سيدني ألتمان، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 1989، يعد واحدًا من أبرز العلماء في مجال الكيمياء الحيوية والجزيئية، حيث قدم مساهمات استثنائية ومبتكرة في فهم العمل الحيوي للحمض النووي الريبوزي (RNA). وُلد ألتمان في مونتريال، كندا، في السابع من مايو عام 1939، ونشأ في بيئة علمية ملهمة.
تخرج سيدني ألتمان بدرجة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة كولومبيا في نيويورك، ثم حصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية من جامعة كولومبيا في عام 1967. بدأ مساره المهني في مجال البحث العلمي حيث عمل في مركز سلينجر لأبحاث السرطان في نيويورك.
تركزت أبحاث ألتمان على فهم دور الRNA كعامل مساعد ومحفز في التفاعلات الحيوية. بالتعاون مع زميله توماس تشيك، قاما بالتجارب التي أدت إلى اكتشاف الخصائص الحفازة للRNA، وهو اكتشاف ثوري في مجال الكيمياء الحيوية.
وفي عام 1989، تم منح جائزة نوبل في الكيمياء لسيدني ألتمان وتوماس تشيك “لاكتشافهما للخصائص الحفازة للRNA”، وهو تقدير عالمي للعمل الذي قاما به في فتح آفاق جديدة في البيولوجيا الجزيئية.
بعد تحقيق هذا الإنجاز العظيم، استمر ألتمان في مسيرته العلمية، حيث عمل كأستاذ في جامعة ييل بولاية كونيتيكت الأمريكية، مكرسًا وقته وجهده لتعليم وتوجيه الأجيال الجديدة من العلماء.
وفي الخامس من أبريل عام 2022، ودّعنا العالم سيدني ألتمان في روكلي، نيوجيرسي، الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أغلقت أجيال من العلماء الباب على واحد من أعمدة الكيمياء الحيوية الذين ساهموا في تحويل فهمنا للحياة الخلوية.
ترك ألتمان إرثًا علميًا هائلًا يستمر في إلهام الباحثين والعلماء حول العالم، حيث تظل اكتشافاته الرائدة في مجال الRNA تشكل أساسًا للبحوث الحديثة في مختلف المجالات الطبية والبيولوجية.
هكذا، يبقى سيدني ألتمان رمزًا للعبقرية العلمية والتفاني الذي يمكن أن يحدث فارقًا حقيقيًا في عالم البحث والتطوير.