مخاطر الأمن السيبراني للعمل عن بُعد

مخاطر رئيسة للأمن الحاسوبي تواجهها الشركات عند العمل من المنزل

تُعتبر بيئة العمل عن بُعد واحدة من أبرز التطورات التي شهدها قطاع الأعمال في العصر الحديث، حيث أصبحت العديد من الشركات تعتمد على هذه الطريقة لتحقيق المرونة في العمل وزيادة الإنتاجية. ومع ذلك، يحمل العمل من المنزل مجموعة من التحديات الأمنية التي قد تهدد سلامة البيانات والمعلومات الحساسة. ومع تزايد استخدام التقنيات الرقمية في الحياة العملية، أصبح من الضروري دراسة المخاطر التي تهدد الأمن الحاسوبي عند العمل من المنزل. يتناول هذا المقال أربع مخاطر رئيسة للأمن الحاسوبي تواجه الشركات عند اعتماد هذا النموذج في العمل، وكيف يمكن معالجتها للحد من الأضرار.

1. التهديدات الناتجة عن الشبكات غير الآمنة

من أبرز المخاطر الأمنية التي يواجهها العاملون عن بُعد هو استخدام شبكات الإنترنت العامة أو غير الآمنة، مثل الشبكات اللاسلكية في المقاهي أو الفنادق أو في الأماكن العامة الأخرى. تُعد هذه الشبكات بيئة مثالية للمتسللين لاستهداف الأجهزة وشن هجمات الكترونية، حيث يمكن أن يقوموا بالوصول إلى بيانات المستخدمين بسهولة. وبالنسبة للشركات التي تعتمد على معلومات حساسة أو سرية، فإن هذه الممارسات قد تشكل تهديدًا جادًا على استقرارها.

كيفية المعالجة:
لتقليل هذا الخطر، يجب على الشركات أن تفرض استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) على جميع موظفيها العاملين عن بُعد. يساعد الـ VPN على تشفير البيانات وضمان نقلها بشكل آمن عبر الإنترنت، مما يحد من فرص اختراق الشبكات العامة. كما ينبغي على الموظفين الابتعاد عن استخدام الشبكات العامة ما لم يكن هناك ضرورة ملحة، وتوفير التدريب المناسب لهم حول كيفية التعامل مع هذه المخاطر.

2. الهجمات السيبرانية والبرمجيات الخبيثة

الهجمات السيبرانية هي أحد التهديدات الكبرى التي قد تؤثر على أمان الشركات عند العمل من المنزل. تتنوع هذه الهجمات بين الفيروسات والبرمجيات الخبيثة وبرامج الفدية التي يمكن أن تضر بالشبكة الداخلية للشركة. عندما يعمل الموظفون من منازلهم، فإنهم في كثير من الأحيان يستخدمون أجهزة خاصة بهم قد لا تكون مجهزة بأحدث أنظمة الأمان، مما يجعلها عرضة للاختراق. وإذا تمكن المهاجمون من الوصول إلى جهاز الموظف، فقد يحصلون على بيانات حساسة مثل كلمات المرور، الملفات المالية، أو معلومات العملاء.

كيفية المعالجة:
يجب على الشركات اعتماد برامج مكافحة الفيروسات وتحديثها بشكل دوري على أجهزة الموظفين. كما يجب وضع سياسة صرامة لتمكين الموظفين من استخدام برامج الأمان المحدثة واستخدام كلمات مرور قوية ومتنوعة. علاوة على ذلك، يجب تنفيذ تدابير رقابة داخلية للتحقق من أن الموظفين لا يقومون بتثبيت أو تشغيل أي برامج غير موثوقة أو مشبوهة. من الضروري أيضًا تنفيذ تدريبات دورية حول كيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية والهجمات المعروفة مثل التصيد الاحتيالي.

3. التخزين غير الآمن للبيانات

من المشاكل الأخرى التي تواجه الشركات عند العمل من المنزل هي مسألة تخزين البيانات بشكل غير آمن. عندما يعمل الموظفون من منازلهم، قد يقومون بتخزين المعلومات والملفات الحساسة على أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو في السحابة العامة التي لا تخضع لرقابة صارمة. قد يؤدي هذا إلى سرقة البيانات أو فقدانها في حال حدوث اختراق أمني، وقد تتعرض الشركات لخسائر كبيرة نتيجة لذلك.

كيفية المعالجة:
لتجنب هذا الخطر، يجب على الشركات أن توفر بيئة آمنة لتخزين البيانات، سواء من خلال حلول التخزين السحابي التي تعتمد على التشفير العالي أو عبر إنشاء أنظمة داخلية آمنة. من الضروري أن يتم تشفير البيانات المخزنة على الأجهزة المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر الشخصية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك سياسة لحفظ البيانات وتدابير للنسخ الاحتياطي بشكل دوري لتفادي فقدان البيانات المهمة في حالة حدوث أي خلل.

4. التهديدات الناتجة عن عدم التحكم في الوصول

عند العمل من المنزل، قد يعاني الموظفون من قلة الرقابة المباشرة على الأجهزة المستخدمة، مما يخلق خطرًا إضافيًا على أمن المعلومات. قد يتمكن أفراد الأسرة أو آخرون من الوصول إلى أجهزة العمل الشخصية للموظف، مما يؤدي إلى تسريب البيانات أو انتهاك الخصوصية. علاوة على ذلك، قد يقوم الموظفون بفتح حساباتهم الخاصة على الأجهزة التي تستخدمها العائلة أو الأصدقاء، مما يزيد من احتمالية تعرض المعلومات للاختراق.

كيفية المعالجة:
يتطلب هذا النوع من المخاطر إجراءات صارمة للتحكم في الوصول إلى الأنظمة. ينبغي على الشركات أن تضع سياسة تمنع الموظفين من استخدام أجهزة العمل لأغراض شخصية. كما يجب فرض آليات توثيق قوية مثل المصادقة الثنائية (2FA) للوصول إلى الأنظمة الداخلية للشركة. من المفيد أيضًا استخدام حلول إدارة الهوية والوصول (IAM) لضمان أن يكون لكل موظف مستوى محدد من الوصول بناءً على وظيفته وحاجته للمعلومات.

الخاتمة

إن التحول إلى العمل من المنزل قد منح الشركات مزيدًا من المرونة والإنتاجية، لكنه في الوقت نفسه زاد من تعرضها لمخاطر أمنية تهدد سلامة المعلومات والبيانات الحساسة. ولذلك، يجب على الشركات أن تكون على دراية تامة بالمخاطر التي تواجهها وأن تتبنى استراتيجيات وقائية فعالة للتصدي لهذه التهديدات. من خلال استخدام تقنيات الأمان الحديثة مثل الـ VPN، تحديث البرامج الأمنية، والتحكم الصارم في الوصول إلى البيانات، يمكن تقليل المخاطر بشكل كبير وضمان أمان الأنظمة والأجهزة المستخدمة في العمل عن بُعد.