سرطان الخصية: الأسباب والعلاج

6 معلومات هامة عن سرطان الخصية

سرطان الخصية هو أحد أنواع السرطان التي تصيب الخصيتين لدى الرجال، وهو من الأمراض التي رغم ندرتها، إلا أن التشخيص المبكر لها يمكن أن يسهم بشكل كبير في نجاح العلاج. على الرغم من أن سرطان الخصية يعتبر نادرًا بالمقارنة مع أنواع السرطان الأخرى، إلا أنه من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال في سن المراهقة والشباب، ويمثل التوعية بهذا المرض جزءًا أساسيًا من الوقاية والعلاج المبكر.

1. أسباب سرطان الخصية

سرطان الخصية يحدث عندما تبدأ خلايا الخصية في النمو بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تكوّن ورم. ولكن في الواقع، ليس هناك سبب واضح واحد يؤدي إلى الإصابة بهذا النوع من السرطان، لكن هناك عدة عوامل قد تساهم في زيادته. من أبرز العوامل المؤثرة:

• التاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الخصية، فإن الرجال يكونون أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

• الخصية المعلقة: تعد الخصية المعلقة من العوامل الخطرة التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الخصية. في هذه الحالة، لا تنزل الخصية إلى كيس الصفن بشكل طبيعي، مما يؤدي إلى زيادة تعرضها لمشاكل صحية.

• العوامل الوراثية: هناك بعض التغيرات الجينية التي قد تزيد من خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان، وهو ما تم إثباته في بعض الدراسات.

• الإصابة السابقة بسرطان الخصية: الرجال الذين أصيبوا بسرطان الخصية في خصية واحدة لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان في الخصية الأخرى.

2. أعراض سرطان الخصية

غالبًا ما يصعب اكتشاف سرطان الخصية في مراحله المبكرة لأن الأعراض قد تكون غير واضحة أو مشابهة لأمراض أخرى. ولكن هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى وجود سرطان في الخصية:

• تورم أو كتلة في الخصية: يمكن أن يشعر المريض بوجود تورم أو كتلة غير مؤلمة في الخصية.

• ألم في الخصية أو كيس الصفن: الألم قد يكون خفيفًا أو شديدًا، ويمكن أن يحدث بشكل متقطع أو مستمر.

• زيادة في حجم الخصية: قد تصبح الخصية أكبر من المعتاد بسبب نمو الورم.

• ثقل في كيس الصفن: قد يشعر المصاب بثقل غير مريح في منطقة الصفن.

• ألم أسفل البطن أو في منطقة الفخذ: في بعض الحالات، قد يمتد الألم إلى أسفل البطن أو الفخذ، مما يشير إلى أن السرطان قد انتشر إلى العقد الليمفاوية.

• تغيرات في الثدي: قد يحدث تورم أو حساسية في الثدي لدى بعض المرضى بسبب تأثير السرطان على هرمونات الجسم.

3. أنواع سرطان الخصية

هناك نوعان رئيسيان من سرطان الخصية، وتختلف الطرق العلاجية باختلاف نوع السرطان:

• الورم المنوي (Seminoma): هذا هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان الخصية، وهو يحدث غالبًا في الرجال بين سن 25 و45 عامًا. الورم المنوي يعتبر أكثر استجابة للعلاج الكيميائي والإشعاعي.

• الورم غير المنوي (Non-Seminoma): يشمل هذا النوع العديد من الأنواع الفرعية مثل الورم الأرومي الجنيني (Embryonal carcinoma) وسرطان الخلايا المسننة (Yolk sac carcinoma) والساركومة (Choriocarcinoma). غالبًا ما ينمو الورم غير المنوي بسرعة ويحتاج إلى علاج أكثر تكثيفًا مقارنة بالورم المنوي.

4. تشخيص سرطان الخصية

التشخيص المبكر لسرطان الخصية أمر بالغ الأهمية لأنه يزيد من فرص نجاح العلاج. عادة ما يتضمن التشخيص عدة خطوات:

• الفحص السريري: يبدأ الطبيب عادة بفحص كيس الصفن والخصية للكشف عن وجود أي تورم أو كتلة غير طبيعية.

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يتم إجراء الموجات الصوتية لتحديد طبيعة الورم، سواء كان مائيًا أو صلبًا.

• اختبارات الدم: قد يطلب الطبيب قياس مستويات بعض المواد الكيميائية في الدم مثل “Tumor markers” التي قد تشير إلى وجود السرطان.

• الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT scan): يساعد هذا الفحص في تحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى أماكن أخرى مثل العقد الليمفاوية أو الرئتين.

5. علاج سرطان الخصية

لحسن الحظ، يعتبر سرطان الخصية من أنواع السرطان التي يمكن علاجها بنجاح في معظم الحالات، خاصة إذا تم اكتشافه مبكرًا. تعتمد خطة العلاج على نوع السرطان ومدى انتشاره، وتشمل الخيارات العلاجية التالية:

• الجراحة: غالبًا ما يتم إجراء عملية لإزالة الخصية المصابة بالسرطان (استئصال الخصية) في مرحلة مبكرة. تكون هذه العملية ضرورية لتقليل خطر انتشار السرطان إلى الأنسجة المجاورة.

• العلاج الكيميائي: قد يتم استخدام العلاج الكيميائي لتدمير الخلايا السرطانية في حالة انتشار المرض أو في حالات الورم غير المنوي.

• العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية، خاصة في حالة الورم المنوي أو إذا كانت الأورام قد انتشرت إلى العقد الليمفاوية.

• العلاج الهرموني: في بعض الحالات، قد يتم استخدام الأدوية لتعديل مستويات الهرمونات التي قد تتأثر بالسرطان أو العلاجات الأخرى.

• العلاج المناعي: يعتبر العلاج المناعي خيارًا حديثًا يمكن أن يساعد الجسم على محاربة الخلايا السرطانية باستخدام جهاز المناعة.

6. الوقاية والتوعية بسرطان الخصية

بينما لا يمكن الوقاية تمامًا من سرطان الخصية، فإن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تقلل من المخاطر أو تساهم في اكتشاف المرض مبكرًا:

• الفحص الذاتي للخصيتين: من المهم أن يتعود الرجال على إجراء فحص ذاتي دوري للخصيتين للكشف عن أي تغييرات أو كتل. يفضل القيام بهذا الفحص بعد الاستحمام عندما تكون الخصيتان في حالة استرخاء.

• الوعي بالتاريخ العائلي: إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الخصية، يجب أن يكون الرجال على دراية بهذه المخاطر، وأن يتابعوا حالتهم الصحية بانتظام.

• استشارة الطبيب عند الشعور بأي تغيرات: في حال ظهور أي أعراض غير طبيعية مثل الألم أو التورم في الخصية، يجب استشارة الطبيب على الفور.

بناءً على الدراسات الحديثة، فإن التشخيص المبكر والعلاج السريع لسرطان الخصية لهما دور كبير في زيادة معدلات الشفاء، إذ أن نسبة الشفاء تصل إلى 95% في الحالات التي يتم اكتشافها مبكرًا.