8 صفات يتميّز بها أصحاب تقدير الذات المنخفض
تقدير الذات هو العامل الأساسي الذي يؤثر في كيفية رؤية الفرد لذاته وقدراته. يُعدّ تقدير الذات المرتفع مؤشراً على الصحة النفسية الجيدة، حيث يعزز الثقة بالنفس ويمكن الشخص من تحقيق أهدافه في الحياة. من ناحية أخرى، يعاني الأشخاص ذوو تقدير الذات المنخفض من مشاكل في تعاملاتهم اليومية وقدراتهم على اتخاذ القرارات والنجاح. في هذا المقال، سنستعرض 8 صفات يتميز بها أصحاب تقدير الذات المنخفض وكيفية تأثير هذه الصفات على حياتهم الشخصية والمهنية.
1. الشعور المستمر بالنقص
أصحاب تقدير الذات المنخفض غالبًا ما يعانون من شعور دائم بالنقص أو العجز. سواء في قدراتهم الشخصية أو المهنية، فإنهم لا يرون أنفسهم كأشخاص كاملين أو جديرين بالتقدير. هذه النظرة السلبية لذات الشخص تؤدي إلى إحساس دائم بعدم الكفاية مقارنة بالآخرين. يشعر هؤلاء الأشخاص بأنهم غير قادرين على الوفاء بالتوقعات العالية، حتى لو كانت هذه التوقعات غير واقعية.
2. الخوف من الفشل والانتقاد
من أبرز الصفات التي يتمتع بها أصحاب تقدير الذات المنخفض هو الخوف الشديد من الفشل أو الانتقاد. يتجنبون اتخاذ القرارات المهمة خوفًا من أن يُنظر إليهم على أنهم فاشلون أو غير أكفاء. هذا الخوف يمكن أن يكون عقبة رئيسية في تطورهم الشخصي والمهني، إذ يجعلهم يعانون من القلق المستمر، ويحدّ من قدرتهم على التقدم أو المغامرة. بسبب هذا الخوف، يصبحون أكثر تحفظًا في حياتهم اليومية.
3. الشك المستمر في القدرات الشخصية
يميل الأشخاص ذوو تقدير الذات المنخفض إلى الشك في قدراتهم الشخصية، حتى لو كان لديهم مهارات أو خبرات قوية. يشككون في ما يمكنهم إنجازه، سواء كان ذلك في العمل أو في علاقاتهم الشخصية. هذا الشك المستمر يمكن أن يحد من قدرتهم على التقدم في حياتهم، حيث يصبحون غير قادرين على التصرف بثقة في مواقف تتطلب اتخاذ القرار أو العمل الجماعي.
4. التجنب والميل للعزلة الاجتماعية
أصحاب تقدير الذات المنخفض يميلون في كثير من الأحيان إلى تجنب التفاعلات الاجتماعية أو العزلة. يشعرون بعدم الارتياح في المواقف الاجتماعية ويعتقدون أنهم غير مرغوب فيهم أو غير قادرين على جذب انتباه الآخرين بشكل إيجابي. قد يعانون من التوتر الشديد عند وجودهم في مجموعة اجتماعية، مما يدفعهم إلى التراجع والانزواء.
5. الإفراط في التفكير والتشكيك
إحدى السمات المشتركة لأصحاب تقدير الذات المنخفض هي الإفراط في التفكير (أو ما يعرف بالمبالغة في التحليل). يتخذون وقتًا طويلاً في التفكير في أبسط القرارات، ويتساءلون دائمًا عن ما إذا كانت اختياراتهم صحيحة أم لا. هذه المبالغة في التفكير قد تؤدي إلى تجنب اتخاذ القرارات بالكامل بسبب الخوف من النتائج السلبية.
6. التركيز على السلبيات
أصحاب تقدير الذات المنخفض يميلون إلى التركيز على جوانبهم السلبية بدلاً من الإيجابية. عندما يتعرضون للنقد أو الفشل، يعممونه على جميع جوانب حياتهم. على سبيل المثال، إذا ارتكبوا خطأ في العمل، يعتقدون أن هذا يعني أنهم غير كفؤين في مجمل حياتهم المهنية أو الشخصية. كما أنهم يجدون صعوبة في رؤية أي من نجاحاتهم أو إنجازاتهم السابقة.
7. الحاجة المستمرة للإثبات
بسبب شعورهم الدائم بعدم الكفاية، يسعى أصحاب تقدير الذات المنخفض إلى إثبات أنفسهم باستمرار للآخرين. قد يبذلون جهدًا مفرطًا لإرضاء الآخرين أو للحصول على موافقتهم، حتى لو كان ذلك يعني التنازل عن رغباتهم واحتياجاتهم الشخصية. هذه الحاجة المستمرة للإثبات يمكن أن تؤدي إلى علاقات غير صحية أو إلى استنزاف طاقاتهم النفسية والجسدية.
8. الافتقار إلى مهارات تحديد الأهداف
أصحاب تقدير الذات المنخفض قد يعانون أيضًا من صعوبة في تحديد الأهداف أو وضع خطط واضحة لتحقيقها. نظراً لافتقارهم للثقة في أنفسهم، قد يعتقدون أن تحديد الأهداف ليس ذا فائدة، لأنهم في الأساس لا يعتقدون أنهم قادرون على تحقيقها. هذا يؤدي إلى نوع من الركود وعدم القدرة على تحديد مسار حياتهم، ما يؤثر بشكل كبير على تطورهم المهني والشخصي.
تأثير هذه الصفات على الحياة الشخصية والمهنية
تؤثر هذه الصفات بشكل ملحوظ على الحياة اليومية لأصحاب تقدير الذات المنخفض، سواء في محيطهم الشخصي أو المهني. على الصعيد الشخصي، يمكن أن تؤدي هذه الصفات إلى صعوبة في بناء علاقات صحية ومستقرة. فالأشخاص الذين يفتقرون إلى الثقة بأنفسهم غالبًا ما يعانون من صعوبة في التواصل مع الآخرين، مما يؤدي إلى التوتر والانفصال العاطفي.
أما على الصعيد المهني، فإن أصحاب تقدير الذات المنخفض قد يعانون من ضعف في الأداء بسبب عدم قدرتهم على اتخاذ القرارات بثقة أو تحمل المسؤولية. كما أن خوفهم المستمر من الفشل والانتقاد قد يؤدي إلى عدم التقدم أو الإبداع في العمل.
كيفية تحسين تقدير الذات
يمكن للأشخاص الذين يعانون من تقدير ذات منخفض أن يتخذوا خطوات لتحسينه:
-
التعرف على نقاط القوة والضعف: من المهم أن يكون الشخص على دراية بجوانب شخصيته وقدراته. يمكن تحديد النقاط القوية والعمل على تعزيزها بينما يتم التركيز على تحسين النقاط الضعيفة.
-
ممارسة التأكيد الإيجابي: من خلال تأكيد الذات بطرق إيجابية، يمكن للشخص تعزيز ثقته بنفسه. العبارات مثل “أنا قادر” أو “أنا أستحق النجاح” تساعد على تغيير الأنماط السلبية للتفكير.
-
التعامل مع الفشل بشكل صحي: يجب على الشخص أن يفهم أن الفشل جزء من الحياة وأنه لا يعني نهاية الطريق، بل هو فرصة للتعلم والنمو.
-
الحصول على الدعم الاجتماعي: من المفيد أن يحيط الشخص نفسه بأشخاص داعمين يساعدونه في تجاوز الأفكار السلبية ويشجعونه على التقدم.
الخاتمة
إن تقدير الذات هو أساس نجاح الشخص في الحياة، سواء في العمل أو العلاقات الشخصية. فهم الصفات التي يتميز بها أصحاب تقدير الذات المنخفض يمكن أن يكون خطوة أولى نحو التحسين الذاتي. بالاعتماد على التفكير الإيجابي والدعم الاجتماعي، يمكن لأي شخص تحسين تقديره لذاته، مما يساعده على تحقيق النجاح الشخصي والمهني.