سر من السما: حلوى تراثية عربية

عندما نتحدث عن “من السما” في الطهي العربي، فإننا نشير إلى وصفة شهيرة ومميزة في المطبخ العربي التقليدي، وهي وصفة “من السما” التي تُعتبر من أشهى وألذ الأطباق التي تُقدم في المناسبات الخاصة والأعياد في العالم العربي. تُعتبر “من السما” من أنواع الحلويات التي تعتمد على القطر والعجين، وهي عبارة عن عجينة رقيقة مصنوعة من الطحين وماء الورد والقليل من الملح، يتم فردها بشكل دائري ثم يُضاف إليها حشوة خاصة من الجوز أو الفستق والسكر والقرفة.

لتحضير “من السما”، يتم خلط الطحين مع ماء الورد والملح بشكل جيد حتى تتكون عجينة ناعمة ومتجانسة، ثم يُترك العجين يرتاح لمدة قصيرة. بعد ذلك، يتم فرد العجينة بشكل دائري على سطح مستوٍ مرشوش بالطحين، باستخدام مدلك العجين أو اليدين، حتى تصبح رقيقة جدًا.

بمجرد أن يصبح العجين رقيقًا بما فيه الكفاية، يتم وضع الحشوة المُعدة في المركز، ثم يتم طي العجين حول الحشوة ليشكل شكلًا دائريًا، ويتم تشكيله بعناية لضمان إحكام الغلق وعدم تسرب الحشوة أثناء الطهي.

بعد ذلك، يتم تسخين الزيت في مقلاة عميقة على نار متوسطة، ثم يتم تقديم كل قطعة من “من السما” للقلي حتى تصبح ذهبية اللون ومقرمشة. يُرفع الطهي من الزيت ويُصفى على ورق مطبخ لامتصاص الزيت الزائد.

بعد تحضير “من السما” وقت التقديم، يُمكن رش قطر السكر أو العسل فوقها لإضافة نكهة حلوة إضافية، ويُمكن تزيينها بحبيبات الفستق أو شرائح اللوز لإضفاء مظهر جمالي وشهي. تُقدم “من السما” عادةً ساخنة كحلوى شهية ومغذية تُعتبر ختامًا رائعًا لأي وجبة عربية تقليدية.

بعد تحضير “من السما” وقت التقديم، ينصح بتقديمها ساخنة كحلوى رئيسية أو كوجبة خفيفة مع قهوة عربية مثل القهوة التركية أو القهوة العربية التقليدية، حيث يمكن أن يكون تناولها مع هذه القهوة تجربة لذيذة ومريحة للروح.

تُعد “من السما” ليست فقط حلوى للأفراح والمناسبات، بل هي أيضًا جزء من التراث الغذائي للعديد من البلدان العربية، حيث يتم تحضيرها بأشكال ونكهات مختلفة وفقًا للتقاليد والعادات المحلية.

وبالإضافة إلى لذتها الشهية، فإن “من السما” تحمل معها قيمة ثقافية واجتماعية، حيث يشكل تحضيرها وتناولها فرصة للتواصل والترابط بين أفراد الأسرة والأصدقاء. ففي عملية تحضير “من السما”، يجتمع الجميع للمساهمة في تشكيل العجينة ووضع الحشوة بأناملهم، مما يخلق جوًا من الانسجام والتعاون والتفاعل الإيجابي بين الأفراد.

لا يمكن إنكار دور “من السما” في الحفاظ على التراث الغذائي للمنطقة العربية، حيث تُعتبر وصفة موروثة عبر الأجيال، تنتقل من جيل إلى جيل مع تطورات طرق التحضير والتقنيات الحديثة، ولكن دون التخلي عن جوهرها التقليدي وطعمها الأصيل.

باختصار، يمثل “من السما” ليس فقط حلوى شهية ولذيذة، بل هو جزء لا يتجزأ من تاريخ وثقافة المطبخ العربي، يجسد التواصل الاجتماعي والروح العائلية، ويعكس قيم العناية والتقدير والتقاليد التي تميز المجتمعات العربية عبر العصور.