في دراستهم الأخيرة، كشف باحثون من مدرسة الأعمال النرويجية BI عن نتائج مهمة تفيد بأن أفضل القادة يتواجدون في القطاع العام، كما أظهرت الدراسة أن القادة الإناث أكثر ملاءمة للقيادة من الرجال. استندت هذه النتائج إلى تحليل لما يقارب 3000 مدير، حيث تم فحص الشخصية كعامل مهم إلى جانب الذكاء في أداء المهام العملية بكفاءة.
وفقًا للبروفيسورين Øyvind L. Martinsen وLars Glasø في BI Norwegian Business School، فإن الشخصية تلعب دورًا كبيرًا في قدرتنا على أداء المهام العملية بشكل فعال، خاصة بالنسبة للقادة. وقد حدد البحث خمسة صفات رئيسية توفر صورة جيدة عن شخصيتنا، ويُطلق عليها نموذج العوامل الخمس.
تشمل هذه الصفات الخمسة: الاستقرار العاطفي، والاجتماعية (التواصل الاجتماعي)، وفتح العقل لتجارب جديدة، والتفاهم والمرونة، والدقة والالتزام. وتُقاس هذه الصفات بدرجات تتراوح بين العالية والمنخفضة.
وتشير الدراسات الدولية إلى أن أكثر القادة مهارة يحققون درجات عالية في كل من هذه الصفات الخمس. وتؤدي درجات عالية في هذه الصفات إلى خمس سمات رئيسية للقادة الفعّالين:
- القدرة على تحمل الضغط والتوتر المرتبط بالعمل (الاستقرار العاطفي).
- القدرة على اتخاذ المبادرة وأن يكون واضحًا ومتواصلًا (التواصل الاجتماعي).
- القدرة على الابتكار وأن يكون فضوليًا ولديه رؤية طموحة (فتح العقل لتجارب جديدة).
- القدرة على دعم واستيعاب وتضمين الموظفين (الاجتماعية).
- القدرة على تحديد الأهداف وأن يكون دقيقًا ويتابع بانتظام (الالتزام والدقة).
وقد قام الباحثون Øyvind L. Martinsen وLars Glasø بتحليل بيانات استبيان شمل أكثر من 2900 مدير نرويجي. أظهرت النتائج أن القادة الإناث يحققن درجات أعلى من الرجال في أربع من الصفات الخمس المقاسة.
تشير النتائج إلى أن النساء يكونن أكثر ملاءمة للقيادة من زملائهن الذكور فيما يتعلق بالوضوح، والابتكار، والدعم، والدقة المستهدفة. ورغم وجود توجه أقوى للقلق بين القادة الإناث، يتساءل الباحثون عما إذا كانت النساء يمكن أن تؤدي بشكل أفضل في دور القيادة من زملائهن الذكور.
وفي تحليلهم لشخصيات القادة في القطاعين العام والخاص، اكتشف الباحثون أن القادة في القطاع العام يحققون درجات أعلى في الابتكار والدعم والدقة المستهدفة مقارنة بزملائهم في القطاع الخاص. يثير هذا الاكتشاف تساؤلات حول مفهومنا والتصورات النمطية حول القادة في القطاع العام.
وتظهر الدراسة أيضًا أن الإدارة العليا لديها إمكانات أكبر للابتكار والسلوك المنهجي والتصرف المستهدف في دور القيادة مقارنة بالقادة على مستويات أدنى في الهيكل التنظيمي.
استندت أبحاث مارتينسن وجلاسو أيضًا إلى تحقيق مدى ترابط شخصية القادة مع مدى انخراطهم ودافعهم للعمل. أظهرت النتائج أن الدرجات العالية في نموذج العوامل الخمس تترابط مع الدافع الداخلي للعمل، في حين ترتبط الدافع الخارجي بانخفاض الاستقرار العاطفي وقلة الاجتماعية وعدم الانتظام.
لذا، يعتبر فحص الشخصية والصفات القيادية عاملاً هاماً لتحديد المرشحين الملائمين لدور القيادة، خاصة وأن الدافع للعمل يعد سببًا إضافيًا للاهتمام بالخصائص الشخصية التي تدعم تحقيق القادة فعالية في أداء واجباتهم.
المزيد من المعلومات
إضافة إلى النقاط المذكورة، يُظهر البحث أيضاً أن الشخصية تلعب دوراً حاسماً في تحديد مدى التحفيز للقيام بالعمل. فقد قام الباحثون بفحص ترابط الشخصية مع نوعين من التحفيز: التحفيز الداخلي والتحفيز الخارجي.
التحفيز الداخلي يعكس اهتمامًا حقيقيًا بالعمل والرأي الذاتي حوله والشعور بالاستقلال، في حين يعتبر التحفيز الخارجي نوعًا من التحفيز يعتمد على مكافآت خارجية مثل العلاوات المالية. وقد أظهرت النتائج أن الدرجات العالية في نموذج العوامل الخمس تترابط إيجابياً مع التحفيز الداخلي. وهذا يعني أن الأفراد الذين يتمتعون بخبرات شخصية تمهد لدور القيادة هم أيضاً الذين يتمتعون بتحفيز داخلي إيجابي لأداء واجباتهم.
على الجانب الآخر، كشفت النتائج أن التحفيز الخارجي يرتبط بشكل سلبي مع الاستقرار العاطفي المنخفض، وضعف التواصل الاجتماعي، وعدم الانتظام. وهذا يشير إلى أن القادة الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الضغط، والذين يظهرون توجهًا أقل للدعم وأقل دقة في أداء واجباتهم، يشير بشكل أكبر إلى وجود تحفيز خارجي لديهم، قد يكون مرتبطًا بالمكافآت الخارجية.
يُشير الباحثون إلى أهمية فحص شخصية القادة والصفات الخاصة بهم لفهم العوامل التي تؤثر على أدائهم وتحفيزهم. وتعزز الدراسة فهمنا لكيفية اختيار القادة الملائمين وتطويرهم لضمان أداء فعّال في أدوار القيادة.
شرح المصطلحات
-
نموذج العوامل الخمس:
- شرح: نموذج نظري يقوم بتصنيف الشخصية إلى خمسة عوامل رئيسية، وهي الاستقرار العاطفي، والاجتماعية، وفتح العقل لتجارب جديدة، والتفاهم والمرونة، والدقة والالتزام.
-
القدرات الخمس للقادة الفعّالين:
- شرح: القدرات التي يظهرها القادة الفعّالون والتي تتضمن القدرة على تحمل الضغط والتوتر، واتخاذ المبادرة والتواصل الواضح، والقدرة على الابتكار والفضول، ودعم واستيعاب الموظفين، وتحديد الأهداف والدقة في المتابعة.
-
الشخصية والقيادة:
- شرح: البحث يؤكد أهمية الشخصية في تحديد قدرة الفرد على القيادة، حيث تلعب الشخصية دورًا كبيرًا في تحديد فعالية القادة.
-
التحفيز الداخلي والتحفيز الخارجي:
- شرح: التحفيز الداخلي يعكس الاهتمام الحقيقي بالعمل والرغبة الشخصية في تحقيقه، بينما يعتمد التحفيز الخارجي على مكافآت خارجية مثل العلاوات المالية.
-
الابتكار والدعم في القطاعين العام والخاص:
- شرح: البحث يستعرض الفروق في شخصية القادة بين القطاعين العام والخاص، حيث يظهر أن قادة القطاع العام يحققون درجات أعلى في الابتكار والدعم مقارنة بالقطاع الخاص.
-
القادة الإناث والمقارنة مع القادة الذكور:
- شرح: الدراسة تظهر أن القادة الإناث يظهرن درجات أعلى في أربع من الصفات الخمس المقاسة، مما يشير إلى أن النساء قد يكونن أكثر ملاءمة للقيادة في بعض الجوانب.
-
الشخصية والضغط الوظيفي والتوتر:
- شرح: الشخصية تلعب دورًا في قدرة الفرد على تحمل الضغط والتوتر المتعلق بالعمل، وهو جانب هام لفعالية القيادة.
-
القادة في القطاع العام والقطاع الخاص:
- شرح: البحث يقارن بين شخصيات القادة في القطاعين العام والخاص، ويستعرض مفاجآت فيما يتعلق بالابتكار والدعم والدقة المستهدفة في القطاع العام.
-
الدافع للعمل:
- شرح: يعكس مدى اهتمام الفرد ورأيه حول عمله، والبحث يظهر كيف يترابط مع شخصية القادة وكيف يمكن أن يكون مؤثرًا على أدائهم.
-
الاستنتاج والتوجيهات:
- شرح: يلخص الاستنتاج نتائج البحث ويقدم توجيهات لفهم أفضل للعوامل التي تسهم في فعالية القادة وكيفية تحفيزهم واختيارهم.