“سيركل ويليام: رواية” للكاتب بيل هارلو تعتبر أحد أعمال الخيال السياسي المثيرة التي تتناول قضايا دولية حساسة، حيث يقودنا الكاتب في رحلة مثيرة عبر عالم السياسة والعسكرية، متناولاً في نفس الوقت قصة عائلية معقدة. الرواية تدور حول شقيقين، أحدهما يعمل كمدير للصحافة البيضاء في البيت الأبيض، والآخر كقائد متمرد على متن قاطرة بحرية في البحرية الأمريكية.
يقوم جيم شميت بدور ما يعرف بمدير الصحافة البيضاء في البيت الأبيض، وهو شخص يتقن فن التلاعب والإقناع، ومهمته هي إقناع الصحفيين الأكثر تأثيراً في البلاد بتقديم القصص بالطريقة التي يريدها البيت الأبيض. بينما يعمل شقيقه الأصغر، بيل، بنجاح في مجال آخر، حيث يتولى قيادة سفينة حربية في البحرية الأمريكية، ويقود طاقماً متمرداً لكن ماهراً، يتسبب في حوادث “الحرية” المعروفة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط.
يفهم الشقيقان بشكل غريزي مهامهما، ولكن الأهم من ذلك، يفهمان السلطة وكيفية عملها: من يتحكم في الحقائق يتحكم في الردود. لذا عندما تعلم الولايات المتحدة بخطة ليبية لإسقاط طائرة محملة بأسلحة كيميائية على الكنيست الإسرائيلي، يجد الشقيقان نفسيهما يعملان معًا بشكل غير متوقع لإحباط الخطة.
تتوالى الأحداث في الرواية وتتشابك المصالح وتتعقد العلاقات، خاصة مع ظهور سو أوديل، صحفية ذكية من واشنطن بوست، التي ترغب في كتابة مقال عن القائد وسفينته السيئة السمعة. يضاف إلى تعقيد مهمتهم وجودها المزعج.
تتناول الرواية كيف يتصدى الشقيقان للتهديد الليبي وكيف يغلبان على الأزمة، وكيف يلعبان بالقصة لصالحهما. ويجمع بيل هارلو، الذي عمل لسنوات في البحرية الأمريكية وداخل البنتاغون، وشغل منصب مساعد للمدير الصحفي في البيت الأبيض، بين التفاصيل الداخلية والخبرة التقنية في الرواية، مما يجعلها تتميز بالواقعية والإثارة، وتضع القارئ في قلب أحداث دولية مشوقة.
بداية هذا الكتاب الرائع مناسبة لكل من يبحث عن جرعة من الإثارة والتشويق في عالم السياسة والعسكرية، ولمن يهوى القراءة عن الصراعات الدولية والتحديات الأمنية العالمية.