يتناول كتاب “الساعة الأخيرة لكاسترو: القصة السرية وراء السقوط المحتمل لكوبا الشيوعية” للكاتب أندريس أوبنهايم، أحداثاً مهمة وحصرية تكشف الستار عن تدهور الشيوعية في كوبا وتفكك قبضة كاسترو التي استمرت لثلاثة عقود على الجزيرة. يأتي هذا الكتاب كمنتج لجهود المراسل الحاصل على جائزة بوليتزر في صحيفة ميامي هيرالد، أندريس أوبنهايمر، الذي أجرى تقارير داخل كوبا عقب انهيار الكتلة السوفيتية، ويقدم قصة ملحمية بتفاصيلها المشوقة.
يبدأ السرد الحيوي لأوبنهايمر بتناول إعدام أحد جنرالات الجيش الكوبي المُكرمين في عام 1989، وهو بطل من بطوالثورة كوبا، والذي كانت هذه الحادثة أول علامة على التشقق في صفوف كاسترو مع ظهور التجديد والاصلاح على المسرح العالمي. كما يكشف أوبنهايمر فضائح المخدرات التي عصفت بالطبقات العليا في نظام كاسترو، ويثبت أن هناك دوافع سياسية واضحة وراء الإعدامات التالية لأعلى مساعدي فدل كاسترو العسكريين. ومن هناك، ندخل في قصة شيقة خلف الكواليس لهبوط حلم كاسترو.
من بين الكشف المذهلة في الكتاب: كيف تسللت حكومة الولايات المتحدة إلى الدائرة الاستخباراتية الكوبية بجواسيس يتنكرون بأنهم تجار مخدرات، وكيف خطط الأمريكيون لاختطاف وزير أحد وزراء الحكومة الكوبية. وكيف علمت كوبا مسبقاً بغزو الولايات المتحدة لبنما، وكيف تجاوزت المساعدة العسكرية لكاسترو لنورييغا المبالغ التي تم الإبلاغ عنها سابقاً. وكيف حاول كاسترو سراً عرقلة انتخابات نيكاراغوا عام 1990، وكيف خططت نيكاراغوا وكوبا سابقاً لغزو جيرانها في أمريكا الوسطى. وكيف أثر جيب بوش، نجل الرئيس بوش المقيم في ميامي، وبوريس يلتسين بطرق مفاجئة على السياسة الأمريكية تجاه كوبا. وكيف كانت الكراهية المتبادلة بين الكوبيين والسوفيات على الرغم من ثلاثين عامًا من الأخوة الاشتراكية المعلنة. وكيف دفع انسحاب الاتحاد السوفيتي كاسترو لتنفيذ خطته اليائسة للبقاء – “الخيار صفر” – برنامج يقود كوبا إلى العصور الوسطى. وكيف حاول أعضاء الطاقم القياديين في كاسترو في محاولة يائسة لإنقاذ البلاد من الانزلاق المحتمل في عام 1991، تنفيذ خطة لم يتم الإبلاغ عنها لحرمان كاسترو من بعض سلطاته.
عمل أوبنهايمر التحقيقي الدؤوب يظهر لنا كوبا يائسة لم يشهدها الكثيرون من الخارج: الثورة المفتوحة للشباب الكوبي، بما في ذلك ابنة كاسترو المعارضة نفسه، آلينا، وحفيد تشي جيفارا، كانيك، الذي اتخذ طريق البانك المعدني الثقيل؛ والحملة السرية للحكومة لاختراق تيارات السحر الأسود والطوائف الأفريقية المتزايدة في كوبا؛ وموجة لا مثيل لها من الدعارة الذكورية والأنثوية التي حولت كوبا إلى جنة للجنس في أوائل التسعينيات.
هذا الكتاب غني بالحكايات الفصيحة والممتعة، ومغذى بأكثر من 500 مقابلة داخل كوبا – بما في ذلك تبادلات حصرية مع قوة بنما مانويل نورييغا والرئيس النيكاراغوي دانيال أورتيغا، بالإضافة إلى مسؤولين سوفيتيين وشخصيات بارزة من أمريكا اللاتينية وأعضاء كبار في البرلمان الكوبي. إنها لوحة فريدة وحميمة للساعة الأخيرة للشيوعية في كوبا.