“صباح، ظهر، وليل”: رواية مشوقة من تأليف سيدني شيلدون
تُعدُّ رواية “صباح، ظهر، وليل” من تأليف الكاتب الشهير سيدني شيلدون واحدة من أشهر أعمال الأدب الرومانسي والإثارة، والتي تُمثل إضافة بارزة إلى المكتبة الأدبية العالمية. نُشرت الرواية في يناير من عام 1995 عن دار نشر ويليام مورو، وتتميز بطابعها المشوق الذي يجمع بين عناصر الجريمة والغموض والتشويق، مما يجعلها تجربة قراءة متميزة لعشاق الأدب الروائي.
تبدأ الرواية بجريمة غامضة تثير الكثير من التساؤلات: وفاة هاري ستانفورد، أحد أغنى الرجال في العالم، الذي يُعثر عليه ميتًا غرقًا أثناء رحلة بحرية على يخته قبالة سواحل كورسيكا الوعرة. هذه الحادثة المفاجئة تُطلق سلسلة من الأحداث التي تمتد عبر القارات وتدفعنا إلى عالم مليء بالتعقيدات والأسرار العائلية.
في أعقاب جنازة هاري ستانفورد، يجتمع أفراد الأسرة في بوسطن، حيث تظهر امرأة شابة جميلة تدعي أنها ابنة هاري ستانفورد وأنها لها الحق في نصيب من تركة الثري الراحل. هنا تبدأ الرواية في استكشاف موضوعات هامة مثل الهوية والشرعية والعلاقات العائلية المعقدة. تطرح الرواية تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المرأة حقيقة أم أنها مجرد محتال تبحث عن نصيب من الثروة الكبيرة.
الأسرة التي تُعَد واحدة من أعرق العائلات في أمريكا، لم تكن كما تبدو في ظاهرها، حيث تختبئ خلف واجهة الشهرة والبريق طبقات من الفساد والابتزاز والمخدرات والقتل. يقدم شيلدون في هذه الرواية لوحة معقدة تعكس التوترات والدراما التي تعاني منها هذه العائلة، ويكشف عن مدى هشاشة الأدوار الاجتماعية التي يتعين عليهم الحفاظ عليها.
تنقل الرواية القارئ من الرفاهية والبذخ على الريفيرا الإيطالية إلى صالونات الأزياء في باريس ونيويورك، وتستعرض أجواء النخبة الاجتماعية في باك باي في بوسطن وسجل الأسماء الاجتماعية في هوب ساوند بفلوريدا. هذه التنقلات الجغرافية تضيف بُعدًا إضافيًا للحبكة وتعزز من الطابع الدولي للقصة.
تُبرز رواية “صباح، ظهر، وليل” براعة سيدني شيلدون في بناء الحبكة والتشويق، حيث يتقن استخدام أساليب السرد المختلفة ويعمل على تطوير الشخصيات بطريقة تجعل القارئ مشدودًا إلى نهاية القصة. يتميز شيلدون بأسلوبه الفريد في وضع تفاصيل دقيقة وتطورات غير متوقعة، مما يضفي طابعًا دراميًا على الرواية ويزيد من عنصر المفاجأة حتى آخر صفحاتها.
في النهاية، تقدم “صباح، ظهر، وليل” تجربة قراءة مليئة بالإثارة والتشويق، حيث يتمكن شيلدون من إرباك القارئ عبر سلسلة من الألغاز والتطورات المفاجئة التي تجعل الرواية مشوقة ومثيرة حتى اللحظة الأخيرة. هذا العمل هو تجسيد لأسلوب شيلدون المميز وقدرته على جذب انتباه القارئ من خلال حبكة متقنة وأحداث غير متوقعة، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمحبي الأدب البوليسي والروايات المليئة بالغموض.