان يمثل رؤية مجتمعية تهدف إلى تحقيق الريادة والتميز العالمي.
في الختام، يعد “They Made America” عملًا يلقي الضوء على الروح الابتكارية للأمريكيين وعلى كيفية أن الابتكار لم يكن مجرد محرك للاقتصاد بل كان أيضًا عاملاً محوريًا في تعزيز القيم الديمقراطية وتحقيق التقدم الشامل للأمة على مر العصور.