في “وما لا يرى”، تقف الكاتبة القصصية والفنانة التشكيلية الأردنية بسمة النمري على مفترق طرق بين الأدب والفن، مقدمةً للقارئ تجربة أدبية فريدة وغنية. يشكل هذا العمل، الذي يأتي كالجزء الثالث من سلسلة أدبية سابقة بعنوان “سفر الرؤى”، استمرارًا لرحلة المؤلفة في تجسيد عوالمها الإبداعية.
على صعيد الصفحات، يمتد الكتاب على مدى 176 صفحة، تتخللها كلمات وعبارات تنسج خيوط الخيال والواقع، مما يضفي على القصص الحياة والعمق. تصوِّر بسمة النمري في هذا العمل تفاصيل مشوّقة ومعانٍ عميقة، تأخذ القارئ في رحلة إلى عوالم متعددة تنطلق من خيالها المتألق.
صدر هذا العمل الأدبي الرائع عام 2010، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، التي تظل رائدة في نشر الأعمال الأدبية والفنية. يأتي الكتاب بغلاف ورقي يُضيف للقارئ تجربة تلمس الفن والجمال حتى في تفاصيل التغليف.
تتميز أعمال الكاتبة بسمة النمري بأسلوبها الفريد، حيث تقدم تصورات وإنطباعات ومواقف جمالية بأسلوب يشبه إرتحالات فنية متفاوتة. تتخذ فيها الإنسان ومحيطه دائمًا محوراً لابداعها، وترسم لوحات حية تعكس تفاصيل الحياة بكل تعقيداتها وجمالياتها.
وبما أن هذا العمل يأتي ضمن فئة الأدب والخيال، يتناول مواضيع متنوعة وشيّقة، تنسجم مع توقعات القارئ المتطلع لاستكشاف عوالم جديدة وفهم عميق للإنسان ومجتمعه. يظهر الكتاب كجسر يربط بين الخيال والواقع، يتيح للقارئ التأمل في قصصه المتشابكة والغامضة.
في الختام، يُعتبر “وما لا يرى” لبسمة النمري عملًا أدبيًا يستحق الاكتشاف والتأمل، حيث يفتح أمام القارئ أفقًا جديدًا من الفهم والتأمل في عوالم لا تُرى، ويعكس تميز الكاتبة في تقديم رؤى فنية وأدبية متقدمة.