شروط نجاح عملية الليزك

شروط عملية الليزك: كل ما يجب معرفته

تعتبر عملية الليزك (LASIK) من أشهر وأهم العمليات الجراحية المستخدمة لتصحيح مشاكل الرؤية، مثل قصر النظر، وطول النظر، واللابؤرية (الاستجماتيزم). فهي توفر حلاً سريعاً وفعالاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الرؤية ويبحثون عن بديل للنظارات الطبية أو العدسات اللاصقة. ولكن، مثل أي عملية جراحية أخرى، تتطلب عملية الليزك مجموعة من الشروط الطبية والتقنية التي يجب أن تتوافر لضمان النجاح وتجنب المخاطر. في هذا المقال، سنتناول جميع الشروط التي يجب توافرها لتكون العملية آمنة وفعالة.

1. الشروط الصحية العامة للمريض

أول شرط لنجاح عملية الليزك هو أن يكون المريض في صحة جيدة. كما هو الحال مع أي عملية جراحية، فإن وجود أمراض مزمنة قد يؤثر سلبًا على النتائج أو يزيد من المخاطر المرتبطة بالعملية. في حالة وجود أمراض مثل السكري غير المضبوط، أو اضطرابات في جهاز المناعة، أو مشاكل في العين مثل التهاب الملتحمة المزمن أو قرحة القرنية، يمكن أن تكون عملية الليزك غير مناسبة.

من المهم أن يكون المريض غير مصاب بأي أمراض قد تؤثر على الشفاء بعد العملية، مثل أمراض العين الشديدة أو أمراض الأوعية الدموية، حيث قد تؤدي هذه الأمراض إلى تأثيرات سلبية على عملية التئام العين. قبل العملية، يقوم الطبيب بإجراء فحص شامل للمريض للتأكد من خلوه من هذه الأمراض.

2. العمر المناسب

لا تقتصر عملية الليزك على جميع الأعمار، حيث يفضل أن يكون الشخص بالغًا بالكامل وأن تكون عيناه قد توقفتا عن النمو. لذلك، فإن العمر المثالي لإجراء عملية الليزك يتراوح بين 18 إلى 40 عامًا.

في حالة الأشخاص دون سن 18، تكون العينان في مرحلة النمو، وبالتالي قد لا تكون قرنية العين قد استقرت بشكل كامل. مما يزيد من احتمالية حدوث تغيرات في قياس الرؤية بعد العملية، مما يجعل تصحيح النظر غير مستدام. أما بعد سن 40، فإن مشاكل البصر المتعلقة بالشيخوخة مثل ضعف البصر القريب (presbyopia) قد تبدأ في الظهور، وبالتالي قد يكون من غير الممكن ضمان نتائج مستدامة بشكل كامل.

3. استقرار درجة النظر

من أهم الشروط الأساسية التي يجب توافرها لإجراء عملية الليزك هو استقرار درجة النظر لمدة لا تقل عن سنة أو أكثر. فإذا كانت درجة قصر النظر أو طول النظر في تغير مستمر أو غير مستقرة، فإنه من الأفضل تأجيل العملية حتى يتم استقرار النظر.

يشير الاستقرار إلى توقف التغيرات في النظر، سواء كانت قصر أو طول النظر، بشكل كامل. عندما تكون درجة النظر غير مستقرة، فإن هذا قد يؤدي إلى تكرار الحاجة لتصحيح النظر بعد العملية، مما يقلل من فعاليتها.

4. قوة القرنية

تعتبر القرنية هي الجزء الذي يتم تعديله خلال عملية الليزك لتحسين الرؤية. لذا، فإن أحد الشروط الأساسية هو أن تكون القرنية قوية وكافية لإجراء العملية. يجب أن يكون سمك القرنية كافياً لتجنب حدوث مشاكل في الشفاء أو التأثير على الاستقرار البصري.

عندما تكون القرنية رقيقة جدًا أو ضعيفة، فإن إجراء الليزك قد يؤدي إلى مشاكل في العين مثل تضاؤل الرؤية أو حتى حدوث انفتاق للقرنية. لذلك، قبل إجراء العملية، يتم فحص سمك القرنية بشكل دقيق باستخدام تقنية تسمى قياس سمك القرنية (Pachymetry).

5. عدم وجود أمراض عينية خطيرة

يجب على المريض التأكد من عدم وجود أمراض عينية خطيرة قد تؤثر على نتائج العملية. من هذه الأمراض:

• جفاف العين: قد يسبب جفاف العين مشاكل في التئام الجروح بعد العملية وقد يؤدي إلى عدم الراحة والألم المستمر. لذلك، يجب علاج جفاف العين قبل إجراء العملية.

• الزرق (Glaucoma): هو مرض يؤثر على الأعصاب البصرية ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية إذا لم يتم التحكم فيه. قد يمنع الزرق إجراء عملية الليزك نظرًا لأن العلاج لمرض الزرق يتطلب موانع أو أدوية قد تؤثر على العملية.

• إعتام عدسة العين (Cataracts): إذا كان المريض يعاني من إعتام في عدسة العين، فإن العملية قد لا تكون فعالة، وبالتالي من الأفضل علاج إعتام العدسة أولاً قبل النظر في إجراء الليزك.

• العدوى أو الالتهاب المستمر في العين: أي نوع من الالتهابات في العين قد يؤدي إلى تأخير الشفاء أو إصابة العين بمضاعفات.

6. عدم وجود تاريخ عائلي لمشاكل العين الوراثية

إذا كان للمريض تاريخ عائلي من مشاكل وراثية في العين، مثل ضعف البصر الذي لا يمكن تصحيحه بالليزك أو أمراض العين المتقدمة مثل التنكس البقعي، فإن العملية قد لا تكون الخيار الأمثل. من المهم أن يستشير المريض طبيب العيون لتقييم مخاطر العملية بناءً على التاريخ العائلي.

7. الحالة النفسية للمريض

العملية ليست جراحية معقدة فحسب، بل هي أيضًا عملية تتطلب استعدادًا نفسيًا جيدًا. يجب أن يكون المريض واقعيًا بشأن توقعاته بعد العملية. من المهم أن يفهم المريض أن عملية الليزك قد لا تمنحه رؤية مثالية بنسبة 100%، وقد تتطلب بعض الحالات مراجعة إضافية لتحسين النتائج.

يجب على المريض أيضًا أن يكون مستعدًا للالتزام بالإجراءات ما بعد الجراحة، مثل الراحة، واستخدام الأدوية الموصوفة، والمتابعة مع الطبيب بشكل دوري. الأشخاص الذين يعانون من القلق المفرط أو الذين لا يستطيعون الالتزام بالتعليمات بعد العملية قد لا يكونون مرشحين مثاليين لهذه العملية.

8. التقييم الشامل للعين

قبل إجراء عملية الليزك، يقوم الطبيب بإجراء تقييم شامل للعين باستخدام مجموعة متنوعة من الفحوصات مثل:

• فحص شكل وحجم القرنية.

• فحص مستوى الجفاف في العين.

• فحص دقة النظر وقياسه بدقة.

• فحص الحدقة والشبكية.

كل هذه الفحوصات تساهم في تحديد ما إذا كان المريض مرشحًا جيدًا للعملية أم لا، وما إذا كانت هناك أي مشاكل قد تؤثر على نجاح العملية.

9. الابتعاد عن بعض العادات قبل العملية

من المهم أن يلتزم المريض بعدد من الإرشادات قبل العملية لضمان أفضل النتائج، مثل:

• التوقف عن ارتداء العدسات اللاصقة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل إجراء العملية، لأن العدسات قد تؤثر على شكل القرنية.

• تجنب استخدام المكياج أو مستحضرات العناية بالعين في اليوم السابق للعملية.

• إبلاغ الطبيب بأي أدوية يتناولها المريض بشكل منتظم، خاصة إذا كانت هذه الأدوية قد تؤثر على العملية.

10. الاستعداد للمرحلة ما بعد الجراحة

النجاح الكامل للعملية لا يعتمد فقط على الشروط التي يجب أن تتوافر قبل العملية، بل أيضًا على مرحلة ما بعد الجراحة. يجب على المريض الالتزام بإجراءات ما بعد الجراحة مثل:

• الراحة وعدم إجهاد العينين.

• تجنب فرك العينين أو التعرض المباشر للغبار أو المواد الكيميائية.

• استخدام الأدوية والعلاجات الموصوفة من قبل الطبيب، مثل قطرات العين.

الختام

تعد عملية الليزك من أهم وأحدث التقنيات الطبية لتصحيح عيوب الإبصار، وهي خيار مناسب للكثيرين. إلا أن نجاح هذه العملية يتوقف على مجموعة من الشروط الطبية، الصحية، والنفسية التي يجب أن تتوافر في المريض. من خلال الالتزام بهذه الشروط والقيام بالفحوصات اللازمة، يمكن للمريض أن يحصل على نتائج رائعة ويسهم في الحفاظ على صحة عينيه على المدى الطويل.