في متن كتاب “السيرة النبوية في مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” الذي ألفه العالم البارز ابن فضل الله العمري، تنطلق قلمه بأناقة فائقة في استعراض تفصيلي لحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن مخطوطة “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” تعد من الجواهر الفريدة التي خطها العمري، مكرسًا جهده لتقديم ترجمة شاملة وشافية لسيرة النبي، وهي بلا شك إحدى أبرز إسهامات القراءح العربية الإسلامية في النصف الأول من القرن الثامن الهجري.
تمتاز هذه المخطوطة بالدقة والروعة في تصوير فترات حياة النبي، حيث يستعرض العمري ببراعة الأحداث التاريخية والتفاصيل الثقافية التي رافقتها. يستخدم اللغة ببراعة، متنقلاً بين السرد الشيق والتحليل العميق لمختلف جوانب الحياة النبوية. وتظهر قيمة هذا العمل في استحضاره للسياق الثقافي والتاريخي الذي شكّلت فيه السيرة النبوية محورًا أساسيًا.
يمتد الكتاب على 304 صفحة، حيث يأخذ القارئ في رحلة ممتعة ومثيرة عبر محطات حياة النبي، ويكشف العديد من الجوانب الغنية والمفصلية لشخصيته. يتيح العمري للقارئ فهماً عميقًا للسياق التاريخي والثقافي الذي نشأت فيه الإسلامية.
صدرت هذه الدراسة الرائعة في عام 2010 عن مؤسسة الكتب الثقافية، وتحمل غلافًا كرتونيًا يعكس رونق العمل ويعزز قيمته. يتميز الكتاب بفئته الرئيسية ككتاب إسلامي، مع التركيز الخاص على السيرة النبوية كفئة فرعية، مما يجعله مرجعًا مهمًا لكل من الدارسين والباحثين في هذا الميدان.
باختصار، تظل مخطوطة “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار” تحفة أدبية وتاريخية فريدة من نوعها، تسهم بشكل كبير في إغناء المكتبة الإسلامية بتحليلها العميق وروحها السردية الممتعة.