تصفح الفيسبوك: 4 أمور عليك التوقف عن القيام بها حالاً
في العصر الحديث، أصبح الفيسبوك من أكثر وسائل التواصل الاجتماعي استخدامًا في العالم. ينقضي العديد من الساعات يوميًا في تصفح الصفحات والرسائل والمجموعات، وهو ما يجعلنا نشعر أحيانًا بالتواصل مع العالم، لكن في الواقع قد يسبب ذلك العديد من الآثار السلبية على صحتنا النفسية والعقلية. حيث أثبتت الدراسات أن الاستخدام المفرط للفيسبوك يمكن أن يؤدي إلى تدهور بعض جوانب حياتنا اليومية، مثل العلاقات الاجتماعية، والإنتاجية الشخصية، وصحتنا النفسية.
على الرغم من أن الفيسبوك يقدم الكثير من الفوائد مثل التواصل مع الأصدقاء والعائلة، ومشاركة الأفكار، والتعرف على الأخبار، إلا أن هناك بعض الممارسات التي يجب التوقف عنها تمامًا إذا أردنا الاستفادة بشكل أفضل من هذه المنصة دون التأثير السلبي على حياتنا. في هذا المقال، سوف نناقش أربع أمور يجب التوقف عن القيام بها على الفيسبوك حالاً إذا أردنا تحسين نوعية حياتنا وزيادة إنتاجيتنا.
1. التحديق المستمر في الأخبار السلبية
من الأمور التي يجب التوقف عنها فورًا هو التحديق المستمر في الأخبار السلبية. يعتمد الكثيرون على الفيسبوك لمتابعة آخر الأخبار، ونتيجة لذلك، فإنهم يتعرضون بشكل مستمر للأخبار السيئة من جميع أنحاء العالم. الأخبار السلبية مثل الحروب، الكوارث الطبيعية، الأزمات الاقتصادية، وحتى الشائعات، يمكن أن تؤدي إلى قلق مستمر وإحساس بالعجز.
التفاعل المستمر مع هذا النوع من المحتوى يمكن أن يؤثر سلبًا على الحالة النفسية بشكل عام. إن تراكم الأخبار السلبية دون القدرة على فعل أي شيء حيالها يجعلنا نشعر بالعجز والإحباط. لذلك، من المهم وضع حدود للاستخدام الزمني لمتابعة الأخبار على الفيسبوك. من الأفضل تخصيص وقت محدد خلال اليوم لمتابعة الأخبار ومراجعتها من مصادر موثوقة، وتجنب التفاعل مع الأخبار التي لا تعود علينا بفائدة.
2. المقارنة المستمرة مع الآخرين
تعد المقارنة مع الآخرين إحدى العادات السيئة التي يقترفها الكثيرون أثناء تصفح الفيسبوك. هذا السلوك قد يؤدي إلى الشعور بعدم الرضا عن الحياة الشخصية والإنجازات الفردية. فعندما نرى أصدقائنا وعائلاتنا يشاركون صورًا عن سفرهم أو إنجازاتهم المهنية أو لحظات سعادتهم العائلية، قد نشعر بالغيرة أو القلق بشأن تقدمنا الشخصي.
لكن من المهم أن نتذكر أن ما نراه على الفيسبوك ليس بالضرورة هو الحقيقة الكاملة. الأشخاص عادةً ما يشاركون فقط اللحظات الجيدة من حياتهم، ولا يعرضون التحديات أو الأوقات الصعبة التي يمرون بها. المقارنة المستمرة مع الآخرين تخلق شعورًا بالعجز والاكتئاب، وقد تؤدي إلى انخفاض مستوى الرضا عن النفس. لذلك، يجب التوقف عن هذا السلوك والتركيز على مسارنا الخاص في الحياة بعيدًا عن تأثير الآخرين.
3. مشاركة كل شيء عن حياتك الشخصية
الفيسبوك هو منصة اجتماعية تسمح للأفراد بمشاركة تفاصيل من حياتهم اليومية مع الأصدقاء والعائلة. لكن في بعض الأحيان، يمكن أن يؤدي الإفراط في مشاركة المعلومات الشخصية إلى آثار سلبية. فكلما شاركنا المزيد من التفاصيل حول حياتنا الشخصية، زادت فرص تعرضنا للتنمر أو الاستغلال من قبل الأفراد غير المرغوب فيهم.
مشاركة الصور الخاصة بالأطفال، وتفاصيل الحياة الخاصة مثل المشاكل الشخصية أو الزوجية، يمكن أن تُستخدم ضدنا بطرق غير متوقعة. قد يتعرض البعض للانتقاد أو حتى الاضطهاد من خلال التعليقات السلبية أو المضايقات. لذلك، من الأفضل توخي الحذر عند تحديد ما يتم نشره على الفيسبوك. يجب أن نكون واعين لمدى تأثير تلك المشاركات على حياتنا الشخصية وصورتنا العامة على الإنترنت.
4. الانغماس في المجموعات غير المفيدة
الفيسبوك يحتوي على العديد من المجموعات التي تغطي كل المواضيع تقريبًا، من المجموعات التعليمية إلى المجموعات الترفيهية والمجموعات التي تروج للأفكار السلبية. في بعض الأحيان، قد نجد أنفسنا نغرق في المجموعات التي لا تفيدنا بشكل حقيقي أو تساهم في تعزيز أفكار غير بناءة.
الانغماس في المجموعات التي تروج للآراء المتطرفة أو التي تتناقض مع قيمنا الشخصية قد يؤدي إلى زيادة الانقسام الاجتماعي وتضخيم القضايا التي لا تؤدي إلى حلول عملية. من الأفضل ترك هذه المجموعات والانضمام إلى مجموعات تقدم محتوى إيجابي يمكن أن يعزز معرفتنا أو يساهم في تحسين حياتنا اليومية.
تأثير هذه العادات على الحياة الشخصية
إن تصفح الفيسبوك بشكل غير منتظم يمكن أن يؤثر على حياتنا بعدة طرق. أولًا، من خلال التحديق المستمر في الأخبار السلبية والمقارنات المستمرة مع الآخرين، يتعرض دماغنا لضغط نفسي مستمر. فالتوتر الناتج عن هذه الممارسات يؤدي إلى زيادة مستويات القلق والاكتئاب، مما يؤثر على صحة الشخص النفسية.
ثانيًا، التفاعل المفرط مع المجموعات غير المفيدة قد يؤدي إلى تعزيز سلوكيات سلبية أو أفكار متطرفة، مما يزيد من التوتر الاجتماعي والانقسامات. وهذا بدوره يمكن أن يضعف الروابط الإنسانية ويقلل من القدرة على إقامة علاقات صحية وسليمة مع الآخرين.
من جهة أخرى، الإفراط في مشاركة التفاصيل الشخصية قد يعرضنا للتنمر أو التلاعب العاطفي من قبل آخرين. وهذا يشكل تهديدًا للخصوصية الشخصية ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل قانونية في بعض الحالات.
كيف يمكننا تغيير سلوكنا؟
من خلال اتباع بعض الإرشادات البسيطة، يمكننا تجنب هذه العادات السيئة التي تضر بحياتنا. يجب أولًا تحديد وقت محدد لتصفح الفيسبوك بحيث لا يكون هناك تأثير على باقي الأنشطة اليومية. يمكننا أيضًا تخصيص الفيسبوك لمتابعة الحسابات والمجموعات التي تقدم محتوى مفيدًا ومحفزًا.
إذا شعرنا بأن بعض الأصدقاء أو المجموعات تجعلنا نشعر بالسوء أو الإحباط، يمكننا حذفهم أو إلغاء متابعتهم. الأهم من ذلك هو أن نتوقف عن المقارنة المستمرة مع الآخرين، حيث يجب أن نركز على إنجازاتنا الخاصة ونتجنب التقليل من شأن أنفسنا بناءً على حياة الآخرين المعروضة على الفيسبوك.
في الختام، إن الفيسبوك هو أداة رائعة للتواصل، لكن في الوقت نفسه، إذا لم نكن حذرين في استخدامه، فإنه قد يؤثر سلبًا على حياتنا. من خلال تجنب هذه العادات السلبية والتركيز على الاستخدام المتوازن، يمكننا الاستفادة من الفيسبوك بشكل إيجابي دون التأثير على حياتنا النفسية والاجتماعية.
